هل مُنعَت أغنية فيروز
انشغلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية بأغنية نادرة وغير معروفة للسيدة فيروز. واللافت أن كلمات الأغنية ساخرة وتكشف عن شخصية جديدة لأعمال الأخوين الرحباني، لما فيها من رسائل سياسية نارية وانتقادات لاذعة ومباشرة للأمم المتحدة. فما هي قصة “سافرت القضية” او “قضية القضية”؟ وما حقيقة منعها؟
يوضح الباحث محمود زيباوي، في حديث لموقع mtv، أن الأغنية قديمة ومعروفة، وقُدّمت في أيلول ١٩٦٨، في افتتاح معرض دمشق الدولي، وقد كتبت يومها صحيفة “الدبور” واصفةً رائعة فيروز الجديدة بأنها الحدث الفني الغنائي العظيم الذي كان له أعمق صدى مؤثر، رائع وهادف.
القصيدة المغناة جريئة وتهاجم المحافل الدولية وتقول:
“وحين جاء الليل
كان القضاة تعبوا
فأغلقوا الدفاتر
وذهبوا للنوم
وكان في الخارج صوت شتاء وظلام
ويائسون يبحثون عن سلام
والجوع في منازل المشردين ينام
وكانت الرياح ما تزال
تقتلع الخيام…”.
فهل مُنعت الأغنية فعلاً كما يشيع الناشطون على مواقع التواصل الذين يتداولون بها اليوم؟
يؤكد زيباوي أنه “من غير الصحيح أن الأغنية مُنعت، لكنها واحدة من أغاني فيروز التي لم تصدر، إلا أنها انتشرت وتحدثت عنها الصحف اللبنانية حينها، كـ “الحسناء” و”الأسبوع العربي” و”الدبور”، وأشار إليها كذلك سعيد فريحة في “الأنوار”.
ويشير زيباوي الى المرحلة السياسية التي قُدمت فيها بعد نكبة العرب في حرب ١٩٦٧، لافتاً الى أن في رصيد الأخوين الرحباني العديد من الأغاني لفلسطين وبعضها لم يصدر، والأغاني التي لا تصدر تضيع في أقبية الإذاعات ومهندسي الصوت بانتظار باحث عنها.
وتابع “الأغنية إذاً جاءت ضمن الأعمال الفنية التي تلت النكبة، وكانت أولى أغنيات الأخوين الرحباني هي “زهرة المدائن” في مهرجانات الأرز، ومن بعدها “القدس في البال” في التلفزيون، وكانت لوحة كاملة تضمنت أيضاً اغنية “مرّيت بالشوارع” وسواها، وكانت لاحقاً “جسر العودة” التي لم تصدر كاملة حتى اليوم وما نُشر منها هو مقتطفات، منوّهاً بأنه حتى “جبال الصوان” لا يمكن فصلها عن هذا السياق.
هي اللحظة السياسية التي تمرّ بها فلسطين اليوم، إذاً، والموقف الدولي الشبيه بالعام ١٩٦٧، يوم ضاعت القدس، السبب وراء إعادة انتشار هذه الأغنية النادرة فعلاً للسيدة فيروز، وما أشبه الأمس باليوم.
مرة جديدة تكون فيروز الملهمة، ويكون الأخوان الرحباني “خلطة الوحي” التي تتعدّى حدود الزمن.
نادر حجاز -موقع mtv