اخبار عربية

ما بعد “الطوفان” ليس كما قبله… عامل “قوي” يدخل على الخط

لم يعد السؤال اليوم يتركز على احتمال وصول نيران حرب غزة إلى لبنان بعدما وصلها القصف الإسرائيلي في الساعات الماضية، فالصراع امتد إلى خارج قطاع غزة وبات ينذر بإرساء معادلات جديدة ليس في فلسطين فحسب بل في الشرق الأوسط، على غرار المعادلة التي أرستها حرب العام 1973.

وبحسب سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، فإن ما بعد “طوفان الأقصى” لن يكون كما قبله، معتبراً أن الحرب ما زالت في المرحلة الأولى وهي مرحلة الصدمة التي ما زال يتحدث عنها الرأي العام الإسرائيلي والغربي والإعلام وكبار الكتّاب والمحلّلون.

لكن السفير طبارة يقول، إن “هذا الواقع سيتغيّر، وخصوصاً في الإعلام الغربي، حيث لا توازن في النظرة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم أن إسرائيل تدمّر الأبراج والمباني على ساكنيها، من دون أن تصدر أية مواقف شاجبة من المجتمع الدولي”.

وعن التعبئة الحاصلة، والتي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحشد الدعم الدولي لحربه على غزة، وبالتوازي مع عدم صدور بيان من مجلس الأمن، يقول السفير السابق طبارة، إن روسيا لن توافق على أي قرار بإدانة الفلسطينيين، وكذلك بالنسبة للصين، متوقعاً أن يصدر بيان يلوم الجهتين الفلسطينية والإسرائيلية بسبب الخلاف بين أعضائه الخمسة، ولكنه لن يصدر بياناً من شأنه أن يستفزّ العرب، مشيراً إلى أن هذه الحرب قد أحدثت تغييراً في موازين القوى، في ظل التقارب بين روسيا وإيران بعد حرب أوكرانيا.

وبالتالي، فإن إعلان الحرب من بنيامين نتيناهو، هو قرار باتجاه الداخل الإسرائيلي، وفق ما يؤكد طبارة، الذي يكشف أن ما من قرار حتى الساعة بتنفيذ اجتياح أو عملية برية، فقرار الحرب لا يختلف عما يقوم به نتنياهو الآن، وهو مجرد إجراء يهدف من خلاله إلى استعادة شعبيته.

لكن نتيجة الحرب لن تكون سهلة، يستدرك طبارة، لأنها تشبه كثيراً ما حصل في ال73 والحرب التي أدّت إلى اتفاق كامب دايفيد، إذ أن العلاقة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستتغيّر في المرحلة الثانية من الحرب، لأن ضغطاً سيسجّل من الخارج باتجاه وقف الحرب والبحث عن حلول، ولكن الإتجاه اليوم هو معاكس لذلك، لأن إسرائيل تسعى إلى إظهار نفسها بالدولة الضعيفة، والتي تعرضت للهجوم من دولة حماس القوية”.

وبحسب طبارة، فإن ما حصل في ال 73 يعطينا إشارات لما سيحصل اليوم، إذ في الأيام الأولى للحرب في ال73 كان التصعيد في حدّه الأقصى، ولكن بعدها هدأت الأمور، وحصل التحوّل في السياسة.

كما يؤكد أن تدخل واشنطن لا يهدف إلى التصعيد بل إلى التهدئة، وإرسال حاملة طائرات إلى إسرائيل ليس للتصعيد، فدخولها هو بمثابة دخول عامل قوي على خط هذه الحرب من أجل تهدئة كل اللاعبين وفق مقولة adult in the room، فقد بادرت الإدارة الأميركية على الفور منذ يوم السبت الماضي إلى إجراء اتصالات بالسعودية، لأن سياستهم تركز على اتجاه معين وهو التطبيع بين إسرائيل والعرب، ولذلك، لن يشجعوا إسرائيل على تصعيد ردة فعلها، في ظل المصلحة الأميركية المختلفة اليوم، ولذلك طلب الأميركيون من نتنياهو إبعاد المتطرفين من الحكومة.

لكن طبارة يركّز على أن الخطر يبقى قائماً وبقوة في حال طالت هذه الحرب، لأن استمرارها لفترة طويلة سيؤدي إلى “عفونة” وإلى اتساع رقعتها وانضمام أطراف جديدة إليها، وذلك في حال عجزت الوساطات عن تطويق الحرب خلال أسابيع معدودة، وبالتالي، فإن الحرب ستطال لبنان إذا طالت الحرب ولكن حتى اللحظة، ما زال الوضع مضبوطاً.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى