“الأبراج البريطانية” تهدِّد “بيزنس” بمليارات الدولارات
ترتدي مذكرة الإحتجاج السوري على الأبراج البريطانية ال38 المبنية على الحدود الشرقية مع لبنان، أكثر من طابعٍ سياسي قبل أن يكون أمنياً أو حتى سيادياً، متصلاً بالتوقيت الذي يأتي بعد 14 على بناء هذه الأبراج، كما بالتزامن مع طرحٍ بريطاني غير رسمي لبناء أبراج مماثلة على الحدود الجنوبية. ووفق الرئيس التنفيذي لمؤسسة “إنيغما” للتحليل العسكري رياض قهوجي، “فقد درجت العادة، بأن الدول التي من المفترض أن تكون أشقاء، تهمّهم مصلحة بعضهم البعض، وأن تكون الحدود آمنة من الطرفين”. ويقول المحلِّل قهوجي لـ”ليبانون ديبايت”، “إن محتوى هذه الأبراج معروف ولا شيء سرياً فيها باستثناء الكاميرات ومدى المناظير المراقبة كلها معروف، ما يعني من 5 إلى 10 كيلومتر كحد أقصى، وليس فيها أجهزة تنصّت واضحة لأنها على حدود مناطق خالية، علماً أنه ما من منظومة تنصّت تصل لداخل دمشق”.
وعن وظيفة هذه الأبراج، يشير قهوجي، إلى أن “هدفها الوحيد هو تأمين الحدود عبر تمكين عناصر الجيش الموجودين، من كشف المهربين والإرهابيين، الذين يحاولون أن يعبِّروا الممرات غير الشرعية، علماً أن الأبراج موجودة منذ 14 سنة، ولم تكن هناك أي شكوى سورية”.
وعن ربطها اليوم بالقصف الذي يحصل لسوريا، يوضح قهوجي، أن “القصف الذي يحصل داخل سوريا بعيد جداً جداً عن الحدود اللبنانية، في ضواحي دمشق والبوكمال ودير الزور باتجاه حلب درعا، وبالتالي، ليس لها أي تأثير على العملية في الداخل”.
وأمّا بالنسبة للتجسّس، يستغرب قهوجي الحديث عن تجسّس على مسافة 10 كيلومتر داخل الأراضي السورية، متسائلاً عن هدف التجسّس بمعنى أن” ما الذي سيتم كشفه هناك، والذي قد يؤثر على العمليات السورية داخل سوريا للدفاع عن أراضيها ضد الهجمات الإسرائيلية، وبالتالي، فإن هذا الكلام هو مجرّد هراء”.
ويكشف قهوجي عن المستفيد الأساسي من إزالة الأبراج على الحدود مع سوريا، وهو “المهرّب الذي تضرّر، بعدما ساهمت بخفض التهريب 65 بالمئة، ما يجعل من إزالة الأبراج خطوةً تأتي لصالحه”.
وإذ يسأل قهوجي عن التوقيت لإعلان الإحتجاج السوري، يشير إلى أنه “يستبق الجهود لتوسيع مناطق نشر هذه الأبراج إلى مناطق أخرى على الحدود، وتحديداً في المنطقة التي تستفيد من عدم وجود هذه الأبراج لمراقبة وكشف عمليات التهريب القائمة، خصوصاً وأن مصلحة مشتركة لجهاتٍ داخل سوريا وحلفاء لها داخل لبنان، لمنع إغلاق الحدود بل لفتحها بشكل كاملٍ لتسهيل تنقّل المهربين”.
ويشدِّد قهوجي على أنه من مصلحة هذه الجهات، بقاء الحدود سائبة مع سوريا، وبالتالي، أن ” يتسلّل الإرهاب داخل لبنان، خصوصاً وأنها لا تمانع وجود الإرهاب ويبرِّر وجود تنظيمات كداعش وحملها السلاح وعملها العسكري داخل لبنان، وبالتالي، فمن مصلحة هذه الجهات اللبنانية والسورية، إضعاف الحدود بين لبنان وسوريا، تسهيلاً للأعمال التي تدرّ عليها ملايين الدولارات، إن أضفنا عليها موضوع الكبتاغون وتهريب البضائع وغيرها، حيث أن الحديث هنا يشير إلى بيزنس بملايين الدولارات شهرياً، ولذلك من الطبيعي أن يحرك موضوع بناء الأبراج على طول الحدود الشرقية، جهات داخل النظام السوري، تستفيد من التهريب، علماً أن ما نشهده على حدود الأردن من أحداث ومواجهات، تقوم بها الجهات ذاتها، التي تنشط في التهريب على حدود الأردن، هي أيضاً تنشط الآن في ملف إزالة هذه الأبراج داخل الأراضي اللبنانية”.