قطاعاتٌ ترفض الحرب… لن نصمد طويلاً
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
تشي التطوّرات الميدانية الأخيرة، وتعثّر مهمة المبعوث الأميركي آموس هوكستين بالوصول إلى اتفاق دبلوماسي بين “حزب الله” وإسرائيل، بتدحرج الوضع نحو الأسوأ. سيناريو الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل ما عاد مستبعدًا خصوصًا أنّها تتحضّر لعملية “المرساة الصلبة” وسط دعوات مستمرّة من الوزراء والمسؤولين فيها الى إعلان الحرب على “حزب الله” ولبنان. إن لم يكن سيناريو الحرب، فإنّ الأقل تشاؤمًا لا يستبعدون ضربة إسرائيلية أو مجموعة ضربات على بنك أهداف محدّد لن تقلّ تداعياته عن تداعيات الحرب.
يتخوّف نقيب المستشفيات سليمان هارون من توجيه إسرائيل ضربات مباشرة أو غير مباشرة على المستشفيات. ويقول في حديث لموقع mtv: “سيناريو ضرب المستشفيات في غزة قد نشهده في لبنان وضربها عمدًا لاعتبارها هدفًا استيراتيجيًّا”.
ويضيف: “ما عدا ذلك، فإنّ المستشفيات بكامل جهوزية لاستقبال الجرحى، بناء على الخطة الموضوعة من قبل وزارة الصحّة في حال الحرب”.
وعن كميات المستلزمات الطبيّة، يوضح هارون أنّها متوفّرة بكمية محدودة، مشيرًا إلى أنّ المستشفيات عادة ما تخزّن هذه المواد من أسبوع إلى شهر واحد على أبعد تقدير.
تستمرّ معاناة مرضى الأمراض المستعصية لتأمين الدواء في ظل الشح الدوائي. ويلفت نقيب أصحاب الصيادلة جو سلوم إلى أنّه “ليس لدينا أدنى جهوزية في أدوية الأمراض المستعصية لا بل لدينا شبه انقطاع، فكيف الحال إن توسّعت الحرب؟”. ويتابع في حوارٍ مع موقعنا: “مخزون الأدوية الأخرى وأدوية الأمراض المزمنة يكفي ما بين 3 إلى 4 أشهر”. خلال حرب تموز، استطاع اللبناني تخزين أدوية في المنازل أمّا اليوم فالقدرة الشرائية لديه معدومة ولا يمكن تخزينها.
على عكس بعض الأدوية، فإنّ “المواد الغذائية متوفرّة ولا خطر في الوضع الحالي من انقطاعها، كما لا مبرر تجاريًّا لارتفاع أسعارها أكثر مما حصل في الآونة الأخيرة جراء الأحداث في البحر الأحمر”، على حدّ تعبير نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي.
وفي حديث لموقع mtv، بوضح أنّه “إذا تخطّت الأمور الحدود الحربية الحالية، فإنّنا سندخل في سيناريو “دمار شامل” سبق ونبّهنا منه، وكلّ الاحتمالات تُصبح واردة ومن غير الممكن لا بل من المستحيل التنبؤ بما قد يحصل من إغلاق قصري للمرافئ والمطار، أو انقطاع المواصلات، أو تدمير المرافق الحيوية…”. ويضيف: “عند ذلك، لن تقتصر الهموم على الكمّيات الكافية، أو المدة الزمنية قبل استهلاك كامل الكمّيات أو تفلّت الأسعار لأنّنا قد نكون دخلنا في نفق غير واضح المعالم”.
على صعيد آخر، يكشف رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس أنّ “المخزون الاستراتيجي للمحروقات في المستودعات يكفي لحوالى 3 أسابيع، وأنّ كمية المازوت لدى المستشفيات تكفي لمدة أسبوع”. وأوضح أنّه في سيناريو الحرب لا يمكن التنبؤ بما قد يحصل، فإذا وصلت الأمور إلى إغلاق البحر سيكون من المستحيل إستيراد المحروقات، وإذا قُصفت الطرقات فإنّ نقل المحروقات سيتوقّف، وما عدا ذلك يمكن الإستمرار بتأمينها”.
يدرك الجميع أنّ لبنان غير قادر على تحمّل تداعيات توسّع الحرب، قطاعاتٌ لن تصمد إلا لأيّام معدودة، ومواطنون منهكون أصلاً من سلسلة الأزمات التي أصابتهم. فهل تأتي الحرب على أشكالها وأهدافها لتكون الضربة القاضية لوطن يُصارع الموت؟