محلّل يحذّر من “إحتمال وارد”
محلّل يحذّر من “إحتمال وارد”
رأى المحلل السياسي فيصل عبد الساتر, أنه “بعد ساعات من إنطلاق عملية طوفان الأقصى صباح السبت 7 تشرين الأول المنصرم, كانت النتائج أكثر بكثير مما توقّعها البعض, ونتائج مُزهلة أرعبت العدو الإسرائيلي, الذي قام بعد يومين من هذه الصدمة ليمارس قصفاً هستيرياً على قطاع غزة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبابت” اعتبر عبد الساتر, أن العدو الإسرائيلي بات اليوم أمام ثلاث خيارات:
الأول: تنفيذ إجتياح بري لقطاع غزة, وهذا مُكلف جداً, وهذا ما ينتظره رجال المقاومة الفلسطينية, إلا أنه صعب, وإسرائيل لن تستطيع الفوز بمثل هذا الأمر في أي حال من الأحوال.
الثاني: تدمير قطاع غزة بشكل هستيري وبشكل كامل, مما يساعد على تهجير الفلسطينيين أو أكبر عدد ممكن منهم, ويذهبون إلى العراق أو ينتشرون في هذا القطاع المحدود المساحة.
الخيار الثالث: وقف إطلاق النار والذهاب إلى تفاوض على اعتبار أن المقاومة لديها ورقة استراتيجية, وهي الأسرى الصهاينة عموماً”.
وأضاف, “الواضح بعد خمسة أيام من هذه المعارك بشكل متواصل وهستيري, في ظل الصمت والتآمر الدولي كالعادة بالوقوف والإنحياز إلى إسرائيل, وغياب الموقف العربي الذي ممكن ان يكون عاملاً مساعداً ولو على المستوى الإعلامي, مع الأسف حتى هذا الأمر لم يظهر إلى هذه اللحظة”.
وتابع, “العدو الإسرائيلي استفاد من هذا الأمر, من خلال غطاء وتعاطف دولي كبير وتحرك أميركي كبير تمثّل بوصول بوارج أميركية إلى المنطقة, إضافة إلى تحرّك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن, وقوله بشكل صريح وواضح أنه يقف إلى جانب إسرائيل, وأن كل ما تقوم به أميركا هو لحماية إسرائيل”.
وقال: “التحرّك الآخر هو تحرّك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يبدأ اليوم ويمر في عواصم ثلاث, من بغداد ثم إلى دمشق ثم إلى بيروت, لكن المفاجأة اليوم أن العدو الإسرائيلي وسّع دائرة الإستهداف, بعد سلسلة غارات استهدفت مطارَي دمشق وحلب, ما يعني أن هناك نيّة لدى العدو بقطع الطريق على أي مساندة إيرانية, بالقراءة الإستراتيجية”.
هل الأمور ستتطوّر إلى ما هو أبعد من ذلك؟ وهل تفتح الجبهات؟ أجاب عبدالساتر: “في الجانب اللبناني كان واضحاً, أن المناوشات أو العمليات المحدودة أو الردود العسكرية من جانب حزب الله ومن جانب العدو الإسرائيلي, لا تزال في إطارها الضيق التي ممكن أن نسمّيه الآن لعبة الإستدراج البطيئ إذا صحّ التعبير”.
وما لفت عبدالساتر, هو “ما يقوم به حزب الله من حرب نفسية على العدو الإسرائيلي والتي أربكته في اليومين الماضيين بشكل فقد أعصابه بشكل كليّ, وهذا ما بدى من خلال البيانات المتضاربة والمتناقضة التي يُصدرها الجيش الإسرائيلي او الصحافة الإسرائيلية عموماً”.
وشدّد على أن “الأمور اليوم هي أقرب إلى سيناريو استمرار التدمير في قطاع غزة, لكن مع استمرار قصف المقاومة في الداخل الإسرائيلي, وإحتمال فتح الجبهات لا زال إحتمالا وارداً, إلا انه حتى الآن لا يمكن الجزم به, على اعتبار أنّ التحرّك الديبلوماسي جاء ليحاول أن يُهدّأ من هذا الأمر, وعدم الدخول بحرب شاملة في المنطقة وعدم التصعيد إلى حدّ كبير”.
وفي الختام, اعتبر أن “هذه القضية ستنتهي بمزيد من التدمير ليستفيد العدو الإسرائيلي ويوازي بالتعويض عن خسارته الكبيرة أمام هول ما حدث في 7 تشرين الأول 2023, لذا ننتظر لنرى النتائج”.