لبنان وحدود العمل العسكري… أيام وأسابيع طويلة مقابل “ضربة ساعة واحدة
قد يكون سهلاً النّظر الى وحدة الساحات، والى جعل جبهة الجنوب اللبناني جبهة إسناد لحركة “حماس” في قطاع غزة، عندما تكون المعارك والمواجهات العسكرية يومية، وممتدّة على مدى أسابيع، أو ربما أشهر.
ضربة واحدة؟
ولكن ماذا عن وحدة الساحات، وعن استعمال جبهة جنوب لبنان كجبهة إسناد أو استنزاف، في ما لو تلقّت جماعة “الحوثي” في اليمن مثلاً، ضربة عسكرية قوية تشلّ قسماً لا بأس به من قدراتها العسكرية خلال 45 دقيقة أو ساعة واحدة، في يوم معيّن، ولمرّة واحدة فقط؟
فهنا، لا مجال واضحاً للحديث عن اشتعال حرب، بل عن ضربة عسكرية أميركية أو دولية مدّتها نصف ساعة مثلاً، حقّقت هدفاً معيّناً لمنفّذها، وهي ليست حرباً يومية.
وأمام هذا الواقع، كيف يمكن لإيران أن تتصرّف بموجب وحدة الساحات؟ وهل ان أي ساحة من تلك الساحات (اللبنانية، والسورية، والعراقية، واليمنية، وحتى الإيرانية) قادرة على الردّ على ضربة أو على “غارة نصف ساعة”، بـ “ضربة نصف ساعة”، تحقّق الهدف نفسه؟
وهل يمكن الردّ بإشعال إحدى الساحات لأيام، أو أسابيع…، حتى ولو كان (الردّ) على ضربة حصلت خلال نصف ساعة (مثلاً)؟ أين؟ وهل يمكن لأي فصيل عسكري مدعوم من إيران في المنطقة أن يحارب الجيش الأميركي والجيوش الأجنبية العاملة معه بشكل فعلي ومباشر الى هذه الدرجة، أي من مستوى تنفيذ عمليات متكرّرة ومستمرّة، ردّاً على ضربة واحدة؟
رأى مصدر أمني أن “هذه الاحتمالات قد ترتبط بوضع خطة عملانية تؤسّس لحرب عالمية. هذا مع العلم أن ضرب قواعد “حوثية” في اليمن لن يكون سهلاً، وبنتائج كاملة خلال نصف ساعة، إذ إن تلك الجماعة منتشرة في مناطق واسعة هناك، وهي تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة. والأمر نفسه بالنّسبة الى إيران أيضاً، التي لا يمكن شلّ قدراتها العسكرية بضربة ساعة واحدة، لأن صواريخها وأسلحتها ليست مكشوفة الى هذا الحدّ. هذا فضلاً عن أن مثل تلك العمليات قادرة على إشعال حرب إقليمية كبرى”.
وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أنه “بالعلم العسكري، لا يمكن تحقيق نتائج عسكرية ملموسة باستخدام القصف الجوّي، والصواريخ، والمسيّرات فقط، بل لا بدّ من إنزال قوى برية على الأرض أيضاً”.
ولفت المصدر الى أنه “إذا تعرّضت إيران لضربة عسكرية، فلا يمكنها استعمال جبهة الجنوب اللبناني للردّ على الولايات المتحدة الأميركية. فكل جبهة من جبهات وحدة الساحات عاجزة عن الخروج من إطارها. فلكل ساحة مهمّتها، وهي معنيّة بالمنطقة التي تعمل فيها”.
وشرح:”يقول الحوثيون إنهم يستهدفون السُّفن المتّجهة الى إسرائيل، وهم يشنّون بعض الهجمات محاولين استهداف إيلات. وهو ما يعني أن هذه هي حدود مهمّتهم. وأما المقاومة في جنوب لبنان، فهي تحصر عملها بإشعال حدود إسرائيل. وفي العراق، تستهدف التنظيمات المدعومة من إيران القواعد والقوات الأميركية هناك. وبالتالي، تلتزم كل ساحة من وحدة الساحات بالمهمّة الموكَلَة إليها”.
وختم:”مهمّة التحالف الدولي الذي أعلنت واشنطن عنه مؤخّراً هي الدفاع عن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، من دون أي إشارة واضحة الى الرغبة بتنفيذ عملية عسكرية ضدّ الحوثيين. وأما إذا تغيّرت مهامه، فقد تتغيّر النتيجة العسكرية في تلك الحالة أيضاً، وتعاطي إيران وجماعة “الحوثي” معه”.
أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”