البنزين لمن يمرّ بالصدفة”.. إليكم ما فعله توتر الجنوب بالسكان والجُيوب!
نشرت منصة “بلينكس” تقريراً تحت عنوان: “توتر جنوب لبنان يضرب الجيوب.. المدخول معدوم والإيجار واجب”، وجاء فيه:
الأوضاع الأمنيّة المتوترة عند الحدود بين لبنان وفلسطين المُحتلة فرضت واقعاً صعباً على السكان هناك. الكثيرُ من المهن والأعمال التي يعتاش منها سكان المنطقة باتت بحُكم المعطلة بسبب القصف الإسرائيلي الذي طال بلدات جنوبية كثيرة.
خلال جولة في بعض مناطق الحدود، مثل الخيام، كفركلا، حولا، العديسة، مركبا، دير ميماس وغيرها، يتبين أن المشهدية هناك ليست طبيعية، فالحياة بالكاد مُستمرة. الشوارع فارغة من روادها، لا حركة تجارية، حتى أنّه بالكاد تمرّ سيارة بين الحين والآخر باستثناء الآليات العسكرية التابعة للجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” الدولية.
كذلك، الأوضاع الأمنيّة المتوترة عند الحدود فرضت واقعاً صعباً على السكان هناك، فالأعمال المتوقفة تعدُّ أمراً صعباً على الناس في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان، فالمصاريف كثيرة بينما المداخيل باتت شحيحة.. فماذا يقول السكان عن هذا الوضع؟ وكيف يُفسر أهل الجنوب واقعهم في ظلّ توقف أعمالهم؟
الطبيب يخسر
في حديثٍ لـ”بلينكس”، يقولُ طبيب يمتلك عيادة ومختبر أسنان في مدينة الخيام، إنَّ الأوضاع صعبة جداً بسبب التوترات الأمنيّة، ويتابع: “الخسائر كبيرة جداً.. نحنُ كأطباء نحتاج إلى كثافة سكانية من أجل العمل، والكثير من مناطق الجنوب باتت فارغة من سكانها تقريبا”.
ويوضح الطبيب الذي رفض كشف اسمه أنه افتتح عيادته قبل أقل من عام، والآن يواجه أزمة على صعيد المدخول، ويضيف: “عيادتي مقفلة في الخيام ولا عمل، وبالتالي فإنني أخسر يوميا، والمشكلة تكمن في مكان آخر وهي الالتزامات الشهرية لدفع إيجارات والفواتير والأقساط، ولا ندري إلى أي مدى سنصمد”.
الظروف الاقتصادية صعبة
من جهته، يقول علي (45 عاماً) من بلدة القنطرة إنّ التوتر الأمني أدى إلى توقف عمله في مهنة “السباكة”، مشيراً إلى أن الظروف الاقتصادية صعبة وباتت الأمور أصعب الآن في ظلّ القصف الإسرائيلي، ويضيف: “الحرب ضيّقت علينا أكثر، فالليرة متدهورة والأسعار بالدولار ومن لديه بعض المدخرات سيستخدمها من أجل العيش”.
وأوضح أنّ الظروف الاقتصادية باتت تفرض نفسها بقوة على الجميع في ظل الوضع المتأزم، ويُردف: “نتمنى أن ينتهي التوتر كي نعود إلى أعمالنا”.
البنزين.. لمن يمرّ بالصدفة
خلال جولة بين كفركلا والخيام، جرى التوقف عند محطات الوقود. هناك، لا حركة وبالكاد تأتي سيارات إلى هناك باعتبار أن المنطقة شبه خالية من السكان.
أحد العاملين في محطة بمنطقة كفركلا يقول إنّه بالكاد يعمل في ظل هذه الأوضاع، مشيراً إلى أنه يضطر لفتح المحطة من أجل أن يكون البنزين متوفراً لمن يمرّ بالصدفة من هنا، ويضيف: “نشاطنا يقتصرُ على ساعاتٍ قليلة فقط، ولا يمكننا إطالة وقت العمل فالأوضاع ليست جيدة”.
الأفران تُطفئ نيرانها
في ظلّ التوتر القائم، لوحظ أن الأفران أوصدت أبوابها، فالنيران فيها انطفأت، وبات الطحينُ فيها ينتظرُ عجنهُ وخبْزهُ مثلما كان يحصلُ قبل أيام التوتر. هنا، يقول أحد سكان كفركلا: “الفرن مسكّر (مقفل).. يعني ما في خبز بالمنطقة هيدا في حال الأفران الكبيرة ما كانت عم توصل لهون بسبب القصف.. عملياً، اللي قاعد ببيتو هون عم بواجه أزمتين: الأولى أزمة خطر، والتانية أزمة توفير الطعام والخبز وبدو يضطر يقطع مسافة ليجيب الحاجيات.. فعلاً الوضع صعب”.