هدنة غ/ز/ة: الشي/طان في التفاصيل و48 ساعة أمام “ح/ز/ب الله” لتسليم الردّ
رمى الموفد الأميركي آموس هوكستين “قنبلة” في بيروت، ووضعها على طاولة عين التينة وفي داخلها مشروع صفقة لانسحاب الهدوء المستدام الذي يبحث عنه لبنان، كما هوكستين، على الحدود الجنوبية، مُمهِلاً لبنان، وتحديداً “حزب الله” الذي يقود هذه الجبهة، يومين من أجل تقديم الردّ بالموافقة أو عدمها، وذلك قبل حلول شهر رمضان المبارك الذي يبدأ يوم الإثنين المقبل.
وعلم موقع “ليبانون ديبايت” من مواكبين للحراك الديبلوماسي الأميركي، سواء على جبهة عين التينة في لبنان، أو القاهرة في مصر، أو واشنطن في الإدارة الأميركية، بأن حلول الحسم لم تعد بعيدة، ذلك أن لبنان لا يمتلك بعد اليوم، أو بعد 11 من الجاري، تَرَف مساندة حركة “حماس” التي تتّجه إلى الموافقة على الطلب الأميركي والعربي المشترك بإعطاء الهدنة فرصة تمتد لستة أسابيع، ولو من دون شروط تتمسك فيها منذ بدء عملية التفاوض التي كادت تنهار بالأمس في القاهرة.
تجاوز الديبلوماسي الأميركي المتخصِّص بشؤون النفط والطاقة، حدود وصلاحيات مهمته التي انطلقت مع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، حيث يعترف المواكبون لجدول أعماله، بأنه يطمح إلى احتكار المشهد السياسي والأمني والنفطي، وحتى الإقتصادي والمصرفي والمالي والعسكري، ولم يبقَ إلاّ ملف الأساتذة والنازحين السوريين، لغيره من الموفدين الغربيين والعرب والأمميين، فهو ربط ما بين كل هذه الملفات بوضع الجنوب، وإن كان حدّد شرطاً لعدم انسحاب وقف النار في غزة على الجبهة الجنوبية.
تأتي مقاربة هوكستين للإستحقاق الرئاسي، ترجمةً لكل المعلومات التي كانت تتردّد في الأسابيع الماضية بعد انطلاق حراك سفراء “الخماسية” تحت عنوان تحريك الملف الرئاسي، وهو ما شجّع كتلة “الإعتدال الوطني” على الإستفادة من الفرصة السانحة لتحقيق هدف، ولو لم يَرقَ إلى مستوى تحريك هذا الملف من الناحية العملية.
وبحسب المواكبين، تحدث هوكستين عن الرئاسة مع نواب في المعارضة، كما مع زعيم المختارة وليد جنبلاط، وطرح مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشروعاً لتطبيق الإستقرار في الجنوب، وقدّم له “صفقة” متكاملة قد تمّ تجهيزها منذ أسابيع، ريثما تنضج الظروف الميدانية، كما الإقليمية، على وجه الخصوص.
وقد تكون زيارة هوكستين تُركِّز، بحسب المواكبين أنفسهم، على تثبيت الحدود البرية، ولكن الوصول إلى صيغة تفاهم في هذا الإطار، سيكون المدخل إلى طرح العناوين الأخرى، وفي مقدمها الملف الرئاسي. واليوم ينتظر الديبلوماسي والمستشار الأميركي الذي انتقل من لبنان إلى إسرائيل، رداً من الرئيس بري ومن “حزب الله”، على الأفكار المطروحة، ولو من خلال تساؤلات ستؤدي الأجوبة عليها، إلى تعديل بعضها، وذلك كي لا تخرّب تفاصيل الإتفاق برمته.
ومن هنا، فإن هوكستين فتح باباً أمام كل القوى الداخلية، من أجل الدخول إلى مكان جديد، تختلط فيه الإتفاقات والترتيبات الأمنية لتأمين الإستقرار المستدام في الجنوب، مع الصِيَغ الحوارية والتشاورية المطروحة للإفراج عن الإستحقاق الرئاسي.