مُراقب أميركي يكشف مخطّط واشنطن العسكري من بيروت الى دمشق وطهران
مُراقب أميركي يكشف مخطّط واشنطن العسكري من بيروت الى دمشق وطهران
رأى رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب أن “الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل سيتصاعد دون شك، ولكن الوضع الأميركي الإيراني يشهد تفاهماً لعدم التصعيد حتى لا تُضرب إيران، غير أن هذه الأخيرة ستكون محرجة، لذلك ستستعمل أذرعها للحفظ على ماء الوجه، وهي تتعامل بخجل مع الموقف، وهذا ما يبرر طريقة عمل حزب الله على الجبهة الشمالية”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال حرب: “تحاول إيران الإستفادة على الجهتين، فهي تقوم بنوع من الإستفزاز وإراقة بعض الدماء عبرالفصائل التابعة لها، في المقابل تحاول لعب دور على الصعيد العالمي بقرارها عدم قيام حرب مع أميركا، وهي ستستمر بعملية الإستنزاف هذه إلى أن تقرر إسرائيل، بعد الإنتهاء من غزة، إستكمال المعركة على الجبهة الشمالية”.
وتابع، “حتى الآن لا يزال حزب الله يستمع لنصيحة إيران بعدم التدخل الفعلي بالحرب، ولكن القرار ليس بيده، بل بيد الولايات المتحدة وإسرائيل، وأتصور أن إيران ستبيع الحزب في لبنان كي تحافظ على إستقرار وضعها الداخلي المهتز، فهي تواجه إعتراضاً شعبياً على النظام القمعي الذي تمارسه، وهذا الإعتراض جاهز للثورة في حال تلقى أي دعم خارجي”.
وأضاف “لكل حرب نهاية، وسيكون الفكر الإستفزازي التدميري لحزب الله هو الخاسر في لبنان بعد كل الكوارث والإنحطاط الذي أوصل البلد إليه”.
وأوضح أنه “لا يمكن لإسرائيل الإستمرار بوجود تهديد حزب مسلح على حدودها، من هنا أرى أن الحرب قادمة إلى لبنان، وقد إرتكبت الحكومة اللبنانية في العام 2006 خطأً جسيماً بعدم الموفقة على دخول قوات الأمم المتحدة تحت البند السابع، مما يسمح لها بالقضاء على حزب الله”.
وأضاف “هذا الحزب يستعمل المدنيين كدروع بشرية، ويخبئ ترسانته الصاروخية ومسيراته بينهم، حاله حال أية منظمة إرهابية، وأسلحته منتشرة من الجنوب حتى عكار”.
ولفت إلى أن “إسرائيل لن تقوم بقصف عشوائي في حربها على لبنان، وسيكون عملها محدوداً، أما تدمير البنى التحتية الذي حصل في العام 2006، كان هدفه توجيه رسالة إلى الجيش اللبناني كي لا يعود وينسق مع حزب الله، وإذا إلتزم الجيش بهذا التحذير، لن يكون هناك إستهداف للبنى التحتية في لبنان”.
وأكد أن “هناك تحشيد وتجييش من إيران لمجموعات أفغانية وسورية ويمنية وعراقية لا نعرف أعدادها حالياً، ولكننا نعرف أن قسماً من مجموعة الفاطميين دخل لبنان، وأن الكونغرس الأميركي لن يسمح أن يتعرض الشرق الأوسط كل بضع سنوات لظهور جماعات تكره التطور، وتمارس الإرهاب، وخاصة أنها إستهدفت إسرائيل، وأي وقف لإطلاق النار، أو أي تهدئة قد تساعد الراديكاليين على الإستمرار، لذلك ستُستَغل هذه الحرب مع إسرائيل للتخلص من الحركات الراديكالية كافة”.
وكشف انه “بعد إنتهاء حرب غزة، سيكون لا بد من مجلس إدارة يستلم زمام الأمور هناك، ويعمل على إعادة تأهيل شعبها كي يرفض العنف والإرهاب، ويجب تغيير المناهج المدرسية كي تخدم هذه الفكرة، لذلك لا بد من إدارة عربية تقوم بهذه المهمة، وقد تكون مصر الدولة المؤهلة لهذه المهمة، بتفويض عربي، حتى لا يُقال أن مصر متواطئة”.
وشدد على أنه “ما من مؤامرة لطرد الفلسطينيين من غزة، هي كانت وستبقى للشعب الفلسطيني، ولكن إدارتها ستتغير بعد الحرب، ولقد كان من المفروض على حماس أن تعمل على تنمية وإزدهار منطقتها وأن تبني لنفسها إقتصاداً رائعاً بدعم من الدول العربية، ولكنها إختارت التوجه نحو الإرهاب وإيران وبناء الأنفاق”.
وأستبعد أن “تذهب إدارة الرئيس جو بايدن إلى أبعد من سوريا ولبنان في حربها ضد الإرهاب، وآمل أن تجعلهما خاليين من الميليشيات، وهذا الخيار قد يكون الأفضل للمنطقة”.
وتوقع أن ” تبقى عملية السلام مستمرة بعد الحرب على غزة، حتى لو توقفت حالياً، فالقمة العربية كانت واضحة في هذا الشأن، والعالم العربي لا يمكنه التحرر من التطبيع مع إسرائيل، لأن إستمرار العداء لها سيؤدي إلى العنف، وبالتالي خيار السلام هو الأفضل لشعوب العالم العربي، وأتصور أن الدول العربية سمحت بالإجهاز على حماس لأجل الإكمال على حزب الله، الذي يبيع المخدرات للمجتمعات العربية”.
وختم حرب بالقول: “لن تكون هناك حرب عالمية أو إقليمية، ستكون حرباً محدودة، ولن تبدأ عملية السلام إلاّ بعد إنتهاء الحرب، والمواجهة الحالية هي بين من يريد تدمير عملية السلام والشعوب العربية، وعلى الدول العربية الطلب من حماس الإستسلام لحماية شعبها في غزة، إن كانت تهتم لأمره”.