كاتب اسرائيلي :”حرب إسرائيل ولبنان قادمة لا محالة”
كاتب اسرائيلي :”حرب إسرائيل ولبنان قادمة لا محالة”
رأى الكاتب الإسرائيلي، يارون فريدمان، أن الحرب ضد حزب الله “قادمة لا محالة”، مشيراً إلى أن “المعلقين اللبنانيين يعتقدون بإمكانية تجنب هذه الحرب من خلال تسوية إقليمية، لكن ليس واضحاً إذا ما كان هذا الاتفاق قابلاً للتحقيق على الأرض”.
وقال فريدمان في تحليل بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تحت عنوان “الضغط على حزب الله يتزايد.. ونصر الله سيضعنا أمام معضلة صعبة”، أنه في نظر معظم المعلقين في وسائل الإعلام اللبنانية فإن تنفيذ القرار 1701 هو تسوية، لأن الطرفين خرقا الاتفاق، فحزب الله يعمل جنوب الليطاني وإسرائيل تطلق النار على جنوب لبنان.
ولفت إلى أن “المتفائلين في لبنان يؤمنون بنجاح الوساطة الأميركية، فيما يقول المتشائمون أن قرار انسحاب حزب الله إلى وراء الليطاني أو مواصلة الحرب، يحدد في طهران وليست له علاقة بلبنان”.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن “معظم السياسيين في لبنان، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أبدوا منذ بداية الحرب على غزة، موقفاً واضحاً ضد جر لبنان إلى الحرب، وعلى الرغم من دعمهم اللفظي لغزة ومعارضتهم لإسرائيل، فإن مطلبهم هو أن تظل بلادهم على الحياد”، موضحاً أن “السبب الأساسي هو الاقتصاد، أي الخوف من أن تؤدي حرب واسعة النطاق إلى انهيار الاقتصاد اللبناني، الذي يعيش أيضاً أكبر أزمة في تاريخه”.
ويقول الكاتب إنه “في لبنان، يتزايد الغضب ضد حزب الله، الذي ورط البلاد في حرب، إذ يؤدي تبادل القصف المحدود على الحدود إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، مع نزوح أكثر من ألف شخص من المناطق الحدودية ودمار هائل للبنية التحتية والمنازل في القرى الجنوبية، وشلل في التعليم، وأضرار جسيمة للزراعة وخاصة الزيتون، وارتفاع عام في أسعار المنتجات بنحو 20% وأضرار فادحة على السياحة”.
وأضاف فريدمان، “ما يستحق الاهتمام بشكل خاص هو الغضب المتزايد بين الطائفة الشيعية في جنوب لبنان، التي تدعم تقليدياً حزب الله، بعدما شاهد الكثيرون حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي، وهم الآن يطالبون الدولة بتعويضات، ويضغطون على حزب الله للحصول على أموال من إيران لإعادة بناء منازلهم”.
وقال إن “هذا الغضب لا يتم التعبير عنه لفظياً فقط، فعلى شبكات التواصل الاجتماعي، يتزايد الضغط بشأن تورط لبنان في حرب غزة، وتم إطلاق هاشتاق (شيعة ضد الحرب) على شبكة إكس”.
وقال فريدمان إن “حزب الله يستغل حقيقة أن إسرائيل غير معنية بالقتال على جبهتين، ويواصل إطلاق النار المحدود على شمال إسرائيل”، متساءلاً: “لكن ماذا سيحدث بعد هزيمة حماس؟”.
ويعتقد عدد من المعلقين اللبنانيين أن حزب الله لن يتمكن من الموافقة على سحب قواته إلى شمال الليطاني إلا في إطار ترتيب من شأنه توسيع اتفاقية ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان.
ووفقاً لهؤلاء، فإن مثل هذا الاتفاق يجب أن يشمل عودة مناطق جبل الروس (مزارع شبعا وكفر شوبا) إلى لبنان.
بالنسبة لحزب الله، يقول الكاتب إن تنفيذ القرار 1701 سيكون بمثابة إذلال شديد وضربة قاضية لهيبته، ولذلك سيحاول “النزول من الشجرة العالية” التي تسلقها من خلال إنجاز دبلوماسي كبير.
ويرى فريدمان أن “حزب الله سيواجه معضلة صعبة، ومن المشكوك فيه ما إذا كان التخلي عن جبل الروس، وهي المنطقة التي تم الاستيلاء عليها في عام 1967 وضمها في عام 1981، سينهي الصراع في الشمال، مشيراً إلى أن ذلك سيتبعه طلبات إضافية، فنصر الله لن يكتفي بمزاع شبعا، لأنه حينها سيضطر إلى الاعتراف بأن أهداف تنظيمه قد تحققت، ولم يعد ثمة داع لوجوده”.
ومن المحتمل أن يكون الطلب التالي هو الانسحاب من مستوطنات الجليل الأعلى حتى عام 1948، والتي يذكرها نصر الله أحياناً في خطاباته، لذلك، سيتعين على إسرائيل أن تقرر في اليوم التالي لغزة ما إذا كانت ستبدأ حرباً في لبنان.