اخبار محلية
طوفان أقصى” 2 من لبنان هذا ما تخشاه واشنطن
مع توسيع دائرة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خارج منطقة الإشتباك عبر تنفيذ اغتيالات بالمسيّرات في جدرا أو في النبطية، تزداد المؤشرات العملية على تغيير المعادلات الميدانية والوصول إلى عتبة حرب إسرائيلية، وذلك وسط حراك دولي يهدف إلى منع التصعيد. وفي هذا السياق، يكشف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد خالد حمادة، عن ظروف دقيقة، وبأن احتمالات انفجار الموقف مرجّحة جداً على الجبهة الجنوبية”.
ويقول العميد حمادة في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، إن المناوشات التي بدأت بعد “طوفان الأقصى” بيوم واحد، والتي تمّ تسويق بعض العناوين لها، منها أولاً مساندة غزة، كان عنواناً إعلانياً، لأن ما يجري في الجنوب لا يمتّ بأي صلة إلى مستوى مساندة غزة، بل كان تسجيل حضور إيراني في هذه الإشتباكات، تكرر مع اختلاف وتيرة التوتر ما بين جنوب لبنان والحوثيين في اليمن والعراق.
ولذا فإن أكثر من سبب يفاقم احتمالات انفجار الموقف في الجنوب، برأي العميد حمادة، والذي يلاحظ أن المواقف التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت إزاء هذه الجبهة، “ضبابية”، فيما بالمقابل فإن الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال حضورها في المنطقة، أدركت أن إسرائيل عاجزة عن حماية نفسها بقدرتها الذاتية، ولم تعد قوة رادعة، وهذا ما أثبتته الحرب في غزة، ولذلك تريد الولايات المتحدة أن تصل إلى ستاتيكو وترتيبات ميدانية تضمن عدم تكرار ما جرى في غزة. ورداً على سؤال حول الموقف الأميركي، يتحدث حمادة عن “إلحاح أميركي لتطبيق إجراءات أمنية على كامل الحدود تجعل من المتعذر أن يكون هناك في المستقبل طوفان أقصى آخر على الحدود اللبنانية، عبر تطبيق القرار 1701 أو عبر آلية أخرى وترتيبات ميدانية”. وبالتالي، يعتبر حمادة، أن “القرار 1701 هو قرار صادر عن مجلس الأمن وهو قرار ملزم لإسرائيل ولبنان، كما أن قوات الأمم المتحدة المؤقتة، موجودة في الجنوب لتطبيق هذا القرار، ولا علاقة لحزب الله به رغم كل التطفل الذي يبديه الحزب ورغم العجز الحكومي، لأن الحكومة مدعوة لأن تطلب من الجيش القيام بمهامه”. وعن التسويات والخطط المطروحة، يشير حمادة إلى أنها تقضي بانتشار الجيش وعودة الحزب 10 كيلومترات إلى ما وراء الليطاني، مؤكداً أن المسار يجب أن يبدأ من الحكومة التي يزورها موفدون غربيون أميركيون وأوروبيون وأحياناً عرب، لاستطلاع الموقف ولمنع تفجير الوضع في الجنوب. وعليه، يركز حمادة على أن ما من استقرار في الجنوب إذا كان الجيش مستبعداً، وواصلت الحكومة الإختباء خلف غزة وخلف مواقف الحزب، لأن الجيش قادر على القيام بما قام به “حزب الله”، سيّما أن المجتمع الدولي قادر على الضغط على إسرائيل مع بدء تنفيذ القرار 1701، فعندما يستلم الجيش، لن يستطيع الإسرائيلي تجاوز مسألة الحدود وتهديد الإستقرار، لأن الجيش اللبناني قادر على الدفاع عن الأرض. |