تقرير لـ”Middle East Eye”: إسرائيل تستخدم س*لاح*ها الأكثر فتكاً
ذكر موقع “Middle East Eye” البريطاني أن “أخطر سلاح تمتلكه إسرائيل ليس القنابل أو القذائف أو حتى الأسلحة النووية، وإنما هو الوقت. فبعد أربعة أشهر من الحرب والصمت المدوي للمجتمع الدولي، كان الفلسطينيون ومؤيدوهم في كل أنحاء العالم شهوداً على آثارها المدمرة. ولكن كيف يمكن الاستمرار بالمقاومة في وجه إسرائيل التي تقوم باستخدام الوقت كسلاح؟”.
بحسب الموقع، “إن التكتيك الوحيد الأكثر فعالية هو الوعي بالأساليب الإسرائيلية. منذ أشهر، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها بلا هوادة على غزة، على الرغم من المعارضة العالمية الكبيرة والدعوات لوقف إطلاق النار. وقد نجح هذا في تطبيع وحشية الحرب الإسرائيلية، حيث بدأت القصص الإخبارية تغيب عن الصفحات الأولى، واتجه الاهتمام العالمي إلى أماكن أخرى. وتركز هذه الاستراتيجية على الحفاظ على مستوى ثابت من العنف مع مرور الوقت، وإعطاء الانطباع بأن لا شيء سيخرج الحرب عن مسارها. ولتبرير ذلك، كرر المسؤولون الإسرائيليون ادعاءاتهم بأن الفلسطينيين “حيوانات بشرية”، مشيرين إلى أن الحرب والحصار سيستمران طالما رأت إسرائيل ذلك ضروريا”.
وتابع الموقع، “قصف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمدارس والملاجئ. وفي الواقع، يساعد كل هجوم على بناء الأساس للهجوم التالي، حيث تؤدي تصريحات الغضب إلى عدم اتخاذ أي إجراء. يمر الوقت، وتضرب إسرائيل حيًا مدنيًا آخر، ومخيمًا آخر، ومستشفى آخر. واللافت أنه لا يتم إخفاء أي من هذه الهجمات، بل يتفاخر الجنود بهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كل هذا يعكس الاستراتيجية المركزية للاحتلال، والتي تتمحور حول الحفاظ على مستوى ثابت من العنف، مع انتظار التنازلات من الجانب الآخر”.
احتلال العقل
وبحسب الموقع، “أحد الأمثلة الأكثر إثارة للخوف على هذه الاستراتيجية هو محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي ينشره الجنود الإسرائيليون: الابتسامات وهم يستهدفون المدنيين، والنكات وهم يدمرون مباني سكنية بأكملها. هذا ليس فقط من أجل “المتعة”، هذا أسلوب لقتل وتدمير واحتلال ليس فقط السكان أو المباني، ولكن أيضًا العقل البشري. مع مرور الوقت، بدأ الأشخاص الذين دافعوا في البداية عن الفلسطينيين ونظموا احتجاجات لإنهاء الحرب، يشعرون بالعجز واليأس”.
وتابع الموقع، “لنتخيل كيف كان من الممكن أن يشعر مؤيدو القضية الفلسطينية خلال الأسابيع الأولى من هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي في الفترة الأولى من بدء الهجوم. وبعد أن تقوم إسرائيل بقصف برج سكني آخر وبعد أن يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى المئات، يشعر المشاهد بالغضب وينضم لاحقاً إلى المسيرة التالية. ولكن مع تكرار هذه الدورة مرارًا وتكرارًا، وبينما تستمر وسائل الإعلام في تكرار الرواية الإسرائيلية التي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، يبدأ المؤيدون في الشعور بالعجز. هكذا تستخدم إسرائيل الوقت كسلاح”.
وأضاف الموقع، “تفسح الصدمة والغضب المجال لليأس، الذي قد يفسح المجال في بعض الأحيان لإلقاء اللوم على الضحية، أو الرغبة في إنهاء إراقة الدماء المباشرة بأي طريقة ممكنة، حتى من خلال العودة إلى بؤس ما قبل الحرب المتمثل في الحصار والاحتلال. بهذه الطريقة يمكن أن تتغير المطالب العالمية بفلسطين حرة، وهذا هو الهدف النهائي لإسرائيل، حيث تستمر في استخدام الوقت كسلاح. إن بث حالة من اليأس بين المدافعين عن فلسطين هو أكثر تدميراً من القتل نفسه”.