في لبنان: في 4 أشهر… شهر “فرصة”
حتى الأعياد في لبنان مناصفة. والفرص كذلك… طائفيّة و”النُصّ بالنُصّ”. ولو لم يكن هناك داعٍ لعطلة ما، نخلقها لترجيح كفّة ميزان العيش المشترك. هذا واقعٌ، وحال بلدنا.
وفي حال احتسبنا عدد أيّام العطل الرسميّة التي تنتظرنا في الأشهر الـ4 المقبلة، فإنّ العدد يفوق الـ10 أيّام من دون احتساب يومي السبت والأحد. ومعها، يفوق العدد الشهر الكامل، فيُصبح 44 يوماً! وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على زحمة الأحداث في الروزنامة اللبنانيّة.
“في معظم دول العالم العطل تكون مرتبطة بالأعياد الوطنيّة إلّا أنّ الوضع في لبنان مغاير، إذ أنّ الأعياد تشمل الوطنيّة والإسلاميّة والمسيحيّة” يقول الباحث في الدوليّة للمعلومات محمد شمس الدين لموقع mtv. فبين عيد الفطر والفصح في التقويمين الشرقي والغربي وعيد العمال والتحرير ومار مارون والجمعة العظيمة في التقويمين وذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تكثر أيّام العطلة، ما يعتبره البعض عاملاً يؤثّر سلباً على الإنتاجية، خصوصاً في القطاع الخاص وفي الظروف الحالية التي يمرّ بها البلد.
في هذا السياق، يؤكّد شمس الدين أنّ “لبنان من الدول الأكثر تعطيلاً، إذ يصل عدد الفرص الرسمية إلى 18 يوماً، من دون احتساب يومي السبت والأحد، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار أن يوم الجمعة “نص دوام” في القطاع العام.
للإدارات الرسميّة حال خاصة، وتحديداً في الفترة الأخيرة. فالمؤسسات العامة بغالبيّتها مُعطّلة و”مأضربة” في معظم الأحيان. والدهشة، إذا فتحت أبوابها! هنا يلفت شمس الدين إلى أنّ الدوام في مختلف دول العالم يكون ما بين الـ8 و9 ساعات، أمّا في لبنان، فالإدارات العامة تُقفل أبوابها عند الساعة الثانية، أي ما يعادل الـ6 ساعات.
صحيح أنّ الروزنامة اللبنانيّة تعجّ بالأعياد مناصفة، إلا أنّ أجندة يوميّاتنا تزدحم بالكوارث والأزمات التي لا تفرّق بين مسلم ومسيحي.
ام ي في