الملكة رانيا: “إسمحوا لي”
الملكة رانيا: “إسمحوا لي”
قالت الملكة رانيا، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأميركية، إنه “بعد مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، 70% منهم نساء وأطفال، فإن ادعاء الإسرائيليين أنهم يحاولون حماية المواطنين بصراحة إهانة لعقل الشخص”، وذلك رداً على إصرار الإسرائيليين بأنهم يبذلون قصارى جهدهم لحماية المواطنين في غزة.
وفي حديثها مع مذيعة الشبكة بيكي أندرسون، علقت الملكة رانيا على مطالب الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي، قائلة: “لا أظن أن أوامر الإخلاء هذه هي لصالح المدنيين في غزة. إنهم ليسوا الجمهور المستهدف، وإنما بقية العالم، فهي محاولة من إسرائيل لإضفاء الشرعية على أفعالها”.
كما تطرقت الملكة رانيا إلى ما شهده مخيم جباليا، قائلة: “في مكان مثل جباليا، أحد أكثر زوايا غزة اكتظاظاً، ومع كون غزة واحدة من أكثر مناطق الأرض اكتظاظاً، الوفيات بين المدنيين ليست عرضية، إنه استنتاج محسوم، وهذا يجعلها جريمة حرب”.
وفي حديثها، أدانت معادات السامية والإسلاموفوبيا، مشيرة إلى أنه “أمر غير مقبول أبداً، وليس من المبرر أبداً مهاجمة شخص ما بناءً على معتقداته السياسية”.
وتابعت، “لدينا تاريخ طويل من التعايش السلمي. إذاً، الأمر لا يتعلق بالدين، بل بالسياسة. وما رأيناه في السنوات الأخيرة هو استخدام تهمة معاداة السامية كسلاح، من أجل إسكات أي انتقاد لإسرائيل”.
وأضافت، “لذا فإن المدافعين أو المؤيدين لإسرائيل الذين لا يستطيعون الدفاع عن تصرفات إسرائيل أو سلوكها، يعودون إلى إنهاء المحادثة من خلال مساواة انتقاد إسرائيل بمعاداة السامية. اسمحوا لي أن أكون واضحة جداً. كونك مؤيداً للفلسطينيين لا يعني أنك معادٍ للسامية، وكونك مؤيداً للفلسطينيين لا يعني أنك مؤيد لحماس أو مؤيد للإرهاب”.
وفي سياق متصل، دعت الملكة رانيا في المقابلة نفسها، إلى ضرورة وقف إطلاق النار، قائلة إنه “يجب أن تكون هناك دعوة جماعية لوقف إطلاق النار في غزة”، موضحة “إذا تمكنت من القضاء على حماس بأكملها، فماذا بعد؟”.
وأضافت، “السبب الجذري لهذا الصراع هو الاحتلال غير القانوني. الانتهاكات الروتينية لحقوق الإنسان والاستيطان غير الشرعي، والاستهتار بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. إذا لم نعالج هذه الأسباب الجذرية، فيمكنك قتل المقاتلين ولكنك لا تستطيع قتل القضية”.
وأكدت الملكة رانيا أن “الطريق الأضمن هو من خلال السلام”، مشيرة إلى أن ذلك “هو المسار الذي يتعين علينا اتباعه الآن”.
واختتمت حديثها، بالقول: “أعتقد أن إسرائيل تستحق أكثر من مجرد الدعم غير المشروط من حلفائها. أعتقد أنها تستحق بعض الحقائق غير المريحة، لأنك إن كنت صديقاً حقيقياً فإنك تدعم صديقك عندما يكون على حق، ولكنك تخبرهم أيضاً حين يتجاوزون الخط”.