اقتصاد

سبائك وحقائب ذهبية مدفونة في الأرض”: تقرير إسرائيلي عن أموال ال*ح*ز*ب

ذكرت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية، أن جمعية “القرض الحسن”، المعروفة بأنها منظمة خيرية منذ تأسيسها في ثمانينات القرن الماضي، تقوم بنشاط مالي لصالح “حزب الله”، وتمكنه من الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية تحت عنوان “سبائك وحقائب ذهبية مدفونة في الأرض.. الكشف عن مسار أموال حزب الله” تفاصيل عملية اختراق غامضة نفذتها مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها “سبايدرز”، عن تفاصيل ما يقرب من 400 ألف حساب مرتبط بمؤسسة القرض الحسن، وهي مؤسسة مالية شبه مصرفية تعرف نفسها على أنها مؤسسة خيرية تمنح القروض، وتدير الصناديق المجتمعية للطائفة الشيعية في لبنان.

وكشف القراصنة عن وثائق تسلط الضوء على الأنشطة الحقيقية للجمعية، وارتباطها بتنظيم “حزب الله” اللبناني، وأكدوا أنها جمعية ليست خيرية، بل تتبع حزب الله وتعمل كبنك خارج النظام المالي اللبناني، وتفاصيل حول قيمة القروض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن المقترضين والميزانية الإجمالية للمؤسسة وفروعها لعامي 2019-2020، فيما وعدوا بالكشف عن مزيد من المعلومات في المستقبل.
ووفقاً للصحيفة، فإن القراصنة وجهوا رسائل خاصة إلى العملاء يحثونهم فيها على سحب أموالهم، والتوقف عن سداد قروضهم “قبل فوات الأوان”.

وبالإضافة إلى المواطنين اللبنانيين العاديين، كشفت الوثائق التي أفرج عنها القراصنة تفاصيل تتعلق بأعضاء حزب الله الذين يودعون أموالهم في الجمعية، ومن بينهم القيادي بكتائب الرضوان وسام الطويل، الذي تم تصفيته الشهر الماضي، ورئيس الوحدة المالية لحزب الله إبراهيم علي ضاهر، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وفيما يتعلق بهجوم القراصنة، قال الرئيس التنفيذي للجمعية، عادل منصور، وهو ممول مخضرم لحزب الله، في أبريل (نيسان) الماضي، إن التنظيم يعتبر ما حدث خيانة وهجوماً استخباراتياً.

وبحسب مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، مئير عميت، فقد تأسست جمعية القرض الحسن عام 1982 في أعقاب الحرب الأهلية بلبنان التي ألحقت أضراراً جسيمة بالاقتصاد المحلي، بهدف تحفيز المجتمع الشيعي لدعم حزب الله، وكذلك تشجيع الحصول على القروض على نطاق صغير نسبياً ولفترات زمنية قصيرة ولحاجات متغيرة، ورغم أن النشاط المصرفي للجمعية يركز على الطائفة الشيعية، إلا أنها، تقدم خدمة لجميع الفصائل في لبنان، بما في ذلك الفلسطينيون.

وتقول الجمعية إن مصادر تمويلها الرئيسية هي العمولات التي يدفعها المقترضون ورسوم الانضمام ورسوم الاشتراك والتبرعات، ويقدر حجم الأموال التي تمر عبرها بمليارات الدولارات، عن طريق نحو 400 ألف حساب.

العقوبات الأمريكية
وفي عام 2016، تم إدراج الجمعية على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، ولكن منذ ذلك الحين زاد حجم نشاطها بالفعل، حيث يقول المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، عوزي شايع، وهو خبير في الحرب المالية، إن تلك الجمعية تخفي داخلها كل النشاط المالي لحزب الله، ما بين إدارة حسابات نشطاء المنظمة والنشاط التجاري وغيره”.
ووفقاً للخبراء الذين تحدثت معهم “غلوبس”، فإن هذه هي المؤسسة المصرفية هي الرئيسية لحزب الله، ويضيف شايع: “كما أن حزب الله دولة داخل الدولة في لبنان، كذلك نظامه المالي ، حيث يحتفظ بنك الجمعية بسبائك الذهب والمجوهرات التي قدمها الناس كضمانات للقروض التي أخذوها”، موضحاً أن تلك الجمعية تكشف البنية التحتية المالية لحزب الله، وقدرة هذا التنظيم والإيرانيين على التهرب من جميع قضايا العقوبات.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن صفحة الجمعية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” نشرت كلمة لحسن نصرالله وهو يثني على نشاط الجمعية، لكنه في الوقت نفسه ينكر العلاقة بين حزب الله والجمعية، وعلقت الصحيفة: “هكذا، على مر السنين، طور حزب الله بشكل ماهر شبكة كاملة من تهريب الأموال، بهدف التهرب من العقوبات الأمريكية”.

ويقول شايع: “إن البنية المالية لحزب الله أكبر بعشرات المرات من البنية المالية لحماس، إن التنظيم منتشر في جميع أنحاء العالم، ويتمتع بدعم لبنان، وإيران ممول رئيسي له”.
ويوضح الدكتور حاييم كورين من جامعة رايخمان، والسفير الإسرائيلي السابق في مصر، أن أسلوب التنظيم في تحويل الأموال عادة ما يكون نقداً وعملات مشفرة، ولأن حزب الله يسيطر على مطار بيروت، فهو يمتلك القدرة على التحكم في تحويل الأموال نقداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى