فوضى ومخاطرة.. لبنانيون يتوجهون الى سوريا بحثًا عن “السياحة الطبية”
بعد استتباب الوضع الامني في سوريا، عادت مستشفياتها لتكون مقصداً للعلاج الطبي من دول عدة. ويشير الكثير من الأطباء إلى أن مرضى من لبنان والعراق، وحتى من المغتربين السوريين، يتوجهون إلى سوريا لإجراء عمليات جراحية، أو معاينات طبية. والسبب هو انخفاض تكاليف العلاج، مقارنة بدول الجوار. فقد يبلغ فارق العملية الجراحية بين سوريا ولبنان، على سبيل المثال، نصف القيمة، فالطبابة في سوريا أرخص بكثير، سواء التجميلية أو الصحة العامة.
وهذا الأمر، خلق نوعاً من “السياحة الطبية”، من لبنان باتجاه سوريا، بعدما كان لبنان لعقود مقصدًا استشفائيًا لمختلف أبناء المنطقة العربية. وفيما تكاد تنعدم التغطية الصحية، إلا لفئة محدودة جدًا من الميسورين أو من يعملون مع جهات خارجية توفر لهم بطاقات تأمين صحية، اتسع نشاط السياحة الطبية نحو سوريا بعدما خسر أكثر من 80% من اللبنانيين ضمانهم الصحي.
قصص العلاج والعمليات الجراحية
حسمت رانيا أمرها بعد أن رأت نتيجة عملية تجميل الأنف التي أجرتها صديقتها في سوريا بـ 300 دولاراً فقط وهو سعر مقبول فيما تبلغ تكلفتها في لبنان 1200 دولار وما فوق، وبالفعل توجهت إلى سوريا وأجرت العملية في إحدى مستشفيات ضواحي دمشق.
وتقول لانا، فلسطينية مقيمة في لبنان: “خدمات الضمان الاجتماعي والتأمين لا تشملنا كفلسطينيين في لبنان، وتكلفة العلاج مرتفعة جداً. ونظراً لأوضاعي المادية، قررتُ أخذ ابنتي إلى سوريا، لإجراء عملية جراحية في الأنف، ستكلفني 3000 دولار، فيما لو كنت سأجريها في لبنان فقد تصل تكلفة العملية عينها إلى 6000 دولار”.
كذلك الحال بالنسبة للحوامل وعمليات الولادة القيصرية، ففي ظل غياب المؤسسات الضامنة في لبنان، تجرى عمليات الولادة في سوريا لبعض النساء بتكلفة 200 دولار فيما تطلب منهم المستشفيات اللبنانية مبلغ 1000 دولار.
وأصبحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الطرق لجذب الزبائن المرضى، من لبنان والعراق إلى سوريا. وتقدم “صفحة عمليات تجميل في سوريا” وغيرها، برامج للسياحة العلاجية في سوريا، لاسيما للقادمين من العراق. تتضمن العروض تأمين الموافقات الأمنية، وحجوزات الطيران، والاستقبال في المطار، مع الإقامة في الفندق، وجولات دينية بأسعار رخيصة. كما يتم التكفل في بعض الحالات بقيمة العلاج والتحاليل، للقادمين من لبنان.
فوضى ومخاطرة
يرى كثيرون أن ثمة حالة فوضى ومخاطرة تضرب هذا المجال، بعدما بات سائقو سيارة الأجرة عند المعابر الحدودية الرسمية بين البلدين، يتولون مهمة توجيه المرضى إلى الطبيب السوري، وإلى مستشفيات عدة، من أبرزها مستشفى تشرين في طرطوس.
وتشير معلومات إلى أن المستشفيات السورية تقدم للبنانيين عروضاً مغرية جدًا وبأسعار زهيدة لتشجعيهم على العلاج وإجراء العمليات. هذا ناهيك عن شراء آلاف اللبنانيين للأدوية السورية، سواء من سوريا، أو تلك التي تغزو الأسواق والصيدليات بصورة غير شرعية، وهذه قضية أخرى.