اخبار محلية
حادثة رئاسية فضحت “الثنائي الشيعي
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني
يعوّل كثيرون على العلاقة المستجدّة بين الرئيس نبيه بري ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، خصوصاً بعد تجربة نقابة المهندسين التي تعاون بها بري وباسيل، وأثمرت فوز مرشح “التيار” فادي حنا بمنصب “النقيب”، ويعتقد البعض أن ما حصل في النقابة قد ينسحب على الرئاسة.
بداية، لا بد من تأكيد ما يُنقل عن جميع المعنيين في الملف الرئاسي، ومن بينهم سفراء اللقاء الخماسي، أن لا انتخاب للرئيس العتيد قبل أن تخمد نيران غزة والجنوب، وتصريح الرئيس بري قبل يومين عن استحالة فصل جبهة غزة عن الجنوب خير دليل على أن مسار “الرئاسة” معطّل حتى إشعار آخر، هذا ناهيك عن أن “الثنائي الشيعي” لا يزال يقف عند عتبة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي أكد يوم أمس استمراره بالترشح دون أي نية جدية للتراجع أو الإنسحاب.
بين بري وباسيل لا تزال الأمور معقدة، وبحسب مصادر مطلعة على أجواء “الثنائي”، لا يمكن استنساخ تجربة “النقابة” في “الرئاسة”، ف”حزب الله” الذي تعهّد لفرنجية ترئيسه يرفض قطعاً الإنتقال إلى مرشح آخر بصرف النظر عن هويته وتوجّهاته، وباسيل الذي رفض فرنجية منذ بداية الإستحقاق لا يزال عند موقفه، وقد نُقل عنه قوله، “ماذا تغيّر حتى أبدل موقفي من فرنجية؟”. لن يردّ باسيل الذي يشتهر بقاعدة “خذ وطالب” جميل نقابة المهندسين إلى “الثنائي”، فهو مطمئن إلى أن “الثنائي” سيبقى مرغماً بمساعدته في وجه “القوات اللبنانية”، وهو بذلك لا يشعر بأي حاجة لاسترضاء “الثنائي” أو بأي ضغط لمجاراته في خياره الرئاسي، طالما هو يثق بأنه سيدعمه ولو مرغماً ضمن معادلة المفاضلة بين السيء والأسوء، أي بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. ولا يخفي باسيل في مجالسه أنه مرتاح لتلك المعادلة، لأنه مهما أخذ من مواقف سلبية ضدّ “حزب الله”، فهذا الأخير مُجبر أن يعود ويمرّ به لأن الطرقات الأخرى مقفلة بوجهه، وتحديداً على الساحة المسيحية. ولذلك، يبقى أمله أن يتراجع “الثنائي” عن تمسّكه بفرنجية، وهو يعوّل أكثر على الرئيس بري الذي يعتقد أنه يميل إلى خيار ثالث. لكن الرياح لا تجري كما تشتهي أمنيات باسيل، بل بعكسها، إذ أن “الثنائي” يزداد تمسّكاً وقناعةً بترشيح فرنجية في ظلّ التطورات المتوقّعة في المنطقة، وفي حادثة شهدتها الكواليس السياسية، عُلم أن نائباً في كتلة “حزب الله” قال لأحد نواب تكتل “الإعتدال” صاحب المبادرة الرئاسية التي تقوم على التشاور والإنتخاب، “كنا مفكرينكم معنا، طلعتوا محايدين”. وهذا إن دلّ على شيء فهو إصرار “حزب الله” على فرنجية وعدم مراعاته مبدأ الوسطية في الخيارات الرئاسية، على قاعدة “يا معنا يا ضدنا”. لن يقفل الرئيس بري أبوابه أمام باسيل وموفديه، لكنه ورغم هدية نقابة المهندسين، لن يحيد أنملة عن خيار فرنجية، ولذلك لا يمكن لباسيل الساعي لتحقيق خرق في العلاقة معه إلا أن يتحلّى ببعض “الحكمة” ليعود إلى قراءة واقعية للصورة العامة، بدلاً من أن يعوّل على “حكمة” الرئيس بري في تغيير موقفه الرئاسي. |