إمام يقرأ آية من القرآن الكريم بالبرلمان البلجيكي يثير غضب “إسرائيل”
إمام يقرأ آية من القرآن الكريم بالبرلمان البلجيكي يثير غضب “إسرائيل”
أثار مقطع فيديو لإمام وهو يقرا آية من سورة الأحزاب في البرلمان البلجيكي ردود فعل غاضبة داخل بلجيكا وخارجها ولا سيما في “إسرائيل”.
فقد نشر الإمام محمد أنصار بوت على مواقع التواصل الاجتماعي -قبل أن يزيله- مقطعاً له وهو يتلو الآية 26 من سورة الأحزاب على منصة برلمان بروكسل على أثر تكريمه، حسب ما ورد بحصيفة لوفيغارو الفرنسية.
المشهد، الذي لم ينكشف للعلن إلا مؤخراً، حدث في 13 كانون الثاني الماضي، خلال حفل لتوزيع جوائز نظمه نائب رئيس الجمعية، حسن كويونغو (من الحزب الاشتراكي)، مع جمعية أصدقاء بلجيكا. وكان الإمام نفسه، وهو من أصل باكستاني ويعيش في ليو سان بيير (برابانت الفلمنكية)، هو الذي نشر المقطع على فيسبوك، قبل أن يزيله.
وقد قام النائب الفدرالي ثيو فرانكن ووزير الدولة السابق للهجرة بنشر الفيديو على منصة إكس (تويتر سابقا) مصحوباً برسالة طويلة جداً، قال فيها إن “بروكسل، التي كانت ليبرالية ذات يوم، تبدو وكأنها اليوم مدينة ضائعة”.
وأعرب فرانكن عن أسفه لذلك، واتهم الحزب الاشتراكي بـ”الانحناء بشكل أعمق من أي وقت مضى لصالح المسلمين”، مستنكراً ما سماها “مشاهد الاستسلام غير المسبوقة”.
أما ديفيد ليستره، زعيم حركة الإصلاح في بلجيكا، وهو حزب ليبرالي من يمين الوسط، فقد دعا إلى إنشاء لجنة حول هذا الموضوع، قائلاً “إن قروناً من الصراعات الدينية تراقبنا.. فكيف يمكننا أن نقبل مثل هذه التصرفات؟ هذا هو الهدف من الحياد”. وأوضح أن مجموعته البرلمانية تطالب بالمحاسبة.
وبدورها أعربت السفيرة “الإسرائيلية” لدى بلجيكا ولوكسمبورغ عيديت روزنزويغ أبو، عن صدمتها من هذا الحدث قائلة إنها “شعرت بالرعب الشديد عندما اكتشفت أن داعية مسلما ضيفا في البرلمان في بروكسل اختار قراءة آية من سورة الأحزاب، وهي سورة تتحدث عن معركة بين المسلمين واليهود”.
وأوضحت أن الآية المذكورة “تدعو صراحة إلى قتل اليهود وسبيهم”، حسب زعمها.
وذكّرت بأن ذلك يأتي “وسط تصاعد معاداة السامية والخوف في بروكسل، حيث يعيش 18 ألف يهودي”، حسب قولها.
واختار زعيم اليمين المتطرف بهولندا خيرت فيلدرز، الذي احتل حزبه المركز الأول في الانتخابات التشريعية في هولندا، الركوب على هذه الموجة، حيث نشر المقطع على حسابه على إكس مع التعليق التالي “إمام باكستاني في برلمان بروكسل 2024. ضاعت بلجيكا”.
أما في صفوف الحزب الاشتراكي، فإن لوفيغارو ذكرت أن هذه القضية تثير المزيد من الإحراج، حيث سيصوت البلجيكيون في أقل من 4 أشهر لانتخاب ممثليهم في البرلمان الفدرالي والبرلمانات الإقليمية.
وذكرت الصحيفة أن كاتبة الدولة لتكافؤ الفرص في بروكسل، نوال بن حمو، هي التي تولت تكريم الإمام المذكور، لكن مرافقيها قالوا يوم الجمعة إنها غادرت المكان عندما بدأ الإمام في تلاوة آيات من القرآن.
أما رشيد مدران، عضو الحزب الاشتراكي ورئيس برلمان بروكسل، فقد حاول وضع حد لهذا الجدل، مؤكدا أن النواب يمكنهم تنظيم الأحداث وأن المؤسسة تستقبل أيضا حوالي 10 آلاف زائر سنويا.
ولفت رئيس برلمان بروكسل إلى أنه يدرس أيضا إدراج مسألة الحيادية في لوائح المؤسسة، قائلاً “البرلمان هو معبد الديمقراطية: ولا هو بمسجد ولا بكنيسة”.
وبدورها نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن وزير شؤون الشتات، أميحاي شيكلي قوله تعليقا على ما حدث “إن بلجيكا إلى جانب فرنسا تقودان الخط الأكثر تأييدا لحماس ومعاداة إسرائيل في كل أوروبا، وليس من المستغرب أن يتفشى الإسلام المتطرف داخلهما، وقد تم توضيح أن إدارة ظهريهما لإسرائيل هو خطأ إستراتيجي صعب”.
واعتبرت الصحيفة أن “ما جاء في الآية يدعو لاختطاف رهائن إسرائيليين”.
وأوضحت جيروزاليم أن “وكالة مكافحة التمييز البلجيكية سجلت ما بين 7 تشرين الأول و7 كانون الأول، 91 حادثا تم الإبلاغ عنها تتعلق بحرب غزة، وهو ما يتجاوز بكثير 57 حادثًا تم تسجيله لعام 2022 بأكمله، ومن بين 91 حادثًا، كانت 66 حادثة معادية للسامية بطبيعتها، و8 كانت معادية للإسلام أو للعرب”.