تفاصيل مؤثرة عن فرح عمر.. كلامٌ لأشقائها يُبكي الحجر
تفاصيل مؤثرة عن فرح عمر.. كلامٌ لأشقائها يُبكي الحجر
نشرت شبكة “بلينكس” الإماراتيّة تقريراً تحت عنوان: “فرح عمر.. “قمر مشغرة” التي بقيت يدها على غلاف رواية”، وجاء فيه:
تحوّل اسم الصحافية فرح عمر إلى عنوانٍ رئيسيّ في لبنان خلال اليومين الماضيين، بعدما قتلها صاروخ إسرائيليّ في جنوب البلاد مع زميلها المصوّر ربيع معماري ومواطن آخر هو حسين عقيل، أثناء تغطية ميدانيّة لوقائع التوتر عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ما حصل مع فرح كان صادماً، فالشابة البالغة من العمر 25 عاماً استُشهدت بعدما كانت تتحدث مع والدتها عبر الهاتف وتخبرها أنّها بخير مع زميلها.
فرح، المعروفة في بلدتها باسم “قمر مشغرة”، تركت وراءها إرثاً في الجامعة اللبنانية التي درست فيها الصحافة، وفي عملها أيضاً.. فماذا تقول عنها العائلة والأصدقاء؟
“عرس الوداع”
ووداع فرح في بلدتها مشغرة – شرق لبنان قبل يومين لم يكن عادياً. المشهد هناك امتزج بين الحزن والفرح خلال تشيّيع فرح، التي بدأ مغردون يطلقون عليها لقب “قمر مشغرة” تيمناً بأغنية السيدة فيروز لبلدتها، إلى مثواها الأخير.
الجميع تحلّق على الطرقات لإلقاء النظرة الأخيرة على الشابة الراحلة، أهالي البلدة فعالياتها وحشود أتت من مناطق أخرى لا سيما من بيروت.
تقول زميلة فرح في مقاعد الدراسة إيناس القشاط لبلينكس، إن “وداع فرح لم يكُن مأتماً، بل كان عرساً”، وتضيف: “فخورون بزميلتنا وصديقتنا التي لن ننساها أبداً.. الغصة كبيرة على الفراق، لكننا نقول إننا خسرنا شابة كانت نابضة بالحياة، سعت من أجل مستقبلها بكل جهدٍ وحب، وسعت لأن تصل إلى ميدان الصحافة بقوة الذات والشغف اللامحدود”.
“لن أنسى ضحكتها”
في منزل عائلة فرح، اجتمعَت الحشود قبل وبعد التشييع. هناك، تمكث شقيقتها فريال التي استقبلت المُعزين والوافدين وتحدثت لبلينكس “فرح الأخت والصديقة والحبيبة”.
وتقول: “ماذا عساي أن أقول عن شقيقتي. إنها أقوى فتاة أراها في حياتي. في كل الأوقات كانت تُخفف عني وتُساعدني مع أنني أكبرها بسنوات”.
بين فرح وشقيقها.. هذه آخر اللحظات
“كل ما حدا يشوفني بقول عني ترباية فرح”.. هكذا يبدأ بسّام حديثه عبر بلينكس عن شقيقتهِ الراحلة، ويقول: “شقيقتي علمتني الكثير وهي التي جعلتني أصل إلى ما أنا عليه اليوم. كانت تُحب عملها دائماً وتعطي من قلبها لمهنتها. في كل مرة أذهب مع والدي لنأخذها من مركز عملها، كانت تُحدثني عما تفعله”.
يتحدث بسّام عن “آخر اتصال” مع شقيقته، ويقول باللغة اللبنانية العاميّة “آخر مرة حكينا بس كانت ببيروت. قالتلي أنا راجعة عالجنوب. قلتلا بكير ما شفناكي كثير، قالتلي معليش يا حبيبي طالعة 4 أيام وبرجعلك. هون، قلتلا أنا وعم إضحك: طيب ما بدك واحد يعملك مونتاج فوق؟ أنا بجي معك.. بوقتها، قالتلي هي وعم تضحك: لا خليك هون يا حبيبي”.
ويُكمل: “نعم، فرح لم تطل الغياب بل عادت باكراً ومعها رتبة الشهادة”.
يدها تُخلّدها “رواية”
يدُ فرح التي حملت “مايكروفون الإعلام”، خلدتها رواية كتبتها صديقتها المقربة خلود شحادة تحت عنوان: “حرب بلا راء”.
في حديثٍ عبر بلينكس، تقولُ كاتبة الرواية إنَّ “يد فرح باتت خالدة، لأنّ غلاف الرواية قام عليها”.
وتُضيف “عام 2017 حينما صدرت الرواية، تناقشت مع فرح حول فكرة الغلاف، فتوصلنا إلى أن يكون عبارة عن 3 أشياء: مُسدس، وردة ويد.. هنا، اختارت فرح أن تكون هي المُمسكة بالمسدس والوردة، وحقاً هذا ما حصل”.
الجامعة تحتضن اسمها
كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية التي تعلمت فرح فيها، ستُخلد ذكرى طالبتها التي سيكون اسمها عنواناً عريضاً داخلها.
مدير الكلية رامي نجم يقول إنّ “الجامعة ستمنح فرح شهادة الماجستير التي أتمّت التسجيل الأكاديمي للحصول عليها”، مشيراً إلى أنّ إرث فرح سيبقى خالداً وعابراً ولن يندثر.
بدوره، يقول زميل فرح، أيمن جوني إنّ فرح ستبقى خالدة في قلوب أبناء كلية الإعلام.
صورة تُظهر يد الشهيد فرح عمر على رواية “حرب بلا راء”: