إلى عشاق الشوكولا
ما سنقوله هنا ليس إدانة لعشّاق الشوكولا، ولا دافعاً لشعورهم بالذّنب، بل مجرّد لفت انتباه الى أن ما قد يتمتّعون بمذاقه خلف جدران الباتيسري ومحال بيع الشوكولا، يحوي ألف قصّة عذاب، وعذاب.
فقصّة العشق هذا قد تبدأ بنظرة الى:
وهذا العشق قد يكون مقبولاً في مكان ما، شرط أن لا ينزلق الى فقدان الوعي، أو الى الأنانية، و”الفَجَع”. وقد تكون “الكافيه”، وما فيها من إضاءة، وزينة، وموسيقى، ومن تفنّن باللّوحات والصّور والأثاث المُريح والرائع… باعثاً على شراء المزيد، والتذوّق. ولكن لا بدّ للمُستمتِع من أن يتذكّر أن وقت السعادة هذا، هو نفسه وقت البؤس والاستعباد والسّخرة لكثير من البشر، كباراً وصغاراً حول العالم، في مزارع الكاكاو.
ولا بدّ للمُستمتع من أن يتذكّر أن ما يتلذّذ به بالغرامات الآن، أو بقطع مختلفة من الحلوى والتارت والكاتو… هو الأطنان نفسها من الكاكاو التي تُحمَل على أكتاف الكثير من الأولاد حول العالم، ومن دون أن يستمتعوا بمذاق ولا حتى قطعة واحدة من الشوكولا في حياتهم.
آلاف المُستعبَدين حول العالم يعملون بأطنان الكاكاو مجاناً، ليتحوّل هذا المُنتَج الى اقتصاد قائم بذاته، والى وسيلة للاستثمار، والابتكار، وتحقيق الأرباح بمليارات الدولارات، والى الاستفادة من ارتفاع الأسعار…
فأمبراطوريات ماليّة وسياسية بكاملها تقوم على الشوكولا وتجارته. وهي وإن كانت شرعية من حيث النشاط، إلا أنها تتجاهل الواقع المرّ القائم على استعباد بشر، كمدخل لتأسيس تلك الأمبراطوريات.
هذا مع العلم أن هناك من ينزلقون الى استعمالات غير أخلاقية للشوكولا، تصل الى حدّ تنظيم عروض أزياء مصنوعة به، أو دمجه (الشوكولا) في عروض للمجوهرات مثلاً، وغيرها من الاستعمالات التي قد تتسبّب برمي كميات كبيرة منه في النهاية بعد استعمالها في عروض، وتصوير، واحتفالات… فيما ملايين الأطفال والبشر يُستعبَدون لإنتاجها، وبينما تعاني البيئة كثيراً لإنتاج الكاكاو، بشكل يصل الى حدّ تهديد التنوّع البيولوجي.
هذه قصّة عشق مُخضَّبَة بالدماء أحياناً. قصّة تنتهي بقطعة صغيرة، قد تحمل من يتناولها الى ماضٍ من ذاكرة عاطفية، ومن طفولة. ولكنها قصّة تبدأ بآلام شديدة لكثيرين، وبعَرَق، وبتَعَب يُشرق مع أشعة شمس كل يوم، وقد لا يغرب مع غروبها..
هذا مع العلم أن هناك من ينزلقون الى استعمالات غير أخلاقية للشوكولا، تصل الى حدّ تنظيم عروض أزياء مصنوعة به، أو دمجه (الشوكولا) في عروض للمجوهرات مثلاً، وغيرها من الاستعمالات التي قد تتسبّب برمي كميات كبيرة منه في النهاية بعد استعمالها في عروض، وتصوير، واحتفالات… فيما ملايين الأطفال والبشر يُستعبَدون لإنتاجها، وبينما تعاني البيئة كثيراً لإنتاج الكاكاو، بشكل يصل الى حدّ تهديد التنوّع البيولوجي.
هذه قصّة عشق مُخضَّبَة بالدماء أحياناً. قصّة تنتهي بقطعة صغيرة، قد تحمل من يتناولها الى ماضٍ من ذاكرة عاطفية، ومن طفولة. ولكنها قصّة تبدأ بآلام شديدة لكثيرين، وبعَرَق، وبتَعَب يُشرق مع أشعة شمس كل يوم، وقد لا يغرب مع غروبها..
أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”