اخبار دولية

تحذيرات من هجمات إره/ابي/ة في أوروبا خلال عطلة عيد الميلاد… والحلّ

حذّرت مفوضة الشؤون الداخلية في الإتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون من أن الاتحاد يواجه خطراً متزايداً من إمكانية وقوع هجمات إرهابية بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، وذلك خلال عطلة عيد الميلاد.

وجاء هذا التحذير على وقع تحقيقات يجريها مُحقّقون فرنسيون في الهجوم الإرهابي الذي وقع قبل أيام، بالعاصمة الفرنسية باريس.

وأعلنت المفوضة أيضاً عن توفير 30 مليون يورو إضافية، من أجل حماية الكنائس والكاتدرائيات وأماكن العبادة.

وأمام هذا الواقع، لماذا لا توسّع البلدان الغربية عموماً، والأوروبية خصوصاً، شبكة مساعيها ومصالحها مع الدول العربية والإسلامية لما هو أبْعَد من تحالفات تقوم على مصادر الطاقة، والاستثمارات، والاقتصاد، والمال، والعسكر… لتصل الى حدود توفير الأمن العالمي عبر تعميق علاقاتها مع تلك الدول، ومع النّخب السياسية والثقافية والفكرية فيها، بما يدفع الى ضغط تمارسه تلك النّخب على مؤسّسات دينية من أجل إصدار فتاوى تحرّم مثل تلك الهجمات، سواء خلال الزمن الميلادي، أو كل أيام السنة؟

شدّد النائب السابق فارس سعيد على أن “هذا الملف لا يرتبط بلحظات سياسية، بل هو موضوع صعب المعالجة جداً”.

وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “حرب غزة خلقت شرخاً هائلاً في العالم، بين تيار ديني غربي مُتعاطف مع إسرائيل، وتيار إسلامي عالمي مُتعاطف مع فلسطين، وهو ما زاد التعقيدات العالمية الموجودة أصلاً”.

ولفت سعيد الى أن “المجتمعات الأوروبية باتت متنوّعة بسبب العولمة والهجرة. والمعضلة الأساسية اليوم، هي كيف يمكننا أن نعيش بسلام إذا كنّا مختلفين؟ وهذا سؤال لا جواب عليه بالنفط، ولا بالتدابير السياسية أو الإدارية أو الأمنية، بل مع مرور الوقت، ومن خلال حوار عميق تشارك فيه النّخب السياسية، والمرجعيات الروحية، ولجان الحوار المشتركة، والمصالح المشتركة. وبالتالي، لا مجال لمَنْع الهجمات الإرهابية في أوروبا لمجرّد قيام الحكومات الأوروبية باتّخاذ تدابير أمنية. فالأمور وصلت الى حدّ النّظر لكلّ من يصرخ “الله أكبر” في الغرب، وكأنه يقوم بإعلان حرب. ومعالجة هذا النوع من المواضيع يحتاج الى دقّة وهدوء”.

وردّاً على سؤال حول مدى إمكانية أن تقوم النّخب السياسية والثقافية في العالم العربي والإسلامي بدور ضاغط لإصدار فتاوى تحرّم الهجمات في الخارج، أجاب:”لا، هذه الأمور صعبة جدّاً، خصوصاً أن التطرّف موجود لدى كل الأطراف في العالم، وهو إسلامي، ومسيحي، ويهودي”.

واعتبر سعيد أن “المشكلة في هذا الإطار لا تقتصر على الغرب وحده، بل هي موجودة في كل مكان حول العالم. ونحن طرحنا أسئلة من هذا النوع على أنفسنا كلبنانيين، وحصلنا على الأجوبة بشأنها من خلال واقعنا اليومي. وهذه الأسئلة هي من مستوى كيف يمكننا أن نعيش بسلام إذا كنّا متنوّعين، ورغم كل الكلام الذي يُحكى ضدّ العيش المشترك؟”.

وختم:”اللبنانيون أبطال في العيش المشترك من حيث الخبرة لا النصوص، إذ توجد منازل مسيحية ودرزية وإسلامية متجاورة مع بعضها، وهي تتقاتل وتتفاهم وتتصالح، فيما يزرع ويعمل أهلها جنباً الى جنب، وهم يعيشون مع بعضهم منذ آلاف السنوات”.

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى