السيناريو الأسوأ.. لماذا ترفضه فرنسا
“ليبانون ديبايت”
غادر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني لبنان ولكن ورقة الحل الفرنسية الأمنية والسياسية ضمناً، لم تصل إلى بيروت وبقيت في جيب الزائر الفرنسي، بانتظار المزيد من المشاورات مع “المعنيين” في المنطقة، قبل الإفراج الرسمي عن المقترحات التي ما زالت إلى اليوم “شفهية”.
ووفق مصادر ديبلوماسية عليمة، فإن محاور ثلاثة قد تضمنتها هذه الورقة، التي أتت من فرنسا، ولكن أكثر من عاصمة كبرى قد انخرطت في صياغتها وفي مقدمها واشنطن، حتى أن موسكو دخلت على خطّ مساعي التهدئة.
ومن المعلوم أن هذه المحاور تبدأ بالتهدئة في الجنوب وتنتهي بمفاوضات غير مباشرة برعاية الموفد الأميركي آموس هوكسيتن، الذي تحضر ملائكته في المنطقة، مروراً بترتيبات ميدانية تشمل في جزء منها إعادة تموضع “حزب الله” في منطقة جنوب وشمال الليطاني، بالتوازي مع تجهيز وتعزيز الجيش اللبناني بخمسة آلاف عنصر جديد من جهةٍ أخرى، على أن تترافق هذه الخطوة مع دعم وتجهيزات عسكرية ولوجستية.
ورداً على سؤال حول احتمالات نجاح وفشل هذه المساعي، تقول المصادر الديبلوماسية العليمة ل”ليبانون ديبايت” إنها تكاد تكون متساوية وإن كانت احتمالات النجاح قائمة في حالةٍ واحدة وهي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي سيحسم مصيره في الساعات ال48 المقبلة، فيما الهدف الرئيسي هو تحضير الحل عند حلول موعد التهدئة وليس البدء من نقطة الصفر.
وبالتالي، تشير المصادر العليمة إلى أن المحور الأخير والذي سيبدأ البحث فيه بعد التهدئة وتطبيق الترتيبات الأمنية الميدانية، يتناول تثبيت الحدود البرية من خلال تسوية الخلاف حول 6 نقاط من أصل 13 على طول الخط الأزرق بعدما كانت المفاوضات التي حصلت ضمن اللجنة الثلاثية قد توصلت إلى تذليل الخلافات حول 7 نقاط حدودية.
أمّا البديل عن هذا الإحتمال وخصوصاً في حال فشلت مساعي وقف النار في غزة، فتقرّ المصادر، بأنه سيكون حكماً ما نبّه منه ورفضه سيجورنيه، وهو “السيناريو الأسوأ” الذي يتكرر الحديث عنه منذ أشهر، رغم أن الطرفين على جانبي الجبهة الجنوبية، يؤكدان رفض الحرب الشاملة.
وعليه، فإن هذا السيناريو، لن يكون مشابهاً للواقع الحالي على الجبهة الجنوبية، حيث تشير المصادر إلى أن التصعيد الأخير قد يكون مؤشراً على مرحلة جديدة من المواجهات الموسعة في حال سقطت كل الوساطات لوقف النار في غزة وفي جنوب لبنان، وهو ما تجهد فرنسا لعدم الوصول إليه، نظراً لارتداداته الدراماتيكية على الداخل اللبناني من الساحة الجنوبية.