اخبار محلية

عاملان يؤخران “الانفجار الإقليمي الكبير

عاملان يؤخران “الانفجار الإقليمي الكبير

لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أجندته الخاصة لتعزيز ائتلافه وموقعه، وهو يعرف أن استمرار الحرب يقوي هدفه، بحسب مقال نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية.

ومنذ اليوم الأول لهجوم 7 تشرين الأول، ارتفعت التحذيرات من تصعيد على مستوى المنطقة يشمل الشرق الأوسط بأكمله.

ومن السائد عموماً أن أخطر نقطة اشتعال هي الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث اشتدت حدة الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى حد كبير في الأيام الأخيرة.

ويقول الكاتب سايمون تسيدال في مقاله بصحيفة “غارديان” البريطانية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية المتفرقة داخل سوريا، والهجمات المحدودة المتكررة من قبل الميليشيات على القواعد الأمريكية في العراق، والغارات الانتقامية الأمريكية تعزز رواية حريق أقرب وأوسع نطاقاً.

وتزيد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر من المتمردين الحوثيين في اليمن.

وحتى الآن، لم يحدث الانفجار الإقليمي الذي تنبأ به الكثيرون، وهناك سببان رئيسيان لذلك. الأول هو أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، بقيادة نتانياهو، الذي تردد أنه فكر في البداية في شن هجمات متزامنة على حماس وحزب الله بعد 7 تشرين الأوّل، امتنع عن ذلك بسبب الضغوط الأميركية.

ومنذ ذلك الحين كان الموقف الرسمي الإسرائيلي يتلخص في أن تدمير حماس في غزة يشكل الأولوية.

ويكمن السبب الثاني في حسابات القيادة المحافظة المتشددة في إيران، بأن مصالحها تتحقق على أفضل وجه من خلال إبقاء الحرب بعيدة عنها.

وتتمتع حماس وحزب الله والجماعات السورية والعراقية واليمنية بتسليح وتدريب جيدين، وعلى الرغم من النفي، غالباً ما يتم توجيههم من طهران والحرس الثوري الإسلامي.

وبهذه الطريقة، تشن إيران حرباً – ولكن بشكل غير مباشر، وإلى حد ما، بشكل يمكن إنكاره.

ويلفت تسيدال إلى أن المشكلة المباشرة هنا هي أن قوة هذين العاملين الرئيسيين، اللذين يعملان معاً على تشجيع ضبط النفس المتبادل، بدأت تتدهور.

ويفسر هذا التصور، التدخل المحموم الأخير من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب ــ مردداً ما ورد في الجمعية العامة للأمم المتحدة ــ بـ”وقف دائم لإطلاق النار” في غزة في محادثاته مع نتانياهو هذا الأسبوع.

ويضيف تسيدال أن هذا التصور يساعد أيضاً في تفسير التركيز الأميركي والبريطاني والألماني المتزايد على وقف التصعيد وإيقاف واحتواء الفوضى في غزة.

ويرجع هذا “ظاهرياً” إلى المخاوف بشأن مقتل أكثر من 21 ألف فلسطيني، بحسب حماس، وما تدينه الأمم المتحدة باعتباره كارثة إنسانية.

ومع ذلك، فإن القادة الغربيين، يعرفون أن موجة القتل التي لا هوادة فيها والعشوائية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة أصبحت استفزازاً يومياً لا يطاق لأعداء إسرائيل، يحسب الصحيفة.

وأكد الكاتب أن شبح الانفجار الإقليمي البعيد المدى الذي يلوح في الأفق، وليس صور الأطفال الفلسطينيين القتلى، هو ما يحركهم حقاً.

ويرى تسيدال أن الاغتيال الذي نفذته إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع لرضا موسوي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، تجاوز أحد الخطوط الحمراء التي سمحت حتى الآن لإسرائيل وإيران بتجنب المواجهة المباشرة.

وكان موسوي مسؤولاً عن تنسيق تعاملات إيران مع حزب الله والحكومة السورية، وتعهدت إيران بالانتقام الرهيب من إسرائيل، لكن القتل وجه رسالة أخرى أيضاً.

ويعتبر تسيدال أن تصفية موسوي ينظر إليها في المنطقة على أنها إشارة إسرائيلية إلى أن إيران لا تستطيع الاستمرار في التمتع بالحصانة، كما أنها تقرب من احتمال التصعيد مع حزب الله، وحتى مع إيران، على الحدود الشمالية.

وأشار إلى أنه في ظل النيران المكثفة من حزب الله، فإن صبر إسرائيل بدأ ينفد.

وألمح بيني غانتس، وهو عضو كبير في حكومة الحرب، إلى أن إسرائيل قد تغزو لبنان قريباً إذا لم يتحسن الوضع.

ويلخص الكاتب إلى أن ثمة سبباً آخر للاعتقاد بأن التصعيد أصبح الآن خطراً حقيقياً للغاية، ذلك أن نتانياهو اليائس والمحاصر والذي لا يحظى بشعبية قد يرحب باحتمال وقوع إسرائيل في حالة حرب شبه دائمة، فمن شأن الصراع الشامل، الذي يتم تصويره على أنه وجودي بطبيعته، أن يساعد في إسكات منتقديه، وتقوية حكومته الائتلافية، وتشتيت الدعوات المطالبة باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى