شاب لبناني لقبه ابن السيد واسمه هادي نصرالله ماقصته …ومن هو
شاب لبناني لقبه ابن السيد واسمه هادي نصرالله ماقصته …ومن هو
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة دوراً كبيراً في رصد الأحداث والتطورات سيّما تلك المتعلقة بالحروب، حيث برزت حسابات على منصّات التواصل انشغل أصحابها بتسليط الضوء على حقيقة ما يجري في أرض المعركة. وخلال معركة “طوفان الأقصى” شاركت هذه الحسابات في مساحات منصّة X (تويتر سابقاً) أو ما يُعرف بـ XSPACE ودأبت على تعزيز محورية القضية الفلسطينية حيث ناقش النشطاء العديد من المؤثرين في الدول العربية والغربية بالإضافة الى كُتّاب ومُحلّلين ما أسهم بشكل أو بآخر بقلب الرأي العام وتحويل أنظاره باتجاه الحقيقة.
تصدّر حساب الناشط هادي نصر الله لائحة النشطاء الأكثر تأثيراً، حيث تفاعل معه رواد منصات التواصل من مختلف دول العالم سيّما وأنه يخاطب متابعيه ويحاورهم باللغة الانجليزية وبدا نشاطه لافتاً جداً وحواره مقنعاً مدعّماً بالمعلومات والاثباتات ما جعل النشطاء يتتبعونه من مساحة الى اخرى لمعرفة اخر التطورات في احداث غزّة وجنوب لبنان.
وفي حديث لـ “لبنان 24” أكّد هادي بداية أنه ليس صحافياً وإنما ناشط على خطّ الحروب الدائرة في المنطقة، حيث سبق أن برز نشاطه عام 2014 خلال الاحداث السورية، وخلال فترة العدوان الإسرائيلي على غزة في العام نفسه، مستغلاً وجوده في الخارج بهدف الدراسة، حيث كرّس جهوده من أجل نشر الوعي حول الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في ظل التعتيم الإعلامي على القضية الفلسطينية وضعف اهمية وسائل التواصل انذاك، وشارك في العديد من المظاهرات خارج لبنان دعماً لفلسطين ثم انتقل الى مشاركة المحتوى الخاص به باللغة الإنجليزية بعد أن أيقن أهمية التواصل وإيصال الصوت للمجتمع الغربي.
كيف يظنّ هادي نصر الله أنه ينصر غزّة من خلال نشاطه اليوم؟
كنشطاء كان لنا دور كبير وأساسي بدحض الأكاذيب الإسرائيلية، فمثلما هناك حرب عسكرية على الأرض، هناك أيضاً حرب إعلامية، خرجت من إطار حرب القنوات الموجهة، حيث تغيرت وأصبحت حرباً على وسائل التواصل الاجتماعي بين المستخدمين بكافة تسمياتهم وتوجهاتهم، إذ إن الفضائح التي تطال الإسرائيليين تأتي من النشطاء الذين يلاحظون ثغرات وفبركات في المعلومات المنشورة من قبل الإسرائيليين فيعملون على كشفها وتظهيرها، لافتاً الى أن لاختلاف أعمار وايديولوجيات النشطاء الداعمين للمقاومة في بلداننا العربية، سيما في سورية ولبنان وفلسطين، دورا مهما في دعم صورة المقاومة أمام الشعوب الغربية التي كانت تصور لهم حكوماتهم أن المقاومة العربية هي منظمات إرهابية.
يلومك البعض على وجودك كشريك في مساحات “ماريو نوفل” المُتّهم لدى بعض الشعوب العربية بدعم اسرائيل على حساب القضية الفلسطينية المُحقّة. ما هو تعليقك على ذلك؟
شاركت قبل عامين في مساحة ماريو نوفل على خلفية نشوب حرب في غزة، ولم ألقِ بالاً حينها لتوجه الأول السياسي، بخلاف اليوم، حيث أصبحت أشارك بشكل أكبر لكون الوضع الأمني بات أكثر حساسية من السابق، خاصة بعد تدحرج الحرب إلى لبنان، حيث بدأت بعض المساحات تطال الموقف اللبناني والمقاومة الإسلامية وسمعة أهل الجنوب، لذلك شعرت أن من واجبي المشاركة بغية التصدي للأكاذيب من خلال عرض الحقائق، وبهدف استقطاب متحدثين داعمين للمقاومة.
ما هو موقفك الحاسم من “حزب الله” كمقاومة اسلامية؟ وما هو موقفك منه في بعض الملفات اللبنانية؟
لدي بعض التحفظات على سياسة “حزب الله” في الداخل اللبناني اما بالنسبة لكونه مقاومة فأنا لا أبدي رأياً وإنما أسجل موقفاً في موضوع المقاومة في لبنان. أنا لا أخوّن أحداً أبداً ولكن قناعاتي تقول إما أن تكون مع لبنان أو أن تكون مع العدو، لا وسط بينهما.
اطلق عليك أحدهم ممازحاً لقب “ابن السيد”، لو كنت ابنه، ما هي النصيحة التي كنت ستقدمها له؟
“صيت غنى ولا صيت فقر”، في الحقيقة أوضحت أكثر من مرة اللغط الحاصل حول هذا الموضوع، وعلى الرغم من ذلك لا تزال تصلني بعض التهديدات على الخاص، أو بعض التمنيات من أشخاص يطلبون مني إيصال صوتهم إليه. أما في موضوع النصيحة، فأنا لا أعطي السيد نصر الله نصيحة بل أطلب منه النصائح في حال استطعت.
حدّثني عن القضية الفلسطينية بعين هادي نصر الله
ليست فقط قضية مركزية وإنسانية، بالنسبة لي قضية وجودية كما هي لأهل فلسطين، لأني ابن المنطقة الجنوبية الحدودية مع فلسطين، وأعلم أن سقوط فلسطين والمقاومة الفلسطينية هو سقوط للبنان، لأن اسرائيل مشروع استعماري توسعي ومن أهدافه التوسع نحو الجنوب وصور وأبعد من ذلك.
هل انت مع مشروع حلّ الدولتين؟ وهل ترى أنّ هذا المشروع منصف للفلسطينيين؟
انا ضد حل الدولتين في أرض فلسطين المحتلة، لأن الموضوع غير منصف للفلسطينيين وذلك لأن السرطان يجتث بأكمله وليس جزئياً، الحل الوحيد هو التحرير الكامل لدولة فلسطين وأن تكون دولة لكل الأديان الموجودة فيها وأن تكون تحت حكم فلسطيني مطلق.
ما هو موقفك من حماس كمقاومة؟ وهل تفصل بين الجناح السياسي والجناح العسكري؟
حماس مقاومة فلسطينية شرعية، ممثل شرعي لشعب فلسطين ولها منا كل الدعم من دون قيد أو شرط كمقاومة عسكرية، ولكني شخصياً أفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لأننا لاحظنا مواقف سياسية من حماس لا تعبّر بشكل كامل عن مواقف الجناح العسكري للحركة على الأرض في أكثر من محور ومنطقة.
هل تعتبر أن العدوان الاسرائيلي الحاصل في غزّة اليوم، هو ردّ فعل طبيعي؟
لا يحق للمحتل بالتنفس اصلاً على أرضنا، حتى يكون له حق الرد على عملية مقاومة، نحن لا نتحدث عن اعتداء دولة على دولة، بل عن محاصرة الإسرائيليين للقطاع ولسكان الأرض الأصليين ومنعهم عن كل حقوقهم الطبيعية التي يجب ان يتمتع بها كل انسان إضافة إلى إخضاعهم للتدقيق الأمني، لذلك ارى من الطبيعي أن يقاوموا انتقاماً لاسترجاع أرضهم
.
برأيك ماذا حقق طوفان الاقصى حتى اليوم؟
حقق طوفان الأقصى إنجازات كثيرة منها أولية وثانوية، كما أنه سيحقق أشياء أخرى لاحقاً ( في أشياء بعد ما صارت رح تصير). إن أردنا الحديث عن الإنجازات الأولية، فهذه العملية أعادت شعلة الثورة في قلوب الأجيال العربية الحديثة، لأن هناك أجيالا لا تكره إسرائيل بما فيه الكفاية. الآن الرأي العام العالمي والجيل الناشئ بات يعلم وحشية إسرائيل وقدرتها على ارتكاب الجرائم كما ان عملية 7 اكتوبر أحرجت إسرائيل أمام شعبها وأثبتت نظرية ” أوهن من بيت العنكبوت”. بالاضافة طبعاً الى الهدف الأكبر والذي سيأتي بعد انتصار المقاومة، وهو نصر جديد سيقرب العالم خطوة من حرب التحرير الكبرى.
كم هي النسبة من 100 لو أردتَ أن تقيس مدى تأثيرك في قضية غزة على الرأي العام؟
لا أستطيع تقييم نفسي، ولكن أؤكد أن جهود الناشطين الذين سبقوني على مواقع التواصل الاجتماعي، مع النشطاء حديثاً بمن فيهم أنا، لعبت دوراً مهما في توجيه الرأي العام خاصة وأن كل الاشياء التي تنتشر ضد إسرائيل هم يقفون وراءها وأقول أننا جميعاً أثرنا بنحو 90٪ على الرأي العام إزاء غزة كما كان للحسابات الضخمة والمشاهير العرب والأجانب دوراً مهما في الإضاءة على معركة طوفان الاقصى.
ماذا بعد غزّة؟ هل ينطفء وهج هادي نصر الله؟
أنا غير مثابر، فأنا ناشط ولست صحافيا. بعد انتصار المقاومة في غزة سأعود إلى سابق عهدي وأنتظر حدوث أمر كبير يفرض علي التدخل على غرار الحرب الروسية – الاوكرانية.
هل تطمح لتسلّم منصب رسمي في لبنان؟
لا أطمح للوصول للمناصب السياسية ابداً ولكني أتمنى على المدى البعيد أن أساهم بمكان ما في استقرار لبنان على الصعيد الاقتصادي بالنسبة لك، أيهما يتقدّم الاخر: السلام أو العدالة؟
أفضّل العدالة على السلام، هناك مثل يقول من يختار الأمن على الحرية لا يستحق الاثنين وأنا أقول من يختار السلام على العدالة لا يستحق الاثنين. في الحقيقة باتت كلمة سلام تستفزني، لكونها أصبحت من منظوري مرتبطة بالاستسلام والقمع والذل.
ما هي رسالتك للمقاومين على الحدود في الجنوب؟
هم ليسوا غرباء عني، فأنا ابن منطقة عيناتا الجنوبية، والكثير منهم أصدقائي وبعضهم ارتقوا شهداء، هم يعرفون بأني لا أملك الكلمات الكافية للتعبير عن شعوري تجاههم وكم أقدرهم وأقدر تضحياتهم ولكن في حال أردت إرسال رسالة واحدة فهي مني ومن كل الناشطين الداعمين للمقاومات: “نحنا داعمينهم، وشايفين شو عم يقدموا وواقفين وراهم 100٪”.
لبنان 24