حقنة الـOzempic… هذه اثارها الجانبية وحذار ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي
باتت وسائل التواصل الاجتماعي كالمرض الخبيث، تشكل خطرا على المجتمع العالمي برمته، وبخاصة ان هذه المنصات تستخدم لنشر المعلومات الخاطئة حول مواضيع صحية هامة، مثل حُقَن الأوزمبيك و الـ Oat Ozempic والـ Ozempic face. لذلك من المهم دائما التحقق من مصداقية المعلومات والمصادر قبل تداولها، والاعتماد على المراجع المعتمدة للحصول على البيانات الصحيحة والموثوق بها.
صيحات “قاتلة”
وفي الإطار، أوضح المتخصص في الصحة العامة وامراض الدم الدكتور خالد ياسين لـ “الديار” ان “تسويق الادوية العلاجية مثل الأوزمبيك والـ Oat Ozempic على منصات “الانترنت” بشكل مغلوط بقصد تحقيق الأرباح المادية، يشكل ضررا على السلامة العامة، لأن هذه “الموضة” قد تدفع بعض الأشخاص إلى اتخاذ قرارات متسرعة بشأن صحتهم. على سبيل المثال، قد يقرر البعض تجاهل علاج مهم أو البحث عن بديل غير فعال، استنادا إلى المعلومات الخاطئة المنشورة”.
وأوضح “ان حقنة الأوزمبيك توصف أساسا لعلاج مرض السكري من النوع 2، ولكنها أيضا قد تُستخدم للمساعدة في فقدان الوزن، لان المادة الفعالة فيها هي “السيماغلوتيد”، حيث تعمل على زيادة الشبع وتقليل الشهية، مما يؤدي إلى تخفيض كمية الطعام المتناولة، وهذا يقي من السمنة بطبيعة الحال”.
وأضاف “على المدى البعيد يمكن أن ينجم عن ذيوع هذه الصيحات الإشاعات والاخبار المزيفة، مما قد يزيد من مستويات القلق والتوتر لدى الناس، ويضعف ثقتهم بالنصائح الطبية الصحيحة. كما قد ينتج من الاعتقادات غير الصائبة تأثير سلبي في القرارات الصحية التي يتخذها الأفراد، مما قد يؤدي في النهاية إلى تدهور حالتهم الصحية. لذلك من الضروري التصدي للإعلانات “الرخيصة”، من خلال البحث عن مصادر موثوق بها والتحقق من صوابية الأفكار قبل اتخاذ أي إجراء”.
وحذر من “خطر مواقع التواصل الذي يكمن في قدرتها على نقل المنشورات بسرعة كبيرة، دون وجود رقابة أو تحقق من جودتها. وهذا يمكن أن يشوّه الحقائق ويضلل الناس ويؤذيهم، وقد يزيد انتشار “الداتا الملغومة” من قلقهم، ويدفعهم الى البدائل السيئة التي تؤثر بشكل سلبي في حياتهم وصحتهم”.
السلبيات أكثر من الايجابيات
من جهتها، أوضحت اختصاصية التغذية العلاجية والمشرفة على السلامة الغذائية لين الياس سبانخ لـ “الديار” ان “الاوزمبيك متوافر بـ 3 جرعات (0.25) و (0.5) و (1)، وتعمل هذه الحقنة على ضبط الانسولين بالجسم وعلاج مرض السكري 2، ويعطي الطبيب عادة هذا الدواء للمرضى الذين لديهم مقاومة الانسولين او مرض السكري 2. ويجب على المريض الالتزام بالكمية الموصوفة له، والانتقال الى الرشفة الزائدة بشكل تدريجي، ويكون ذلك تحت إشراف طبي”.
وقالت: “عند حقن هذه الابرة “يتركلج” الانسولين، مما يؤدي الى خفض درجة السكر بالدم وتبطيئ عملية الهضم، وبالتالي السيطرة على الجوع، وبناء على هذه الآثار الناتجة من استخدام هذا العقار، باتت هذه الحقنة تستعمل من قبل اشخاص لا يعانون من مقاومة الانسولين او مرض السكري 2، وانما بهدف خسارة الوزن والتحكم بالشهية”.
المخاطر على المدى القريب والبعيد
وتابعت “اما بالنسبة لضررها في المنظور القريب، فقد يصاب المريض بالإسهال والرجفة والغثيان واضطرابات بضربات القلب. اما على المدى البعيد، فمن المؤكد ان يتعرض أولئك الذين لا يعانون من الامراض لمشكلات في القلب. لذلك المطلوب من هذه الفئة استشارة متخصص قبل وخز هذا العلاج. وفي هذا المجال، أظهرت الدراسات ان الشخص الذي يحقن الاوزمبيك قد يصاب باورام الغدة الدرقية”.
Ozempic Oat
واشارت الى “ان هذا المصطلح يطلق على الخليط المكوّن من الشوفان والماء وعصير الليمون، ويؤخذ كشراب ويساعد في تخفيض الوزن بحدود الـ 20 كلغ خلال شهر او اثنين. لذلك يعمد الأشخاص الذين يريدون التخلص من الكيلوغرامات الزائدة وإنقاص وزنهم خلال فترة زمنية قصيرة، الى تجربة مثل هذه التركيبات العشوائية، وينسى هؤلاء ان عليهم اتباع نظام غذائي صحي، والعمل على تغيير أسلوب حياتهم الى جانب ممارسة الرياضة. صحيح ان بعض الافراد يميلون الى اختبار “الترندات” القوية ويفضلون اللجوء الى الطرق السريعة، لكن اتباع هذا الأسلوب قد ينجم عنه الإصابة بأمراض خطرة، وبالتالي يضيع المجهود الذي بذلوه سابقا”.
واردفت “سمي هذا المزيج الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بـ Oat” Ozempic” او “شوفان الاوزمبيك”، بغية الترويج السريع لهذا الاتجاه، وبالرغم من ذلك المزيج غني بالألياف والسوائل، ويستقر في الأمعاء لوقت طويل جدا بعد تناوله، لذلك يحس الفرد بالامتلاء لفترات مديدة، ومن هنا يبدأ الشخص في خسارة الوزن بطريقة سريعة”.
Ozempic face
واستكملت “اما بخصوص المصطلح الثالث “وجه الاوزمبيك”، فأتى اللفظ نتيجة لاستخدام هذه الحقنة على المدى البعيد، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يحقنون ” Dose” مرتفع، ويعاني هؤلاء من هبوط سريع بالوزن، تماما كالأشخاص الذين يخضعون لعمليات ربط او تكبيس او تصغير او قص معد،ة مما يؤدي الى حصول تجاويف في الوجه لا سيما منطقة الخدين والعيون، الى جانب ظهور الهالات السوداء وبروز خطوط تجاعيد حول الفم وترهلات بالرقبة”.
وختمت “نلاحظ ان سلبيات الاوزمبيك أكثر من الإيجابيات، لذلك يجب خسارة الوزن بطريقة صحيحة للوصول الى الغرض المنشود بأقل ضرر ممكن”.
بالموازاة، يعرّف أطباء الأمراض الجلدية مفهوم “وجه أوزمبيك” او Ozempic face الذي يقصد به تغيرات الوجه التي يلاحظها المستخدمون الذين فقدوا الوزن نتيجة تناول هذه الحقنة. وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة ليا توتون، اختصاصية العلاج التجميلي غير الجراحي والفائزة السابقة في برنامج “ذا أبرنتيس” The Apprentice، “يبدو أن العلامات المميزة لـ “وجه أوزمبيك” ظهور تجاويف في الوجه وتفاقم الارتخاء في البشرة، بمعنى انحلال تماسكها وتلاشي صلابتها، إضافة إلى المظهر الهزيل والمترهل في الوجه، الذي يكون في الغالب مصحوبا بكثرة الخطوط والتجاعيد”.
ندى عبد الرزاق -الديار