آلاف المباني مهدّدة بالسقوط… هل ننتظر موتاً أكثر
الآلاف يعيشون في مبانٍ غير آمنة ما يشكّل خطرًا على حياتهم. واقعٌ مرير ومُخيف يُضاف إلى ملفّ يوميّات اللبناني المليئة بالأحداث الكثيرة الصعبة والمريرة أيضاً. وما سقوط مبنيَين في الشويفات خلال أسبوع إلا الدليل على كمية الخطر الذي يتربّص بنا.
من المؤكّد، ومن دون أيّ شكّ، أنّنا قد نشهد مزيداً من الانهيارات، يقول عبد القادر كيروز، وهو صاحب شركة دراسات واستشارات هندسية. ففي الحقبة الماضية، لم يكن البناء منظّماً ومراقباً، يُضاف إلى ذلك عوامل أخرى كثيرة كمخالفات البناء وغياب الصيانة والتمدّد العمراني العشوائي وغياب التنظيم المدني، وانفجار المرفأ والزلازل أخيراً.
وتخيّلوا أنّ في طرابلس وحدها هناك ما بين الـ800 والـ1000 مبنى مهدّدة بالسقوط، بعدما كان العدد 236 قبل الزلزال. الرقمُ مخيف. فإذا كان ذلك في طرابلس وحدها، فماذا عن لبنان كلّه؟
يُشدّد كيروز، لموقع mtv، على أنّ هناك مشكلة في نوعية الأبنية والمواد المستخدمة في البناء وبسبب غياب الاستشارات الهندسيّة والصيانة تُصبح المخاطر أعلى، معتبراً أنّه “إذا لم يقم أصحاب المنازل بالصيانة الدوريّة اللازمة فإنّ المسؤولية تقع على عاتقهم. فعندما يقوم صاحب المنزل بالصيانة اللازمة وتقوم البلديات بالمراقبة وبتبليغ أصحاب الملك بالإنذارات يمكن تفادي حصول أي كارثة”.
هنا، لا بدّ من السؤال عمّا حصل في الشويفات، هل حصل أيّ إهمال؟ وماذا فعلت البلديّة؟
كشف مصدر في بلديّة الشويفات، لموقع mtv، أنّ المبنى الذي سقط أخيراً أُنشئ منذ 20 إلى 25 سنة على الأكثر وبالتالي ليس قديماً، مضيفة: “تواصلنا مع الجامعة الأميركية في بيروت التي تقوم بدراسة حول نوعيّة التربة التي يُرجّح أنّها تنتفخ ما يؤثّر سلباً على الأبنية. وبعد دراسة عيّنة من التربة التي أرسلناها سيتمّ اقتراح الحلول والإجراءات الواجب اتخاذها”.
هل تقوم البلديّة بالكشف المستمرّ وإخلاء المباني المهدّدة إذاً؟ يُجيب المصدر: “يتعذّر الكشف على كلّ المباني الموجودة في نطاق الشويفات ولذلك في حال وردتنا أي معلومة عن منزل ما، نقوم بالكشف اللازم ونصدر تقريراً ونتابع مع أصحابها. ومكتب الهندسة يقوم بالكشف على كلّ مبنى يُرجّح أنّه معرّض لخطر ما ونُرسل تقريراً حول ما إذا كان صالحاً للسكن أم يحتاج إلى تدعيمٍ وما يجب فعله”.
دولتنا طبعاً غائبة عن كلّ ما يحصل. لذا، يُشدّد كيروز على أنّه على الدولة تطبيق المعايير والقيام بدراسة جيوتقنيّة وتحميل المسؤوليات بشكل واضح للمخالفين وتطبيق القوانين كما عليها التحرك بشكل فاعل أكثر قبل سقوط الأبنية وأن تجبر الأشخاص على الإخلاء في حال كان البناء مهدّداً بالسقوط.
فهل ننتظر موتاً أكثر كي نتحرّك؟
لارا أبي رافع – موقع mtv