اخبار دولية

حربٌ ثانية تخوضها إسرائيل… انتبهوا جيّداً!

تخوضُ إسرائيل حَربَين، الأولى على الأرض وفي السّماء، والثانية في عالمٍ مُختلفٍ تماماً تُستعملُ فيها أسلحة أكثر ثقلاً وفتكاً ودماراً وتنتقمُ فيها من كلِّ داعمٍ لفلسطين ومنتقداً للمجازر التي تحصل. إنّه العالم الإلكترونيّ وخصوصاً صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي الأشهر التي باتت ساحة حربٍ أخرى يجب التنبّه من مخاطرها.

يشرحُ الخبير في التحوّل الرقميّ والذّكاء الإصطناعي فريد خليل أنّ “مواقع التّواصل الاجتماعي تتبع جهات مُعيّنة، ولذلك فإنّ لديها قوانين خاصّة بها تُحدّد من خلالها ما يُمكن أن يُنشر وما لا يُسمح بنشره عبرها، بالإضافة الى أنّها تخضع لقوانين بلدان مُعيّنة ولسياساتها، وعلى سبيل المثال الاتحاد الأوروبي لديه قوانين صارمة بشأن البيانات التي تُنشر”، لافتاً، في مقابلة مع موقع mtv الى أنّ “ما يُنشر عن الحرب بين إسرائيل وفلسطين على هذه المواقع يُظهر وجود تحيّزٍ واضحٍ من قبلها وتحديداً من شركة “ميتا” المالكة لـ”فيسبوك” و”إنستغرام” إذ يتمّ التشدّد وحذف الكثير من الأخبار باعتبار أنها “مُضللة” وغير صحيحة”.

ولكن كيف يُمكن “التحايل” على هذه المواقع لعدم تعريض بعض الحسابات للإقفال؟ يُجيب خليل “الرقابة على الأخبار والمحتوى المنشور إن كان مكتوباً أو على شكل صورة وفيديو مع كتابات، بالإضافة الى الرقابة على المصدر، تتمّ عبر الخوارزميّات والذكاء الإصطناعي، لذلك يجب على الذين ينشرون محتوى دعماً لفلسطين وخصوصاً المؤثّرين الانتباه الى تفاصيل صغيرة مثل بعض الصّور والكلمات، وهناك من يلجأ الى تجزئة بعض الكلمات مثلاً ككلمة “حرب” و”حزب الله” و”حماس” وتمويه بعض الصّور، مع الإشارة الى أنّه ترد ملايين الـreports أو التّبليغات عن حسابات مُعيّنة تؤدّي في بعض الأحيان الى حجبها”.

وفي معرض حديثه عن التحيّز العالمي في الحرب والذي يتظهّر إلكترونيّاً، يُشير خليل الى أنّه في بداية الحرب، تمّ الهجوم على مالك موقع “إكس” إلون ماسك خصوصاً من قبل الاتحاد الأوروبي واتّهم بدعم “حماس” ونشر أخبار مُضلّلة وتمّ تهديده بعقوبات، وسرعان ما بدأ الموقع بحذف حسابات لـ”حماس”، أما موقع “يوتيوب” الذي يُعتبر من أهم مصادر الأخبار والذي يزوره الملايين حول العالم، فإنّ إسرائيل تنشر دعايات لها عبره للوصول الى أكبر عددٍ مُمكن من الناس خصوصاً وأنّ “يوتيوب” مرتبطٌ بـ”غوغل” أيضاً وبمحرّكات بحث أخرى، وأيُّ بحث على “غوغل” يقودنا الى “يوتيوب”، مُعتبراً أنّ “الهدف ممّا تفعله هذه المواقع ومن يقف خلفها هو السّيطرة على الرأي العامّ وتوجيهه بهدف الفوز بالحرب النفسيّة وإحكام القبضة على عالم “الأخبار” للتسبّب بإحباط بعض الشعوب، فضلاً عن ظاهرة أخرى تحصل وهي إنتاج محتوى عبر الذّكاء الإصطناعي يُساهم في التسويق لهذه السياسة وفي تضليل الرأي العامّ”.

أما عن كيفيّة التحقّق من صحّة المحتوى، فيُقدِّم خليل سلسلة مواقع وتطبيقات يُمكن اللجوء إليها لهذا الغرض، أبرزها تطبيق Logically الذي يستندُ الى الذكاء الإصطناعي بشكلٍ خاصّ، وموقع NewsGuard الذي يجمع تقييم ومراجعات من مواقع إخباريّة موثوقة تُساهم في التحقّق من الأخبار، بالإضافة الى موقع Snopes الذي هو رائدٌ في هذا المجال، وموقع FactCheck.org وPolitiFact.

ولِمَن يُريد التأكّد من الروابط، يُمكن الاستعانة بموقع URLVoid وVirusTotal، أمّا التحقّق من الصّور والفيديوهات فيتمّ عبر موقعي InVid وTineye، وفق خليل.

حوَّلت الحرب الدائرة كلّ ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي الى جُنديّ وصحافيّ إلكترونيّ يُكافح لإيصال الكلمة والصّورة والصّوت ويُواجَهُ بالقمع والإسكات وصولاً الى “المحو”… تماماً كما يحصل على الأرض!

جيسيكا حبشي -موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى