تراشق للاتهامات في جونية… “الحقّ عمين”؟
كالعادة أغرقت الشتوة الاولى عددا من الشوارع والاوتوسترادات في لبنان، في مشهد اعتدنا عليه سنويا، تماما كما اعتدنا على إهمال قلّ نظيره… غير أنه لا بدّ من الإشارة في الإطار نفسه إلى جهود حثيثة بُذلت أيضا في مناطق كان المشهد فيها ليل الاحد مغايرا، فالامطار أكملت طريقها إلى البحر من دون تسجيل مشاهد “البهدلة” الاعتيادية…
جونية، مثلاً، اختلف فيها المشهد كثيرا هذا العام، وقد اقتصرت الامور على خط جونية البحري في نقطة محددة حيث تجمعت مياه الامطار لبعض الوقت، وهنا كان تأكيد من وزير الاشغال علي حمية على ان هذه المنطقة ليست من ضمن صلاحيات الوزارة، محملا المؤسسات والمطاعم مسؤولية ما حصل هناك باعتبار أنها أبقت على المصبات البحرية مغلقة.
رئيس بلدية جونية جوان حبيش كان له رأي آخر في الموضوع، حيث أكد في حديث لموقع MTV الالكتروني، أن المكان الذي حُبست فيه مياه الامطار على الطريق البحرية إنما نابع عن النفايات المتراكمة والتي لم تعمد الوزارة إلى إزالتها قبل هطول الأمطار، إضافة إلى الإذن المعطى من وزارة الاشغال إلى أحد المجمعات البحرية في المكان بتسكير ممرّ السيول إلى البحر.
وأوضح حبيش أنه منذ بداية أيلول عمدت البلدية إلى تنظيف كل مجاري المياه والزواريب وقنوات المياه “رغم الإمكانات المتواضعة الموجودة اليوم والتي باتت تمنعنا من القيام إلا بالامور الضرورية”، وفق قوله. وهو شنّ هجوما على “الأشغال” والتقصير اللاحق بجونية وقال: “منذ سنة لم يعمدوا إلى كنس وتنظيف الاوتوستراد، والأشجار التي تعلو عن أربعة أمتار خير شاهد على كلامنا هذا، إضافة إلى الاتربة والحشائش المتروكة على طرف الأوتوستراد والتي لم يتمّ كنسها وجمعها منذ أكثر من سبعة أشهر”. وأضاف: “ما فعلته الوزارة أنها قامت في اليوم التالي بإرسال من ينظف الاوتوستراد”.
حملنا هذا الكلام، وعدنا به هذه المرة إلى مدير عام وزارة الاشغال طانيوس بولس الذي شدد على أن الطريق البحرية في جونية لا تقع ضمن نطاق مسؤولية الوزارة بل هي من مسؤولية البلدية، مشيرا إلى أنهم منذ يومين يعملون على تنظيف الاوتوستراد وكنسه.
بين البلدية والوزارة تراشق للاتهامات والمسؤوليات… والواقع واحد: “الشتوة الاولى قطعت”، رغم أنها لم تكن غزيرة وبالتالي العين على الشتوة الثانية المرتقبة التي نتمنى أن ترحمنا طالما البشر لا يفعلون!
سينتيا سركيس -موقع mtv