ماذا وراء عملية القرصنة في مطار بيروت
ماذا وراء عملية القرصنة في مطار بيروت
شهد مطار بيروت الدولي هجومًا سيبرانيًا حيث تعرّضت شاشات الوصول والمغادرة في المطار يوم أمس لقرصنة إلكترونية تم خلالها بث رسالة موجهة إلى حزب الله تحثه على عدم التسبّبب بدخول لبنان حربًا مع إسرائيل مما أدى إلى تعطّل نظام تفتيش الحقائب”bhs”، وهذا ما يطرح سؤالًا حول طبيعة هذا الخرق وإذا كان الهدف منه خلق فتنة جديدة في لبنان.
في هذا الإطار، يرى الخبير الإستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن “كلام أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير أكّد أنه إذا كان هناك أي تهديد أو هجوم إسرائيلي على لبنان فالدفاع سيكون عن كل مناطق لبنان، مما يعني أن كل لبنان موافق على طرح أو إستراتيجية المقاومة وبالتأكيد هذا الكلام يزعج البعض، فإذا كان أحد قد تلقف هذه الرسالة فالرد عليها ممكن أن يكون ليس فقط من خلال الإعلانات على الشوارع أو على الساحات الكبيرة بأن لبنان لا يريد الحرب”.
وهنا يرجّح العميد ملاعب في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “عملية القرصنة التي تعرّض لها مطار بيروت ربما قد تكون رسالة لموقع المطار بأن لبنان لا يريد الحرب وربما تكون رسالة من الممتعضين من كلام نصرالله بأن لبنان سينخرط بشكل كامل في الحرب إذا تعرّض لأي استهداف إسرائيلي”.
ويتطرّق إلى كلام وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم في مطار بيروت، ويقول: “الوزير حمية أكّد أن الأيام القليلة المقبلة سوف تحدّد طبيعة هذا الخرق إن كان داخليًا أم خارجيًا، لأنه من الممكن أن هناك إحتمالًا بأن يكون هذا الخرق خارجيًا لأن من أعطى بعض المعلومات للعدو الإسرائيلي حول حركة قادة المقاومة في منطقة الضاحية مما أدى إلى إغتيال مسؤول كبير في حركة “حماس”، يستطيع إعطاء معلومات عن نظام مطار بيروت ليتصرف العدو الإسرائيلي بموجبها”.
ويؤكّد أن “عملية القرصنة التي تعرّض لها مطار بيروت تدل على أن لبنان بحاجة إلى تعزيز الأمن السيبراني ويجب أن يتم التركيز على هذا الأمر، وصحيح أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لديها قدرات في كشف العملاء وفي التعامل مع أجهزة الإتصالات والإنترنت وبالتأكيد هناك تقدّم لبناني في هذا الشأن لكن المطلوب هو أن يؤمن للأمن السيبراني المال اللازم كي يتم تطويره هذا الأمن أكثر، لمنع أي هاكر من القدرة على تعطيل عمل أي مؤسسة تعمل بواسطة الكمبيوتر والتجهيزات التقنية”.
وحول إمكانية حصول خضات أمنية جديدة على الصعيد الداخلي اللبناني من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأمور، يستبعد العميد ملاعب”إمكانية حدوث خضات أمنية داخلية في المستقبل لأن كل ما ينتج عن هذه الحرب ويمكن إستغلاله داخليًا من قبل العدو الإسرائيلي هو أمر لا يمكن حصوله”.
ويعتبر أن “السيّد نصرالله في خطابه الأخير أعطى نوعًا من رسالة بأنه من الممكن أن تكون هذه الحرب فرصة للبنان من أجل إستعادة وتحرير أراضيه، وبالتالي هذا الأمر لن يقف أمامه أي لبناني لأن الحرب التي إحترم فيها حزب الله خلفيته اللبنانية وفقد فيها شهداء، إضافة إلى أن هناك مواطنين لبنانيين تهجرّوا من قراها ودفعوا الثمن، كل هذه الأمور تمنع حدوث فتنة داخلية بل على العكس يجب أن نوظف كل طاقتنا خلف المقاومة طالما أن هناك خطوات على الأرض منها الزيارات التي يقوم بها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، وبالتالي هذا عامل يجمع ولا يفرّق”.