اخبار محلية

ما سرّ عودة الحرب إلى غزة… وماذا سيشهد جنوب لبنان

ما سرّ عودة الحرب إلى غزة… وماذا سيشهد جنوب لبنان

ليس مفاجئاً إستئناف الحرب في غزة، فحكومة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أعلنت قبل التوصّل للهدنة الإنسانيّة وخلالها وبعدها، أنّها ستُكمل هجومها على القطاع الفلسطينيّ المُحاصر، حتّى تُحقّق أهدافها العسكريّة كاملة، ومنها تدمير البنية التحتيّة لـ”حماس”، واغتيال قادتها، والدخول إلى قلب المدينة الفلسطينيّة. وفي موازاة ذلك، لم يُشكّل أيضاً عودة التوتّر إلى جنوب لبنان مفاجأة، لأنّ “حزب الله” أشار إلى أنّه سيظلّ يُحارب إلى جانب الشعب الفلسطينيّ، حتّى يُوقف العدوّ إطلاق النار نهائيّاً.

وفي الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل غزة، وتُكمل عدوانها الذي يحصد المدنيين قبل المقاومين الفلسطينيين، لا تزال مصر وقطر والولايات المتّحدة، وحتّى تل أبيب و”حماس”، تعمل معا في الكواليس على صفقة جديدة لتبادل الأسرى والرهائن، ما سيُؤدّي إلى القبول بهدنة أخرى، من الممكن أنّ تمتدّ ليوم أو أكثر، بحسب أعداد الأشخاص التي قد تشملها الإتّفاقيّة المنتظرة، بين الحركة والحكومة الإسرائيليّة.

وفي هذا الإطار، يُؤكّد محللون عسكريّون، أنّ إسرائيل أرادت المضي قدماً في حربها على غزة، للضغط على “حماس” والدول المفاوضة، بهدف التوصّل لهدنة جديدة، لتحرير رهائن إضافيين، احتجزوا في 7 تشرين الأوّل الماضي، خلال عمليّة “طوفان الأقصى”. ويُشير المحللون، إلى أنّ تل أبيب هذه المرّة مدعومة بقوّة من الولايات المتّحدة الأميركيّة، التي تضع كلّ ثقلها لإطلاق سراح الرهائن، الذين يحملون الجنسيّة الأميركيّة.

ويُوضح المحللون، أنّ الهدف الفعليّ للحرب لم يعدّ القضاء على “حماس”، وإنّما تحرير الرهائن في غزة، لأنّ الجولة الأولى من المعارك أظهرت أنّ إسرائيل فشلت كثيراً، وخصوصاً من الناحيّة العسكريّة، ولم يتبقَ لديها، سوى التحاور كيّ تستعيد مواطنيها. ويُضيف المحللون أنّ وصول الجيش الإسرائيليّ إلى أنفاق المقاومة الفلسطينيّة صعبٌ جدّاً، والدخول إليها أصعب، وهي مُجهّزة للقتال، وتكبيد الإسرائيليين خسائر كبيرة. ويقول المحللون أنّ كافة الدعايات الإسرائيليّة، التي ترافقت بقصف المستشفيّات واقتحامها كانت كاذبة، أو خاطئة جدّاً، لأنّ تل أبيب لم تعثر على أيّة أنفاق فيها، ولم تقدر على تحرير مختطفيها، وحتّى إيجادهم.

ووفق المحللين، أصبح هناك تفهّم لدى الحكومة الإسرائيليّة، التي فشلت في إدارة الحرب وتحقيق الأهداف، أنّها بالضغط على “حماس” وسكان مدينة غزة، ستقوم مصر وقطر بإجبار الحركة على القبول باتّفاقيّة تتعلّق بتبادل الرهائن، في مقابل الأسرى في السجون الإسرائيليّة.

ولأنّ الهدف الإسرائيليّ واضح، ولأنّ تل أبيب لن تستطيع القضاء على “حماس”، وخصوصاً إغتيال قادة الحركة، الذين يتواجدون بأغلبيتهم خارج فلسطين، وداخل دول عربيّة، فإنّ جبهة جنوب لبنان ستبقى مساندة لغزة. ويقول المحللون العسكريّون في هذا السيّاق، إنّ “حزب الله” سيستمرّ بالتعامل مع العدوّ وفق مبدأ “قواعد الإشتباك”، وسيستعرض قوّته أمامه، كلّما بادر الجيش الإسرائيليّ إلى قتل المدنيين في المناطق الجنوبيّة، أو استهدف الصحافيين، وقد تشهد المعارك على الحدود، دفع المقاومة الإسلاميّة بأسلحة جديدة، لتوجيه رسائل حازمة لإسرائيل، بأنّ وقف إطلاق النار، والقبول بالهدن، هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

وكما إسرائيل، يرى المحللون أنّ “حزب الله”، وبطبيعة الحال إيران، فتحا أكثر من جبهة على تل أبيب، والمقصود بذلك اليمن وسوريا والعراق، لإرهاق القوّات الإسرائيليّة والأميركيّة على حدٍّ سواء، كيّ يرضخوا للتفاوض، ويُوقفوا الحرب.

ويستبعد المحللون أنّ تنتقل الحرب لتشمل كلّ لبنان، لأنّ واشنطن تضع كلّ ثقلها لمنع هذا الأمر، ويُتابعون أنّ كلّ تحذيرات الغرب للبنانيين، تُوضع في خانة حماية إسرائيل فقط لا غير، للضغط على “حزب الله”، وإرغامه على عدم المشاركة في أيّ عملٍ عسكريّ، عند الحدود الجنوبيّة.

لبنان24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى