أسبوعان حاسمان بعد رأس السنة في الجنوب
أسبوعان حاسمان بعد رأس السنة في الجنوب
كلّما طال أمد المواجهة على الجبهة الجنوبية ازدادت القناعة اننا لا بدّ ذاهبون إلى معركة مفتوحة لا سيّما أن اليد على الزناد تنتظر من يبادر أولاً حتى لا تقع مسؤولية حرب مفتوحة أو ربما إقليمية على مسؤوليته فقط.
في هذا الإطار, يتلمّس رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, بأن “شبح توسع المعركة الكبرى بدأ بالظهور ونحن اليوم على حافة فتح هذه المعركة، لكن السؤال المطروح من سيقوم بفتح هذه الجبهة الواسعة هل هو حزب الله أم العدو الاسرائيلي؟”.
ويتوقّع أن “لا ينزلق حزب الله إلى هذا الفخ الإسرائيلي، لأنه يعلم تماماً أنه بمجرد فتحه الجبهة سيستعين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأسطول الأميركي والذي سبق له أن حذر فور وصوله الى البحر المتوسط بأنه سيقصف اهدافاً لحزب الله داخل لبنان كله اذا فتح الاخير الجبهة”.
ويشدد على أن “حزب الله واعٍ لمثل هذا الأمر ويحاول العدو أن يستدرجه ويحرج حزب الله لدفعه الى فتح المعركة”.
ويرسم علامة استفهام كبيرة حول اغتيال القائد الإيراني رضي موسوي في هذا الوقت بالتحديد، معتبراً أنه “توقيت مشبوه، إضافة إلى استهداف 3 مدنين في بنت جبيل ورمزية بنت جبيل وهذا برأيه له هدف عند الاسرائيلي”.
وإذ يلفت إلى أن “حزب الله رد على قتل المدنيين في بنت جبيل بقصف كريات شمونة حيث اعترف العدو بسقوط 3 قتلى في المستوطنة، الا أنه يشير إلى أمر مهم وهو قيام حزب الله أمس بقصف منطقة الناقورة المحتلة عندما كان وزير خارجية العدو يجول مع بعض السفراء على الحدود، وهو تصعيد مدوزن كرد على التصعيد الاسرائيلي”.
ويسأل من سيفتح الجبهة ؟ ليؤكد إلى حد كبير أن “الحزب لن يقع بالفخ، واحتمال قيام نتنياهو بفتح هذه الجبهة أمر وارد جداً، ولكن من يسمع ما يقوله الاسرائيليون من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود بارك وغيره بأن هذا الأمر بمثابة جنون لأن فتح جبهة جديدة ستكون كارثية على اسرائيل، يرجح ان فتح الجبهة ليست بالامر السهل”.
وباختصار فإن فتح الجبهة حتمًا لن تفيد اسرائيل وسيشعل المنطقة بأسرها، ولكنها بالتأكيد ستفيد نتنياهو لأن همّه أن يتابع المعركة ليستمر بالحكم، ولكن حالوتس يرد عليه بأنهم خسروا الحرب والحل الوحيد استقالة نتنياهو، فهل يستقيل؟ بالتأكيد لن يفعل كما يقول العميد جابر لأنه بمجرد الإستقالة سيتحول الى القضاء وينتهي سياسياً”.
ويجزم بأن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين في هذا الموضوع في غزة وجنوب لبنان.
ويشير إلى “الضغط الهائل الذي تعاني منه اسرائيل من قبل المستوطنين في شمال الكيان الإسرائيلي الذين هجروا من بيوتهم لا سيّما أن تكاليف تأمين مساكن لهم باهظة إضافة الى تجميد حوالي 40 ألف جندي في الشمال لذلك لا تستطيع الإستمرار بحال المراوحة هذه، لأنه استنزاف”.
ويلفت إلى “محاولة إسرائيلية لاقناع الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 ولكن الحكومة تقول بكل وضوح أن من يخرق هذا القرار هي اسرائيل فلتطبق هي القرار وتنسحب من القرى المحتلة ولكل حادث حديث، لأن الحزب لا يستطيع أن يقول لحزب الله اترك القرى المستباحة من الاسرائيلي سائبة”.
ويستبعد كلياً أن “يقوم الحزب بفتح الجبهة لا سيّما أنه يعلم الأكلاف الباهظة لذلك لأنه تعني تدمير نصف لبنان وهو بالطلع لن يتحمل هذه المسؤولية، لكنه إذا رد خلال ساعات على هجوم عسكري كبير فسيكون بموقع الدفاع ولا يستطيع حتى الأميركي ان يلومه”.
ووسط هذه الصورة فإن من الحكمة أن يستمر الحزب برد الضربة بالضربة والمدني بالمدني والعمق بالعمق، ولا يُستدرج الى توسيع الجبهة.