مبانٍ مهددة بالانهيار في لبنان… هل للتغيّر المناخي علاقة مباشرة
شاهد اللبنانيون قبل أيام لحظات انهيار المبنى السكني المؤلف من 5 طبقات في منطقة صحراء الشويفات، عقب حوالي 10 دقائق من إخلائه، بعد أن شعر القاطنون فيه بما يُشبه الهزة الأرضية. أعاد هذا الحادث إلى الواجهة ملف المباني القديمة والمتهالكة في لبنان، وما تسببه من مخاطر على السلامة العامة، في ظلّ غياب أيّ خطوات فعّالة من قبل المعنيين.
وقعت الكارثة في الشويفات وقبلها منذ أشهر انهار جزئيًا مبنى في منطقة المنصورية مؤلف من 5 طوابق. وفي حادثة مأساوية مشابهة أيضًا، قضت ابنة الخمس سنوات تحت أنقاض المبنى الذي انهار في محلة ضهر المغر في القبة طرابلس، عام 2022. أضف إلى ذلك، أنّ مئات المباني القديمة في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في بيروت وطرابلس، ظهرت فيها تشققات جديدة وتزعزعت بشكل كبير.
16 ألف مبنى معرض للانهيار؟
رئيس “شبكة سلامة المباني” المهندس يوسف عزام يشير في حديث لـ”لبنان 24″، الى أنه ” بناء على نتائج استبيان عمر الأبنية التي أصدرها برنامج “جي أي أس”، تبين أنه يوجد نحو 16,250 مبنى يعود تاريخ بنائه الى أكثر من 40 عاما موزعين على الأراضي اللبنانية وفق التالي: بيروت الكبرى 10,460، مدن طرابلس وصيدا وزحلة 4000، برج حمود والشياح 600، قرى جبل لبنان 640، قرى محافظتي البقاع والجنوب 460 وقرى محافظة الشمال 300”.
وفي سؤال لعزام عمّا اذا كان الرقم دقيقًا، أجاب: “لا يوجد إحصاء شامل في لبنان للمباني التي تشكل خطرًا على السلامة العامة أو للمباني التي تحتاج إلى ترميم. فهذا الموضوع ما زال في إطار المبادرات الفردية أو المناطقية، والهدف الأساسي لشبكة سلامة المباني للقيام بعملية الاستبيان هو لوضع رقم تقريبي يعكس حجم وواقع حال المباني في لبنان، كونه لا يوجد أي أرقام أو قاعدة بيانات لدى أي من الجهات الرسمية أو الخاصة، علما أن هذا الاستبيان هو غير دقيق ولا يعفي الجهات الرسمية لا سيما البلديات من القيام بالمسوح الميدانية”.
فيما بيّنت دراسة أجرتها بلدية بيروت قبل أكثر من 10 سنوات وجود 12000 مبنى مهدد بالسقوط في المدينة، ارتفع عددها حكما بعد إنفجار المرفأ.
وكانت بلدية طرابلس قد أعلنت أخيرًا عن وجود 700 مبنى مهدد بالانهيار في عاصمة لبنان الثانية.
ما علاقة المناخ؟
حذرت “الهيئة اللبنانية للعقارات”، من “التغير المناخي المستجد في العالم”، وطالبت بضرورة اتخاذ تدابير احترازية، لأن ذلك سوف ينعكس على الأرض والتراب والهواء والكوارث.
وذكرت بأنها أطلقت ناقوس خطر تلك التداعيات قبل أعوام، وخصوصاً أن لبنان معظم أبنيته لا يقل عمرها عن ٨٥ سنة وقد تعرضت لحروب عدة، وغالبيتها لم يتم ترميمها أو تدعيمها كما يجب.
ويقول عزام: “التغيرات المناخية مرتبطة مباشرة بسلامة المباني، لان كمية المياه التي تستقبلها الأنهار والبرك كبيرة، فتؤثر سلباً على المناطق المحيطة بها، مثل حيطان الدعم، الأساسات الخاصة بالبناء، والأبنية المتعدية على الأملاك النهرية، التي ستدفع الثمن الأكبر من الخراب”.
ويضيف: “أساسات المباني القديمة مختلفة عن أساسات البناء الحديث، وكميات الاشجار التي كانت موجودة في لبنان خفضت، وهذا يضعف في تماسك التربة ويزيد من خطورة انهيار المباني”.
وختم قائلاً: “على السلطات المحلية وبمؤازرة الوزارات المعنية الشروع في المسوحات الميدانية لتحديد المباني التي تسترعي التدخل السريع في عملية التدعيم المؤقت في المرحلة الاولى، حفاظًا على أرواح وسلامة المواطنين”.