اخبار محلية

تحذيرات وحلول”… تفاصيل زيارة وفد مخابراتي أميركي إلى لبنان

وصل يوم السبت الماضي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وفد أميركي من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، حيث التقى مسؤولين على رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون.

وقال مصدر حكومي لـ”عربي بوست” إن “الوفد خلال لقاءاته ركز على الواقع الأمني المتوتر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، والحلول المقترحة لوقف التصعيد الأمني والعسكري الحاصل”.

وأضاف المتحدث، “الوفد الأميركي حذّر المسؤولين اللبنانيين من أنه وفي حال استمر تصعيد حزب الله جنوب لبنان، فإن مستقبل الصراع على سيكون على حساب لبنان”.

وكشف مصدر “عربي بوست” أن “الوفد الأميركي كرر في لقاءاته التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين على أمر أساسي وهام، وهو أن من مصلحة لبنان وقف الصراع وأن يلتزم حزب الله القرار الدولي 1701”.

وتابع المتحدث، “الوفد اعتبر الالتزام بالقرار الذي يقضي وقف العمليات العسكرية من منطقة “جنوب نهر الليطاني”، لأن ذلك هو الأمر الوحيد الذي يعيد سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، ويمنع اتخاذ الحكومة الاسرائيلية قرار توسيع الحرب مع لبنان”.

ووصف المصدر الحكومي “المطالب الأميركية التي حملها الوفد أنها تندرج في إطار حماية أمن إسرائيل مقابل انسحابها من المناطق الـ13 المتنازع عليها مع لبنان، والتي تعتبر أبرز الحجج لوجود عناصر وسلاح حزب الله في المنطقة الجنوبية”.

ويشير المصدر الحكومي لـ”عربي بوست” إلى أن “الوفد الاستخباري الأميركي شرح لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي مدى حالة التوتر داخل حكومة اليمين الإسرائيلي، بسبب الحرب على قطاع غزة”.

وشرح الوفد أن “المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل هي من تلجم جنون الأحزاب السياسية والمسؤولين في الحكومة الاسرائيلية، وهم مستعدين للقيام بأي شيء، وخاصة بعد تمدد رقعة الاشتباك من غزة إلى لبنان، إضافة لاستهداف المصالح الإسرائيلية في البحر عبر اليمن”.

ووفقاً للمصدر فإن الموفدين أكدوا أن لدى إدارتهم معطيات ميدانية على الأرض يراقبونها ويحللونها بدقة عالية، بدءاً من غزة حتى الحدود اللبنانية والسورية، وأن هناك سياسة تدمير وتهجير شاملة يعمل عليها بنيامين نتنياهو.

وأشار الوفد إلى أن ما يزعج حكومة الحرب الإسرائيلية هو حالة الواقع المتكافئ من جانب الطرفين، حيث وجود نزوح سكان المستوطنات، مقابل نزوح بعض سكان الجنوب اللبناني مع استهداف عسكري ومدني متبادل.

وأشار المصدر إلى أن الموفدين الأميركيين أكدوا للمسؤولين اللبنانيين أن هناك مواقع عسكرية إسرائيلية بكاملها لم تعد قائمة، وهناك منظومة كاملة للرصد والمراقبة والمتابعة، لم تعد موجودة، وهذا الأمر يشكل عامل ضغط على الجيش الإسرائيلي

وشرح الوفد “وفقاً للمصدر” بشكل موسع خطورة الحرب على لبنان أن إسرائيل تعتبر أن التسليح والتدريب التي استخدمت في عملية “طوفان الأقصى” كانت من لبنان والجنوب تحديداً.

واعتبر الوفد أن هذه الحرب ليست فقط بين حماس وإسرائيل، بل حرب تتدخل فيها أطراف إقليمية ودولية، وبالتالي فهي حرب لا بد لها أن تنتج وضعاً جديداً في المنطقة، كما أن انتهاء حرب غزة ستحمل ترتيباً جديداً للوضع الحدودي اللبناني – الإسرائيلي عبر تطبيق القرار 1701 أو تعديله وعلى لبنان الاستعداد لهذا الوضع المتغير.

بالمقابل قال مصدر دبلوماسي عربي لـ”عربي بوست” إن واشنطن طرحت على لبنان عبر موفديها أن الحل الأساسي الذي يناسب الجميع هو انسحاب تدريجي لقوات النخبة بحزب الله وحركة حماس.

كما طالبت واشنطن تفكيك وجود الفصائل اللبنانية والفلسطينية (الجهاد الإسلامي وقوات الفجر والجبهة الشعبية – القيادة العامة) باتجاه شمال نهر الليطاني، وترك الإدارة الذاتية المباشرة في جنوب الليطاني للجيش اللبناني، على اعتبار أن الجيش يحظى بثقة كل الأطراف الداخلية والخارجية، بمن فيهم حزب الله.

وطالب الوفد الأميركي من المسؤولين اللبنانيين توسيع صلاحيات قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” ومشاركة أوسع لدول أخرى، مقابل ترسيم سريع للحدود البرية وإعادة الأراضي المحتلة في شبعا وكفرشوبا والغجر.

كذلك ووفقاً للمصدر الدبلوماسي أن المقترح الرئيسي المقبول به دولياً واسرائيلياً بالوقت الحالي، هو سحب حزب الله لسلاحه الثقيل، وخصوصاً الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى والصواريخ الموجهة، إلى شمال نهر الليطاني، وخاصة أن لدى اسرائيل معطيات حول أماكن انتشار هذه الأسلحة ومراكز تخزينها.

وقد وجهت تل أبيب ضربات عسكرية لبعض هذه المواقع، وهي تملك معلومات حولها، ولتجنب ضربها بما قد يؤدي إلى توسيع المواجهات، فإنه يتوجب على الحزب سحبها إلى شمال الليطاني.

ووسط كل هذه التطورات، كان لافتاً زيارة مدير المخابرات اللبنانية العميد طوني قهوجي إلى السعودية بدعوة رسمية وجهت له من جهات أمنية سعودية.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها “عربي بوست” فإن الزيارة التي التقى بها قهوجي نظيره السعودي خالد الحميدان وقادة أمنيين آخرين ناقشت الواقع المحتدم جنوب لبنان والحرب في قطاع غزة.

وبحسب المعلومات فإن قهوجي سيجري زيارات خلال الأسابيع القليلة إلى دول عربية وإقليمية وتحديداً إلى مصر والأردن وقطر والإمارات وتركيا لمناقشة الأزمة المستمرة منذ 7 تشرين الأول، وتداعياتها الأمنية على لبنان والمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى