غرف سوداء تنشر تسجيلات صوتية تحذيرية قديمة.. “الأجهزة وضعت يدها على الملف
منذ ايام قليلة إنتشرت تسجيلات صوتية تحذيرية، في مختلف المناطق اللبنانية عبر تطبيق ” واتس آب” وكل وسائل التواصل الاجتماعي، تشير الى انفجار كبير مرتقب في لبنان، مع أخبار وبيانات صادرة عن سفارات، تحذر رعاياها من السفر الى لبنان، ومن ضرورة مغادرة مواطنيها الموجودين فيه، مع إتباع الحيطة والحذر نظراً لتردي الاوضاع الامنية، كما جاء في تلك البيانات والتسجيلات الصادرة عن بعض السفارات، خصوصاً الفرنسية والالمانية، وبعد دقائق من انتشارها نفت السفاراتان المذكورتان كل ما يروّج في هذا الاطار.
لكن ما زرع المخاوف هو التوقيت الذي اطلقت فيه، بالتزامن مع إندلاع المعارك في مخيم عين الحلوة، وعندها بدأت التأويلات والتحليلات عن إنفجار كبير سيأخذ لبنان نحو الجحيم، بسبب إمتداد تلك المعارك نحو مخيمات اخرى والى ما هنالك من أخبار، نشرت الرعب في كل لبنان، الامر الذي ادى الى مغادرة بعض السياح العرب والاجانب خصوصاً من العاصمة، ومن المناطق القريبة من صيدا، ليتبيّن بعد ساعات قليلة بأنّ التسجيلات تعود الى العام 2019 ، تاريخ الانتفاضة الشعبية، وحينئذ دعت معظم السفارات رعاياها الى مغادرة لبنان.
وعلى خط آخر وما زاد الطين بلّة، بيان السفارة السعودية التي وزع في ساعة متأخرة من ليل الجمعة، والذي دعا الرعايا السعوديين الى مغادرة لبنان بسرعة، وتجنّب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة ، وسبق ذلك بيان مماثل في الاول من آب الجاري آب نصح بعدم التجوّل في مناطق محيطة بمخيم عين الحلوة.
من جهتها، أصدرت الكويت ايضاً في وقت مبكر من صباح امس اليوم (امس) بياناً دعت فيه مواطنيها في لبنان الى توخي الحذر.
الى ذلك وأمام هذه الصور المرفوضة في عزّ الموسم السياحي، الذي ينتظره لبنان منذ سنوات، في ظل تدهور اوضاعه الاقتصادية والمالية، اشار مصدر أمني لـ “الديار” الى وجود غرف سوداء تعمل على ضرب الاستقرار والامن في لبنان، بغض النظر عما اوردته السفاراتان السعودية والكويتية عن تحذير رعاياهم، لكن ثمة اسئلة تستوجب التوضيح في هذا التوقيت.
وقال المصدر: “لا شك في انّ ما صدر عن سفارتيّ السعودية والكويت إستدعى إستنفاراَ كبيراً من قبل الاجهزة الامنية في موسم الاصطياف، على الرغم من قيامها بكل الوسائل لتطبيق الامن وحماية المواطنين والمغتربين والسياح،وبالتالي فالاجهزة تقوم بكل واجباتها والتقارير تصلها تباعاً، ودائماً هنالك مخرّبون وطابور خامس يقبضون الاموال الطائلة للقيام بمهمات من شأنها صبّ الزيت على النار، من خلال إفتعال إشكالات او اي تصرفات مخلّة بالامن، او القيام بالتعدّيات على القوى الامنية من خلال مجموعة ارهابية تتخفى وتظهر كخفافيش الليل، لكننا نؤكد لهؤلاء بأن الوضع ممسوك في كل لبنان، ولا صحة لكل ما يقال عن فلتان مرتقب، لان الاجهزة الامنية تقف بالمرصاد لكل من يحاول إشعال أي فتنة ومن اي نوع كانت، وبالتالي فهي تقف سدّاً منيعاً امام أي طابور، يفكّر بالقيام بما يخّل الامن الذي نعمل على ضبطه بكل قوة، لان الوضع دقيق جداً ولا يحتمل أي إشكال، وقد اعطينا الاوامر الى الاجهزة لتطبيقها بدقة، وكل ما يردّد عن إمكانية قيام البعض بعمليات تخريبية غير وارد على الاطلاق، لان الجيش والاجهزة سيتصدّون لأي مندس يفكّر بالقيام بذلك. وكشف عن ان الأجهزة وضعت يدها على ملف التسجيلات القديمة المسرّبة وتلاحق المتورطين به.
وختم المصدر الامني: “علينا ان نكون يقظين وعلى قدر كبير من الوعي والادراك، خصوصاً انّ الفراغ الرئاسي يبدو طويل الامد، في حال لم يتفق الافرقاء السياسيون والاحزاب على مرشح رئاسي في اقرب وقت ممكن، اذ وكلما طال الوقت طالت معه الهواجس من تداعيات سلبية”.
صونيا رزق – الديار