إعلامية تعيب على زميلتها “ثقافتها الستينية”… وترسب في إمتحان التاريخ
إعلامية تعيب على زميلتها “ثقافتها الستينية”… وترسب في إمتحان التاريخ
جبهة إعلامية إفتراضية على وسائل التواصل الإجتماعي تزامنت مع الجبهة الجنوبية في مواجهة العدو الإسرائيلي، واستقت أسبابها منها، وربّما بمستوى التكافؤ نفسه، لأن الأولى اعتمدت التكتيكك المقاوم بالقصف والرد المستند على إستنزاف العدو فيما اعتدت الثانية على القصف الجوي الذي قد يوقع ضحايا إلا أنه يلطّخ التاريخ.
ومن باب التاريخ دخلت الإعلامية مريم البسام لترد على الإعلامية ديما صاق بمضبطة التاريخ، خاضتها الأولى ضد الجنوح المقصود والسطحي للثانية والذي غيّر في وقائع تاريخية حيث أعطت المبرّر لإسرائيل لضرب لبنان فهي وفق بحثها التاريخي لم تعتدِ على لبنان بل اللبنانييون كانوا المبادرين دائماً.
ولكن موجة الإنتقادات التي وجهت إلى صادق دفعتها لمحاولة تعزيز موقفها ببث جزء آخر من حلقتها لتوضيح مقصده، إلا أنها وقعت بمغالطات كادت توحي من خلالها أن البلدات الجنوبية التي تعرضت لمذابح هي من اعتدت على الإسرائيلي من بينهم بلدة حولا الجنوبية التي ارتكبت فيها عصابات الهاغانا الإسرائيلية مجزرة كبيرة.
و”فصاحة” ديما العربية لم تسعفها من التعثّر في القراءة لتسأل أكثر من مرة “هل كان هذا العدو سيقصفنا لو أن لبنان حييّد نفسه”، كما أنها في الجزء الثاني من مسلسل “تبييض” صفحة إسرائيل العدوانية تجاه لبنان من خلال الإستناد إلى صحيفة كانت تعتبرها دائماً “تهديد بالبراميل” والواضح أنها هنا كانت تهدف إلى التنمّر على جريدة الأخبار.
ولم تكلّف ديما نفسها بالبحث العميق لكل الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي لا لبس فيها عن أنها إعتداءات فعلاً وهو درس التاريخ الذي قدّمته البسّام بالمجان إلى ديما والذي سردت فيه بعضاً من إعتداءات إسرائيلية على لبنان جاءت أما من دون أسباب لبنانية مباشرة أو بأسباب اصطنعتها إسرائيل لتبرير عدوانها ولعل أبرز الأمثلة كان اجتياح بيروت عام 82 والذي وقع بذريعة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن والذي تبين لاحقاً أن خبر الإغتيال مفبرك.
والنقطة التي تم تسجيلها على إبنة الخيام أنها تغاضت عن أكبر معتقل للتعذيب على أرض بلدتها والذي فاق بتعدياته على الأسرى ما كان يحصل في السجون النازية، وهذا أمر غير مبرر أبداً لإعلامية أولاً ولإبنة الجنوب ثانياً.
وبعيداً عن ما تضمّنته حلقتها فإن ديما سقطت في إمتحان الرد على منصة “إكس” وبدل أن يرتقي ردها إلى مستوى الأخلاق المهنية ذهبت باتجاه التجريح الشخصي الذي كانت إلى الأمس القريب تعبّر عن رفضها له، فهل تُسقط الضرورات المحظورات عند الـ”الكلام الصادق” الذي طفا من أعماق القلب إلى سطع وسائل التواصل الاجتماعي.؟ لتقول بصراحة أنها لا تحب مريم وكأنها سلبتها عزيزاً على قلبها، أبهذا الأسلوب يكون التخاطب في قاموس “الثورجية”؟.
وإذا كانت ديما قد عابت على مريم صداقتها مع مريام سكاف ووقوفها معها في أزماتها، لتعايرها بالعمل عند الأخيرة، وكأن مفهوم الصداقة عندها يقف عند الإنتفاع الشخصي.
ولم تتوقّف صادق عند حدود التجريح الشخصي بل ذهبت أبعد من ذلك عندما اتهمتها بطأطأة الرأس أمام “هتك السمعة”، متغاضية هنا عن الموقف الحاسم الذي اتخذته مريم ممّن تجرّأ من جمهور حزب الله على مهاجمتها وردّت مباشرة على نجل الأمين العام لحزب الله جواد نصر الله.
وهل فطنت ديما عند انتقادها “محاباة” محطة الجديد لحاكم مصرف لبنان بأن مريم ليست من يملك المحطة بل تحسين خياط وهو من تربط العلاقات الجيدة مع رياض سلامة؟.
وبين تعبير “الضحالة الثقافية” أو “من زمن الستينات” الذي عابت به ديما إعلامية مشهود لفصاحتها باللغة، تستجرّ إبنة الخيام السقطات الثقافية لها طيلة مشوارها الإعلامي والموثّق في ذاكرة الكثير من اللبنانيين الذين وإن لم يعاصروا غسان تويني أو طلال سلمان أو كامل مروة أو سليم اللوزي إلا أنهم نهلوا من ثقافتهم اللغوية وما زالوا إلى اليوم.
وللتذكير فإن ديما أسقطت من حساباتها غسان كنفاني الفلسطيني التنويري إبن دار الأنوار الذي اغتالته إسرائيل في بيروت دون أن يكون لبنان قد بادر إلى الطلقة الأولى يا ابنة المهنة.
لسنا هنا في وارد المفاضلة بين إعلامية وأخرى ولكن كلمة حق تقال في هذه الحرب الإفتراضية بأن مريم اتخذت المنحى المهني في الرأي فيما اتخذت ديما المنحى الشخصي في التجريح.