اخبار محلية

الذكاء الإصطناعي والدّولة اللبنانيّة… هل التخلّف نعمة

أدّى اتصال هاتفي مزيّف بصوت الرئيس الأميركي جون بايدن بـ25 ألف ناخب في ولاية نيوهامشر الأميركية حثّهم فيه على عدم المشاركة في الإدلاء المبكر بأصواتهم في الانتخابات، الى تفاقم المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية في الدولة. في لبنان “الديمقراطي”، تنشغلُ الدّولة بإنقاذ ما يُمكن إنقاذه في ظلّ الانهيار المتدحرج. ولكن ماذا لو دخل الذكاء الإصطناعي الى عالم السياسة والاستحقاقات في بلدنا؟

يعتبرُ الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم أنّ “الذكاء الاصطناعي خلق أزمة خطيرة في مُختلف أنحاء العالم هي التّلاعب والتزوير في الأخبار والإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والإشكاليّة الكبرى ألا تشريعات أو قوانين يُمكن أن تضع حدّاً لهذه الأزمة التي تتخطّى حدود الجغرافيا وقدرة الدّول حتى الكبرى منها على الوقوف في وجه الذكاء الاصطناعي”، مُضيفاً، في مقابلة مع موقع أم. تي. في. “برز سلاح الذكاء الاصطناعي في حرب غزّة مع انتشار الأخبار المضلّلة والمغلوطة والصّور والفيديوهات إمّا القديمة أو المُفبركة، واستحقاق الانتخابات الأميركيّة يواجه اليوم حرباً مُشابهة”.

ولكن ماذا عن لبنان؟ يُجيب أبي نجم: “لبنان دولة متخلّفة وبعيدة عن التكنولوجيا والتطوّر خصوصاً في مؤسّساتها، لذا لا خوفَ من أن يخترق الذكاء الاصطناعي مفاصلها، ولكنّ التخوّف هو من برامج تعمل على تزوير وثائق رسميّة كجوازات السّفر مثلاً مقابل مبلغ 15 دولاراً يُمكن أن تُستعمل في الانتخابات من دون قدرة الدولة على كشف التزوير لعدم مواكبتها التطوّر التكنولوجي، وخصوصاً ما يُنتجه الذكاء الاصطناعي”، مشيراً الى أنّ “ما حصل من خروقات سيبرانيّة أخيراً خصوصاً في مطار بيروت، سلّط الضوء على فشل الدولة التي لم تُصدر حتى اليوم أيّ تقرير يوضح مُلابسات الخرق الذي حصل والجهة التي نفّذته، وهذا يعني أنّ الدولة ستكون عاجزة أو ساكتة عن أيّ خرق يُمكن أن يحصل في المستقبل”.

وفي السيّاق ذاته، يُشدّد أبي نجم على أنّه “على الدولة اللبنانية أن تتعلّم المشي قبل الركض كما يقول المثل، وهي بعيدة كلّ البعد عن الانخراط في ثورة الذكاء الاصطناعي أو الاستفادة منه في ظل انهيار البنية التحتيّة فيها، فلا ذكاء اصطناعيّاً من دون كهرباء وإنترنت وخطط للتحوّل الرقمي تُطبّق على الأرض”، مُردفاً “وحده القطاع الخاص هو المُستفيد من الثورة التكنولوجيّة على حساب الدولة التي تستفيد من هذا التخلّف المتعمَّد لمزيد من الفساد والمحسوبيّات التي لا تزال تستفحل حتى في عزّ الأزمة التي يعيشُها لبنان”.
  
في وقتٍ تجتهدُ فيه الدول للالتحاق بقطار الذكاء الاصطناعي، ينطلقُ لبنان بدوره في مترو نحو عصور التخلّف التي، ربّما، قد تقي مؤسّساته المهترئة شرّ فورة التكنولوجيا، ولكنّها في المقابل، لن تحمي أيّ سياسيّ من فضيحة أو تزوير من صنع الذكاء الخارق.

 جيسيكا حبشي – موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى