لِـ”تنفيذ القرار الدولي 1701″… رسائل تحذير الى جنبلاط
لا يقتصر هاجس زعيم المختارة وليد جنبلاط اليوم على أي عنوان داخلي سياسياً كان أم اجتماعياً، أم اقتصادياً أو مالياً، فهذه العناوين حاضرة في يومياته، لكن الأولوية والخطورة برأيه، لا تزال تكمن في وقوع لبنان في الفخ الإسرائيلي المنصوب للبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم وانتماءاتهم واتجاهاتهم السياسية. وعلى هذا الأساس، فإن الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي، يتحرّك في أكثر من اتجاه، وينقل هواجسه والرسائل الديبلوماسية التي وصلته، إلى وجّهتها الرئيسية، وذلك بشكلٍ مباشر وصريح، بعدما أجمعت الرسائل كلها، على التحذير من الحرب والتشديد على تنفيذ القرار الدولي 1701.
ولا تخرج اللقاءات في كليمنصو أو الزيارات التي يقوم بها جنبلاط عن هذا السياق، وإن كان الإجتماع مع وفدٍ من “حزب الله”، قد احتل مساحةً واسعة من الإهتمام في الأيام الماضية، وتقول عنه مصادر مسؤولة في الحزب التقدمي الإشتراكي لـ”ليبانون ديبايت”، إنه استكمال لمسارٍ دأب عليه وليد جنبلاط في التواصل مع كل القوى السياسية، لكونه يستشعر المخاطر الكبيرة التي تحدق بالبلاد، إن كان سابقاً على مستوى الأزمة الخانقة إقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وتفكّك الدولة ومؤسساتها، أو حالياً على مستوى الخطر الذي تمثله الإعتداءات الإسرائيلية والتهديدات بتوسيع رقعة الحرب من جنوب لبنان.
وبالتالي، فإن الإحساس بالمسؤولية لدى جنبلاط، كشفت المصادر الإشتراكية، “هو الذي يدفعه للتحرك في كل الإتجاهات”، موضحةً أن “هذا المسار، أداء متكامل يقوم به بالتوازي رئيس الحزب تيمور جنبلاط من خلال جولة من اللقاءات التي عقدها في الآونة الأخيرة”.
ورداً على سؤال عن مضمون اللقاء مع “حزب الله”، أشارت المصادر إلى أن الهاجس الأمني، قد حضر بالدرجة الأولى، وملف جبهة الجنوب والإعتداءات الإسرائيلية وسبل تفادي اتساع رقعة الحرب.
والأبرز في أجواء اللقاء، وفق المصادر، قد تمثّل في تأكيد جنبلاط على موقفه لجهة التنبّه من أن يتمّ استدراج لبنان إلى حرب شاملة، وتشديد من قبله على ضبط الجبهة الجنوبية ضمن القواعد المعمول بها وعدم السماح بتفلت الأمور، والتمسّك بالقرار 1701، حيث جرى التذكير بأن القرار حظي باجماع لبناني عام 2006، وكان تأكيد على تطبيقه وعدم التخلي عنه أو تعديله، خصوصاً في ضوء ما تمّ نقله إلى لبنان من الموفد الفرنسي عن النوايا والشروط الإسرائيلية التي تهدد علناً بتدمير لبنان.
وبنفس السياق، لفتت المصادر “الإشتراكية”، إلى أن ملف التمديد لقائد الجيش، قد حضر في لقاء جنبلاط مع وفد الحزب، وذلك لجهة ضرورة أن لا يحصل شغور في موقع القيادة، تحديداً في هذه المرحلة بالذات. وتمنى جنبلاط على الحزب “تسهيل الأمر”، خصوصاً وأن قائد الجيش أثبت حرصاً خلال ولايته على دور المؤسّسة وعلى ضبط الأمن، وكان على تنسيق مع “حزب الله”.