اخبار عربية

عالم سياسي ينبّه العالم من ظاهرة “الت-ك-فير”: الجم-اعات الإسلامية ستستعيد شوكتها في هذه البلدان

عالم سياسي ينبّه العالم من ظاهرة “الت-ك-فير”: الجم-اعات الإسلامية ستستعيد شوكتها في هذه البلدان

نبّه رئيس المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية، العالم والمفكّر السياسي الدكتور محمد وليد يوسف، الحكومات في العالم الإسلامي والعالم من الأخطار المحدقة بها نتيجة انتشار ظاهرة التكفير، محذّراً من أنّ “للسكوت عن شيوع تكفير المسلمين من الجماعات الإسلامية عواقب سيئة في الأعوام القادمة بعد أن تستعيد هذه الجماعات شوكتها وتحكم أمرها وسلطانها في عدد من الدول في أفريقيا وفي آسيا والشرق الأوسط.

وفي دراسة جديدة نشرها المركز تحت عنوان: “دراسة أركيولوجية في نشأة ظاهرة التكفير في التاريخ الإسلامي”، قال العالم يوسف إنّ “عمليات القتل والتفجير بين المسلمين أنفسهم فاضت دون نكير من أحد، حتى غدا شيوع الخبر عن تفجير انتحاريٍّ نفسه بحزام ناسف أو الانغماس بسيارة مشحونة بالمتفجرات في مسجد جامع أو سوق أو مدرسة أو كلية جامعية أو مستشفى أو غير ذلك لا يصيب عناية أو اهتماماً من أحد، وإن قتل فيها العشرات أو المئات من المسلمين المدنيين في غدوّهم أو رواحهم”.

وأشار إلى “مقتل المئات من المصلّين في جامع الروضة في سيناء بمصر عام 2017 ومثلهم في مدارس وجامعات ومساجد بلوشستان ووزيرستان وبيشاور بباكستان وفي كابل وجلال آباد وقندهار في أفغانستان وفي الأعظمية والكرخ ببغداد في العراق وكذا في نيجيريا وسورية وغيرها من بلدان العالم الإسلامي”.

وأضاف المفكر السياسي: “وكأنّ المسلمين استطابوا تكفيرَ تنظيمِ القاعدة والنصرة والدولة الإسلامية وبوكو حرام وطالبان وغيرها السوادَ الأعظم والجمهورَ الأكبر من المسلمين والافتاء بقتلهم.”.

واعتبر أنّ “لهذا السكوت عن شيوع تكفير المسلمين من الجماعات الإسلامية عواقب سيئة في الأعوام القادمة بعد أن تستعيد هذه الجماعات شوكتها وتحكم أمرها وسلطانها في الصحراء الكبرى وتستولي على دول الساحل والصحراء في افريقيا مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والسودان وتشاد وليبيا، وتشرأب إلى تونس والجزائر، وتكرّ على سوريا والعراق تارة أخرى، وتنتشر في باكستان وأفغانستان ووسط آسيا وصولاً إلى إندونيسيا”.

وتابع: “وقد حملني ما يلزمني من الحق على تنبيه الحكومات في بلاد المسلمين وفي العالم وما يلزمهم من حماية شعوبهم وموارد بلادهم وما يحدق بها من أخطار جسيمة نتيجة انتشار ظاهرة التكفير دون تجريد حملة لمقارعتها وبيان جذورها والكشف عن أصولها والبيئة التي نشأت فيها تاريخياً على تجريد القلم في عملية حفر معرفية تاريخية عميقة بلغتُ فيها إلى أصل نشأة ظاهرة التكفير”.

وكشف المفكر يوسف أنّ “الحفر التاريخي في ظاهرة التكفير لدى المسلمين يدلّ على تأخر ظهوره إلى النصف الثاني للقرن الثاني الهجري، كما يدلّ على أن الاعتدال والإمساك عن تكفير المسلمين والإعراض عن رميهم بالكفر قد مكث ودام حتى انقراض آخر طبقة من الأئمة والرواة المعتدلين مثل شعبة والأوزاعي وسعيد بن أبي عروبة وإسرائيل بن أبي وسفيان الثوري وحماد بن سلمة”.

وأضاف: “مع انقراض هذه الطبقة بدأ الاعتدال والوسطية في الدين بالزوال، ودخل المسلمون عصر تكفير بعضهم منذئذ، وتأصل ذلك مع مرور الأجيال وطبقات جديدة من الرواة والمحدثين وأصحاب المقالات الكلامية والفقهاء حتى غدت أيديولوجيا راسخة منذ عهد الأشاعرة، ولا طاقة بالمسلمين بوأد ظاهرة تكفير المسلمين ما لم تعد إلى ما كان عليه المسلمون في القرن الأول الهجري وحتى النصف الثاني من القرن الثاني من الاعتدال والوسطية، ونبذ ما ظهر بعد ذلك من التشدد عند أهل الحديث مع ظهور طبقة يحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي، وتفكيك الأيديولوجية الأشعرية”.

وكشف أنّ “أحمد بن حنبل وتلامذته ذهبوا إلى تكفير من قال بخلق القرآن، وغدت مدرسة أهل الحديث منذ عام 200 هجرية منظمة سرية مغلقة يتراسل أعضاؤها فيما بينهم ويكتبون إلى بعضهم من أمصارهم وأقاليمهم ومدنهم، فكان أحمد بن حنبل يكتب من بغداد إلى اسحاق بن راهويه في نيسابور، وإلى محمد بن يحيى الذهلي بخراسان وإلى أبي اسحاق الجوزجاني في دمشق بذلك، وهم يكتبون إليه ويخبرونه بالأخبار”.

وبالتالي فإنّ لا سبيل لمكافحة ظاهرة التكفير وانتشارها وتوسعها في دول العالم الإسلامي والعالم، إلا من خلال إخراج المسلمين من صندوقَيْ مدرسة أهل الحديث والأيديولوجية الأشعرية.  

وفنّد المؤرخ يوسف بالأدلة والبراهين تاريخ ظاهرة تكفير المسلمين للمسلمين والوقائع التاريخية الموثقة التي تكشف جذور هذه الظاهرة وتطورها ووصولها إلى ما هي عليه في يومنا هذا.

لقراءة الدراسة كاملة يمكنكم الضغط على الرابط الآتي: https://icger.co/537-2/ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى