يا “بلا راس”… الدولة “بدا راس”
القيادة هي عنصر أساسي في نجاح أي دولة، فهي التي تقود الشعب نحو التقدم والازدهار وتسهم في تحقيق الاستقرار والأمان. يعد غياب القيادة الفعالة مشكلة كبيرة قد تؤدي إلى عدم الاستقرار والتخبط في السياسات والقرارات الخارجة عن المألوف فدستورنا الغريب العجيب الذي وصفته منذ زمن بأنه اصبح خارج الخدمة بات العوبة في أزقة السياسة القذرة.
عندما نقول “الدولة بلا رأس”، فإننا نعني أن الدولة تخلو من قيادة قوية وفعالة. إذا كانت الدولة بدها رأس، فإنها تحتاج إلى شخص قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات السليمة التي تخدم مصالح الشعب وتعزز التقدم والازدهار. ولكن ليس كل من يتولى الحكم يمكنه أن يكون قائدا فعالا، فالقيادة تتطلب من الفرد الكفاءة، النزاهة، الحكمة، والرؤية الاستراتيجية والمواطنة الصحيحة.
إذا كانت الدولة تعاني من عدم وجود قيادة فعالة، فإن ذلك سينعكس سلبا على جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فقد تزداد الاضطرابات والصراعات، وقد تتدهور الخدمات العامة والاقتصاد، وبالتالي تزداد معاناة الشعب وتعم التجاوزات القانونية وتبرز الفذلكات الدستورية العجيبة الغريبة.
لذا، يجب على المجلس النيابي إنجاب ارنب الرئاسة في اسرع وقت ممكن وينتخب راسا للدولة وبالتالي يولي الرئيس الجديد أهمية كبيرة لاختيار قادة كفوئين في مختلف المراكز الشاغرة يمكنهم تحقيق التطور والنجاح للدولة في وقت قياسي.
إن كثيرا مما نراه في حالنا اليوم يثير الدهشة والاستغراب، ومن بين تلك الظواهر التي تبدو غريبة وفوق المألوف هي حالات الفشل والفوضى التي نعاني منها في كافة المجالات. إذ يبدو كل شيء في هذا البلد “بلا رأس”. فعندما نتأمل في سياسات هذه الدولة وإدارتها، نجد أنها تعاني من نقص شديد في القيادة الفعالة والمؤسسات الحكومية المنظمة. بل وأكثر إن “تمليش” الدولة يزداد يوما بعد يوم وامراء حربها يكملون في السلم ما قد فاتهم في الحرب!!
هل يدرون من “يسوسون” قطيع البلد اليوم أن رئيس الدولة هو عماد النظام السياسي والحكومي في أي بلد؟، حيث انه يتحمل المسؤولية الكاملة عن رعاية شؤون المواطنين وتوجيه مسار البلاد نحو التقدم والازدهار. ومع ذلك، يبدو أن بعض السياسيين عندنا، “المتسلبطين” على مفاصل الدولة يسرحون ويمرحون في ظل غياب رأس الدولة، فبغياب الهر يسرح ويمرح الفأر وبغروب نواطير مصر تعبث الثعالب بمقدرات الدولة وتعيث في الارض فسادا لا يقل اجراما عما فعلته ايام الحرب الأهلية.
يا “بلا راس” بلادي تعاني من غياب رأس يقودها ويحميها، مما يجعلها تبدو كالبيت الذي لا يوجد له أب وأم يوجهان سفينته نحو شاطىء الآمان.
بولي كلوريد الفينيل
إذا، لا بد من توافر رأس حكيم وقادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة لإعادة النظام والاستقرار إلى هذا الوطن. إن الإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة قد تكون المنصة الوحيدة للخروج من هذا النفق المأسوي، وتحقيق النمو والازدهار الذي يصبو إليه الشعب. بهذا الصدد، لا بد من التشديد على أهمية بناء مؤسسات قوية وفاعلة تعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان من خلال قضاء عادل وجيش قوي. إن ضرورة وجود رأس حكيم وقادر لا تقتصر على مصلحة الدولة فقط، بل تمتد إلى مصلحة المواطن الصالح الكفؤ والذي لطالما عانى من الفوضى واسيادها ومن “جماعة مشيلنا اياها”.
بلا شك، الدول التي تعاني من فراغ في القيادة تواجه تحديات كبيرة قد تؤدي إلى عدم الاستقرار والفوضى وتعثر عجلة التنمية، والشعب في مثل هذه الدول يعيش في حالة من عدم اليقين والقلق، لأنه لا يعرف من يدير شؤونه ويحقق مطالبه ويضمن حقوقه وبالتالي تكون هجرته لبلاده من اولوياته.
لذا، من الضروري ان يكون لنا قيادة قوية وعقلانية تعمل على توجيه شعبها نحو الهدف المشترك وتحقيق مصالحه ورفاهيته. كما يجب على القادة أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الصعبة والحكيمة التي تضمن استقرار البلاد ونموها.
دولة بلا رأس هي دولة بدون هوية وروح وتوجه واضح، وهذا قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبالتالي الى انهيار الكيان.
انتخبوا رئيسا قبل فوات الأوان!
ايلي يوسف -الديار