تحول “كبير وخطير”
تحول “كبير وخطير”
يستمر القصف الإسرائيلي لمختلف مناطق شمال وجنوب القطاع في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية والصحية، إضافة إلى إرتفاع منسوب التوتر والإشتباكات على الجبهة الجنوبية اللبنانية.
في هذا الإطار، يؤكّد الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم، أن “هناك أمورًا ضاغطة على مسار الحرب، منها الإصرار الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة في الجنوب اللبناني وهذا الأمر طبعًا يلاقي رفضًا وإعتراضًا من قِبل حزب الله ولا أحد يعلم إن كانت الحرب سوف تتطوّر أكثر في الجنوب وتصبح الجبهة خارج ما يُسمى بالسقوف المنضبطة”.
ويُشدّد المحلّل علم في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، على أن “القضية الفلسطينية أصبحت الآن في المرتبة الثانية من ناحية الأهمية لأن قبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية يجب معالجة الأزمة الإيرانية الإسرائيلية، مذكرًا أن إطلاق الصواريخ والمسيّرات في البحر الأحمر هي صحيح للتخفيف عن غزة لكنها فتحت الحرب على جبهة مختلفة تمامًا”.
ويعتبر أن “الأمر الأهم هو أن العالم العربي حتى الآن لم يُبدِ أي موقف جدي لوقف التصعيد الحاصل في المنطقة، سوى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة ومد القطاع بالمساعدات الإنسانية، وهذا ما يوضح بأنه ليس هناك من موقف عربي جدي وفاعل”.
ويرى أنه “في ظل التطورات الحاصلة لا شيء مستجد على الساحة اللبنانية سوى الجبهة الجنوبية التي هي متأرجحة بين إحتمال التصعيد وبين إستمرار الوضع على ما هو عليه، لذلك التصعيد اليوم هو سيد الموقف بالرغم كل الدعوات إلى التهدئة”.
ويلفت إلى أن “حسابات إسرائيل ما قبل عملية طوفان الأقصى هي مختلف تمامًا عن ما بعدها، لا سيما أن إسرائيل ترفض أن تستمر معادلة الجنوب كما كانت في السابق ولكن يبقى السؤال كيف ستحقق إسرائيل ذلك”.
ويُشير المحلّل علم أن “الحرب طرأ عليها تحول كبير وخطير على كل الجبهات، وبالتالي هي أصبحت حرب إستخباراتية أي من خلال قصف أهداف محدّدة بطريقة موجعة، وهذا ما نراه من خلال الإستهدافات الدقيقة لقادة المقاومة”.