ماذا تخفي الرياض وراء تحرّكها لبنانياً
على وقع المنازلات في ملعب ساحة النجمة، والاهداف السياسية المسجلة في مرمى رئاسة البرلمان من قبل رئيس التيار الوطني الحر، الذي استعمل القوة الناعمة في هجومه المركز ضد ابو مصطفى و”ملائكته”، ونقيب المحامين السابق ملحم خلف الذي “طلّع الاستيذ من تيابو”، بعدما فشلت مسرحية النائب علي حسن خليل في الهجمة المرتدة، تستمر الجبهة الجنوبية مشتعلة، مع تقدم ملف الانتخابات الرئاسية الى الواجهة.
فرئيس المجلس “الخائف” من تطيير الموازنة في التصويت، وهو ما بدا واضحا على ملامحه “غير المرتاحة”، يخوض الى جانب معركته القانونية، معركة دستورية، في ملف انهاء الشغور في الرئاسة الاولى، الذي بثت اجواء ايجابية غير مبررة وغير مفهومة الاسباب حوله، رغم ان اي شيء جديد لم يسجل، سوى حركة خجولة لبعض المرشحين على خط بعض النواب، وفقا لمصادر سياسية متابعة.
وتتابع المصادر بان الملف الثالث الذي يؤرق عين التينة، هو جدية التهديدات الاسرائيلية، التي نقل اجواءها اكثر من ديبلوماسي زار عين التينة، في ظل ازمة جدية تتمثل بتأمين الاموال اللازمة لاعادة اعمار قرى المواجهة التي لحق بها دمار هائل، والتي قد تتحول مستقبلا الى قنبلة موقوتة، في حال طالت معارك الاستنزاف او تحولت الى حرب اوسع رقعة.
وكشفت المصادر ان المعارضة على ما يبدو قد غيّرت من تكتيكها الرئاسي هذه المرة، اذ تؤكد مصادر ديبلوماسية ان جهات في الاخيرة ابلغت المعنيين، ان مرشحها لن يعلن هذه المرة قبل تعيين جلسة انتخاب “جدية”، مؤكدة ان الرهان على انقلاب نواب من كتلة لبنان القوي، هو محض تخمين وتحليل في غير محلهما رغم كل ما يقال ويصرح البعض به، فالرابية والبياضة ما زالتا تمسكان بقبضة حديدية التكتل، وما الخروج من الجلسة النيابية الاخيرة بناء لتعليمات رئيس التيار الا خير دليل.
وتشير المصادر الى ان دخول المملكة العربية السعودية على الخط السياسي اللبناني من جديد في اكثر من ملف، علنا وسرا، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول توقيته واهدافه، وما اذا كان ذلك بسبب قرب تظهير الحلول، خصوصا انه ترافق مع تحرك مصري لافت ايضا، عزاه البعض الى الدور الذي تؤديه الرياض بين واشنطن وطهران، والذي قد يسمح لها بان تكون عرابة الحل الرئاسي في بروت، وهو ما جعل الوسيط الاميركي يؤجل عودته الى بيروت الى حين نضوج الطبخة.
وتابعت المصادر، بانه في حال استبعاد خيار المرشح الثالث، فان المعركة بين “جنرال اليرزة” و “بيك زغرتا” لن تكون واضحة ظروفها راهنا، ففي حال انجاز تسوية حدودية قبل الانتخابات، تصبح فرضية انتخاب رئيس “تيار المردة” متقدمة اكثر، اما في حال العكس، فان فرضية وصول قائد الجيش الى بعبدا تصبح اكثر ترجيحا، بعدما وضعا الاثنان في مواجهة بعضهما بعضا.
ميشال نصر- الديار