ح/ز/ب الله انتقل الى “تكتيك الهجوم”.. هل يمنع الحرب عن لبنان
سادت توقعات منذ اندلاع عملية 7 اكتوبر في غزة بأن جبهة لبنان ذاهبة لا محالة الى الاشتعال وفق معلومات دبلوماسية غربية تقاطعت حول نوايا اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية استباقية ضد حزب الله وتقديرات اخرى تفيد بخطر الانزلاق الى حرب شاملة بفعل خطأ ميداني تتحوّل معه الاشتباكات الدائرة جنوبا من مواجهة حدودية مضبوطة الى حرب واسعة.
خطر الحرب ما زال قائما وفق مصادر مطلعة على تطورات الجبهة الجنوبية والحرب الدائرة، وهي اشارت لـ “ليبانون فايلز” الى ان التحذيرات من خطورة تفجر الاوضاع العسكرية مستمرة، وبعد استبعاد شنّ اسرائيل حملة جوية ضد أهداف حسّاسة لحزب الله ومنها اغتيال شخصيات بارزة لديه وايضا قياديين تابعين لحماس في لبنان، انتقل التهديد الى مربع اخر بعد جريمة قتل الشهداء الاطفال الثلاثة في عيناتا جنوب لبنان، وهو استهداف المدنيين، فتوجه الحزب الى تغيير استراتيجي وتعديل في خطته بدل الانجرار الى رد يمنح نتنياهو الحجة لتوسيع الحرب. واقتضت تكتيكات المعركة الجديدة بتقليل الخسائر البشرية ورفع مستوى العمليات العسكرية على طول الحدود من الناقورة حتى مزارع شبعا.
ومن هدف اشغال الجبهة الشمالية دعما لغزة ومساندة لها، انتقل الحزب الى تحويل منصات وتجهيزات العدو الاسرائيلي عند الحدود الى هدف مباشر له، وتقصّد ضرب منظومته التجسسية الاستخبارية بشكل مكثف ومنعه من اعادة تفعيلها من خلال استهداف اي تحرك يرمي الى اصلاحها، ومؤخرا اصاب ثلاثة من عمال من شركة كهرباء اسرائيل لدى محاولتهم ترميم منصات تجسس عطلتها صواريخ الحزب، والتوغل بضرب المستوطنات الحدودية، وبحسب المصادر عينها فإن متطلبات المرحلة تقتضي بالحزب عدم الركون الى مبدأ توازن الرعب والاكتفاء به، بل صار لزاما عليه المبادرة بشن اشتباك يفضي الى استنزاف يومي لجبهة اسرائيل واعاقة توجهها الى مراكمة تحضيرات تمكّنها من مباغتة الحزب بحرب مفاجئة، ومنعها من الاستعداد لذلك من خلال عمليات تعكس ما حرفيته “نحن جاهزون” وهو ما اعلنه امين عام حزب الله مرارا وتكرار، مقابل تهديد وزير الحرب الاسرائيلي غالانت بانه “سيصيب بيروت ما اصاب غزة من دمار”، فهل يمنع نصرالله الحرب عن لبنان؟
الحدث – هيلدا المعدراني