في الذكرى الثالثة لـ4 آب: شهادة ناجية من الانفجار لم ولن تنسى…
في الذكرى الثالثة لـ4 آب: شهادة ناجية من الانفجار لم ولن تنسى…
“لا بدّ من أنّ يوم الحساب آت، فعدالة السماء أشدّ وطأة من عدالة الأرض”، هذه العبارات هي عبارات ترددها كل أمّ خسرت إبنها بجريمة العصر، أو كل شقيقة خسرت سندها أخاها، وكل حبيبة خسرت بطلها، أو كل مواطن خسر عمله أو عضو من أعضاء جسده.
دقائق كانت كفيلة بإنهاء حياة أهل بيروت وبمحو نصفها.
الجميع بات ضحية إجرام المسؤولين الفاسدين في لبنان، والمؤسف في كل هذا أن الكل لا يزال يمرح ويسرح في ارجاء هذه الدولة المشلولة بكل قطاعاتها.
مرت ثلاثة سنوات على انفجار 4 آب، ولم نعرف حقيقة واحدة عن هذه الفاجعة التي هزت العالم، ولم تهز مسؤولا واحدا في دولة اللامبالاة، أما بموضوع المحاسبة والعدالة “فحدث ولا حرج” في هذا الوطن.
في هذا السياق تحدثت المواطنة اليان معلوف عن تجربتها الأليمة وما عاشته هي وعائلتها في 4 آب 2020 لـvdlnews”” قائلة: “في هذا النهار المشؤوم كنت موجودة أنا واخوتي في مستشفى الروم لأن شقيقتي كانت تخضع لعملية جراحية، وفي الساعة السادسة الا ربعا من بعد الظهر رأينا دخانا أبيض يتصاعد في سماء بيروت واذ بالارض تهتز من تحتنا بقوة، وكنا قد سمعنا صوتا قويا ناتجا عن طائرات ام نعرف طبيعتها. الجميع ظن ان هذا الدخان ناتج عن حريق، وبدأت الإشاعات تنتشر حول امكانية أن يكون سبب ذلك محاولة لاغتيال رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري في بيت الوسط”.
وتابعت: “بعدها بثوان سمعنا ضربتين، الا أن الضربة الثانية كانت شديدة جدا لدرجة أننا “طرنا” من أماكننا وسقطنا على الأرض، ودخل الزجاج في عيوني، وتشوه وجه أخي، وهنا قساوة المشهد: أشخاص مصابون ودماء على الارض، أصوات الجرحى لا أزال حتى اليوم أسمعها، وجثث في كل مكان، ولم نعد نعرف ان متنا أم لا نزال على قيد الحياة بسبب الدخان الأبيض الذي غطى سماء بيروت، ولم نستطع الخروج من مكاننا إلى حين أن أتى أحد المسعفين بعد حوالي الثلاث ساعات”.
وأردفت: “من الصعب ان نعود بالذاكرة لهذه الأيام، وكذلك من الصعب جدا ان نعيش اللحظات المشؤومة مرة جديدة، وحتى ان نشرحها، لشدة الوجع”.
ولفتت معلوف إلى أن “الموجع اكثر اننا كنا نسير على بحر من الزجاج لنستطيع ان نستلم شقيقتي، التي كانت لا تزال في غرفة العمليات، وحينها استطاع الصليب الاحمر اللبناني في انطلياس ان يساعدنا لنذهب الى مشفى ثان”.
وشددت على ان “هناك العديد من الجمعيات اتصلت بنا لتساعدنا طبيا ومعنويا وماديا ولكن لم نر اي احد من هؤلاء”.
وأكدت ان “ما حدث في 4 آب هو غير طبيعي على الإطلاق، ولم يتخيله عقل بشري.. دولة تفجر شعبها وتدمر أجسادهم ونفسياتهم، أمر أصعب ما يكون لنسيانه، خاصة وان جروحنا لا تزال محفورة على جسدنا”.
وأشارت إلى أنه “في ذكرى الاولى لانفجار الرابع آب، وفي نفس التوقيت، شعرت بضيق تنفس، وعشت نفس اللحظات مع بكاء شديد، ولا ازال لليوم أعيش هذه الحالة”.
وختمت: “لا اعتقد انه سيكون هناك عدالة، لأنه لو كان هناك لعُرفت الحقيقة منذ وقوع الانفجار، والحقيقة معروفة من غالبية اللبنانيين ومن كان وراء هذه الكارثة معروف ايضا وان بدأ الفساد من القضاء فكيف سنصل الى الحقيقة؟”.
ريتا عشقوتي