اخبار محلية

كمين سياسي وعسكري لـ”ذبح” فتح… بركات يكشُف!

يشكّل المشهد المتفجّر في عين الحلوة صاعقاً لقنبلة موقوتة يمكن أن تطيح بالاستقرار ليس بالمخيم المذكور فحسب بل يمكن أن تطال بقية المخيمات وما يعنيه ذلك من احتمال تدحرج الأمور إلى خارج المخيم.

لكن من يقف خلف هذا السيناريو التي بدأت أحداثه تتجلّى مع مغادرة رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد الفرج بيروت بعد زيارة قصيرة جاءت تلبية لدعوة من الجيش اللبناني؟ فما العلاقة بين هذا الوضع المتفجر والاستحقاقات اللبنانية الداخلية؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد بركات في حديث إلى “ليبانون ديباييت” أنه مع العطلة الصيفية للمبادرة الخماسية، بعد أن أخذ المندوب الفرنسي جان إيف لودريان عطلة في آب قررت قوى الممانعة السير بمشروع”Project” يرفع من نسبة حظوظ وصوله إلى أيلول مع إتفاق يمكن مرشحه من الوصول إلى سدّة الرئاسة.

ومن هذا المنطلق قرّر الحزب استعادة جبران باسيل من خلال الحوار بينه وبين مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، كما كانت غاية جبران أيضاً من فتح الحوار مع الحزب هي قطع الطريق على قائد الجيش جوزاف عون الذي تقدمت اسهمه، لذلك استغل الحزب موقف جبران من قائد الجيش ليقنعه أن فرنجية أفضل له من العماد عون، لأن الحزب “يضمن” فرنجية، لكنه لا يستطيع ان “يضمن” حصول جبران باسيل على ما يريده في عهد عون.

أما عن شروط باسيل للسير بمرشح الحزب، فمن المحتمل أن يقبل بها الحزب لا سيّما في موضوع اللامركزية الإدارية ولكن بالطبع بشكل جزئي مدروس، كما الأمر مع الصندوق الائتماني، بمعنى أنه “يضع السكين عا الكتف ليأخذ الأصبع”.

تتوافق خطة الحزب هذه مع محاولة حلفاء محور الممانعة تطويع المخيمات الفلسطينية، في الوقت الضائع هذا، وتثبيت سيطرة حماس على مخيمات لبنان بدءاً من عين الحلوة، فبعد أن أنهى الحزب مصالحته مع حماس على أثر الخلاف معها بسبب الثورة السورية، ومن منطلق توحيد الساحات يهمه أن تكون بندقية حماس هي البندقية الفلسطينية الوحيدة في لبنان.

هذا المنطق استدعى من حلفاء محور الممانعة السير بمشروع يحاول “ذبح” حركة فتح، في معركة بدأت بـ”ذبح” المسؤول الأمني الفتحاوي في مخيم عين الحلوة مع 4 من مرافقيه.

وكان بركات نشر تغريدة عبر تويتر قال فيها:” حركة‫ فتح‬ هي آخر بقعة مضيئة في هذا الشرق الملوّث. حركة وطنية، تقاوم بيد وتحاول أن تحفظ شعلة الاعتدال‬ بيد، وتحمي قرار ‫فلسطين‬ من وحوش التطرّف، وغيلان الممانعة.ف‫عين الحلوه يحاولون اغتيال فتح، وذبح آخر بندقية في المنطقة، لا تمسك ‫ إيران بقرارها. مؤامرة كبيرة،هي آخرُ الطلقات؟ لا”.

ويتحدث بركات عن معلومات تقول إن حلفاء محور الممانعة يمدّون المسلحين الإسلاميين في المخيم الصيداوي بالسلاح وربما بالرجال من جهة التعمير، ويجري العمل على تصوير حماس باعتبارها “حمامة سلام” بعد ذبح الفتحاويين يأتي دورها لرعاية “مصالحة” تجعلها “الأب الروحي” للسلم في المخيمات بدءا من عين الحلوة. فيما المخطط كله هدفه سيطرة حماس المعنوية والعسكرية. فحماس لا تقف على الحياد في هذه المعركة بل تستخدم عصبة الأنصار وجند الشام لإضعاف فتح وإظهار نفسها مترفعة عن المعركة لكن الهدف النهائي هو تسليمها كل مخيمات لبنان، وهذا مشروع عمره 20 سنة وبدأ تنفيذه بطريقة قاسية في عطلة لودريان الصيفية.

ويتوقع أنه في حال لم تكن المعركة حاسمة بانهاء فتح فإنها بلا شك ستكون من ضمن سلسلة معارك في الأشهر المقبلة لإنهاك فتح تمهيداً لإنتزاع مكاسب كبيرة منها بالمخيمات وفي سياق معركة مفتوحة ضد النفوذ الفتحاوي أي ضد القرار الفلسطيني المستقل.

ويلفت هنا إلى أنه لا يتدخّل في قرار فتح لا الأميركي ولا العربي ولا الإيراني، فهي آخر حركة فلسطينية مقاومة لا زال قرارها مستقلاً.

لكن ماذا عن علاقة مدير المخابرات الفلسطينية الذي تزامنت زيارته إلى لبنان مع تفجير الوضع في عين الحلوة؟

ينبّه بركات هنا إلى أن مدير المخابرات زار لبنان تلبية لدعوة رسمية عمرها أشهر من الجانب اللبناني، ووافق على تلبيتها في هذه الفترة لأنه كان بصدد الإلتحاق بمحمود عباس في تركيا.

ويكشف أن المعركة كانت معدة مسبقاً لفتحها تزامناً مع مغادرته بهدف الإيحاء أنه وراء ما حصل لكن الحقيقة أنه كان كميناً إعلامياً وسياسياً وعسكرياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى