أكثر من 1100 قتيل في المعارك… “طوفان الأقصى” حدث غير مسبوق في تاريخ إسرائيل
تجدّد صباح اليوم الاثنين القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على مواقع في قطاع غزة. وتحدّثت مصادر فلسطينية عن استمرار القصف الصاروخي والاشتباكات في البلدات الإسرائيلية الحدودية مع القطاع.
وأفادت وسائل إعلام بأن الطيران الإسرائيلي استهدف مسجداً غرب غزة ودمّره بشكل كامل.
الجيش الاسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف “أكثر من 500 هدف” في قطاع غزة خلال الليل.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “القوات الإسرائيلية لا تزال تقاتل في 7 إلى 8 نقاط قرب غزة”، لافتا الى انتشار 4 فرق قتالية في الجنوب وأن الأمر سيستغرق وقتا أطول من المتوقع لإرساء الأمن.
وأضاف أن “بعض عناصر حماس لا تزال قادرة على التسلل إلى إسرائيل”.
وأعلنت “الأنروا” أن 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى مدارس في قطاع غزة بسبب القصف، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 50 ألف إسرائيلي غير قادرين على العودة لإسرائيل بسبب توقف الرحلات الجوية.
تايلاند تعلن مقتل 12 من مواطنيها واختطاف 11
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية التايلاندية اليوم الاثنين إن 12 مواطنا تايلانديا قتلوا في الاضطرابات في إسرائيل بالإضافة إلى اختطاف 11 وإصابة ثمانية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية كانشانا باتاراتشوك للصحافيين ”نعمل على مساعدة جميع المواطنين التايلانديين في إسرائيل”.
مزيد من الغاء الرحلات
وعلى غرار عدد كبير من شركات الطيران، ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” نقلا عن شركة “هاينان إيرلاينز” الصينية أن الشركة ألغت الرحلات بين شنغهاي وتل أبيب اليوم الاثنين بسبب التوتر في إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن “هاينان إيرلاينز” لديها ثلاثة خطوط طيران مباشرة بين الصين وإسرائيل.
وكانت القوات الإسرائيلية تطارد الأحد مئات المقاتلين الفلسطينيين الذين تسللوا إلى أراضيها وتواصل قصف قطاع غزة، فيما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من “حرب طويلة وصعبة” بعدما خلّف القتال مع حركة “حماس” أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين.
في لبنان، أعلن حزب الله إطلاق “عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة” على المنطقة المتنازع عليها في مزارع شبعا فيما أفاد الجيش الإسرائيلي صباح الأحد بأنه قصف بطائرة مسيّرة “البنية التحتية الإرهابية لحزب الله” اللبناني في المنطقة الحدودية.
في مصر، قُتل إسرائيليان ومصري عندما أطلق شرطي مصري النار على وفد سياحي إسرائيلي في وسط الاسكندرية (شمال)، حسب وسائل إعلام محلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد عزمه على إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة.
ودان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الأحد هجوم “حماس” رغم أن الولايات المتحدة أعربت عن أسفها لعدم وجود إجماع في الاجتماع الطارئ الذي عقده المجلس.
وبدأ التصعيد بعدما شنّت “حماس” هجوماً مباغتاً على إسرائيل صباح السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزّة وتسلّل مئات من مقاتليها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي منذ بدء هجوم حركة “حماس” على إسرائيل صباح السبت، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين.
وفي تحديث لأعداد الضحايا نشره على حسابه الرسمي في موقع X، أفاد الجيش الإسرائيلي أيضا بأن 2150 إسرائيلياً أصيبوا منذ صباح السبت.
كذلك، قُتل عدد من الأميركيين في الهجوم المباغت الذي شنته “حماس” على إسرائيل، حسبما أكد مسؤول أميركي الأحد من دون أن يخوض في تفاصيل.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي “يمكننا تأكيد مقتل عدد من المواطنين الأميركيين. نقدم خالص تعازينا لأسر جميع المتضررين”.
وقُتل عشرة نيباليين في هجوم “حماس”.
كذلك، قُتِلت فرنسية في الهجوم حسب ما أعلنت خارجية بلادها، مشيرة الى أنه لم يتم حتى الآن العثور على عدد من مواطنيها.
كما قتل عدد من المواطنين من دول غربية أو فقد أثرهم في القتال بينهم أشخاص من البرازيل وبريطانيا وألمانيا وايرلندا والمكسيك وتايلاند وأوكرانيا.
في قطاع غزة، حيث نفّذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية الانتقامية منذ السبت، أفادت وزارة الصحة بـ”استشهاد 413 مواطنا” وإصابة 2300 شخصا.
استعادة السيطرة
نشر الجيش الإسرائيلي عشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق الصحراوية المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي مساء الأحد إن “العدو لا يزال على الأرض”، مضيفا “نعزز قواتنا خصوصا قرب غزة ونطهّر المنطقة”.
وتعهد الجيش ملاحقة “الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه”، مشيرا إلى أن غاراته أصابت “800 هدف”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لصحافيين الأحد ”مهمتنا خلال الساعات المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة”.
وأكد أن القتال مستمر “لإنقاذ الرهائن” الذين يحتجزهم مقاتلون فلسطينيون في إسرائيل. وأضاف “هناك عشرات آلاف الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل”.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن “مدنيين وجنودا هم في أيدي العدو، حان وقت الحرب”.
ودعا الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ إلى “وحدة الشعب والبرلمان في حكومة طوارئ”.
“غير مسبوق”
وأقرّ نتانياهو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث “غير مسبوق في إسرائيل”. وقال “كل الأماكن التي تختبئ فيها حماس… سنحيلها ركاماً”.
والأحد، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغ نتانياهو بأن مساعدة عسكرية أميركية اضافية في طريقها الى اسرائيل،، مؤكدا ان “مزيدا منها سيصل في الايام المقبلة”.
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن بايدن ونتانياهو “ناقشا ايضا الجهود القائمة لضمان الا يعتقد اعداء اسرائيل أنهم يستطيعون او أن عليهم استغلال الوضع الراهن”.
كذلك، أكد وزير الدفاع لويد أوستن أن واشنطن “ستزود سريعا الجيش الإسرائيلي معدات وموارد إضافية، بما في ذلك ذخائر”.
وأكد أوستن أيضا أنه وجّه حاملة الطائرات “يو اس اس جيرالد آر فورد” والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتا الى أن واشنطن تعمل على زيادة أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وأغلقت المدارس في إسرائيل وألغي عدد من الرحلات إلى مطار بن غوريون بسبب القتال.
مفقودون
في جنوب إسرائيل، شاهد صحافي في وكالة “فرانس برس” الأحد جثثا عدة على الطريق الواصل إلى شاطئ زيكيم بينما توقفت عدد كبير من المركبات الإسرائيلية التي ترك إطلاق الرصاص أثره عليها.
في غزة، فرغت الشوارع من المارة باستثناء مئات اصطفوا أمام الأفران للحصول على الخبز على وقع دوي الانفجارات.
وقطعت الكهرباء عن القطاع والانترنت عن أحياء عدة.
وأكد إسرائيليون يبحثون عن أقاربهم، عبر الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي الأحد، أنّهم شاهدوهم في مقاطع فيديو لحماس في غزة يتمّ تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أوردت وسائل إعلام صباح الأحد أسماء إسرائيليين قُتلوا السبت وتمّ التعرف إليهم، بينهم أطفال ومراهقون.
وبدأت الأعمال القتالية فجر السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من القطاع باتجاه بلدات إسرائيلية مجاوِرة وصولا الى تل أبيب والقدس.
واخترق مقاتلو “حماس” الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول القطاع الذي تحاصره منذ أكثر من 15 عاما، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين في طريقهم.
وكانت كتائب عزّ الدين القسام الجناح المسلّح لحركة “حماس” اعلنت في مقطع فيديو أنّها “أسرت عدداً من جنود العدو”، وأعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي احتجاز عدد آخر.
وقالت كتائب القسام إنها ستعلن “عدد الأسرى الإسرائيليين لدينا خلال ساعات”.
وكان قائد الأركان في القسام محمد الضيف أعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” السبت “رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى”.
ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية “السيوف الحديد” التي شملت تنفيذ غارات جوية على القطاع، مشيراً إلى أنّه دمّر مباني قُدِّمت على أنها ”مراكز قيادة” لحماس