فن - منوعات

حقن “الفيلر” وآثاره السلبيّة… وتحذير من الاستعمال “الخاطئ

أصبحت حقن “الفيلر” إجراء شائعاً لتجميل الشكل وإعادة شباب البشرة، إلا أن استخدام الانواع المغشوشة أو حقنها بواسطة أشخاص غير مؤهلين، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطرة، كتهيج البشرة وتورم والتهابات، وفي حالات نادرة قد تحدث ردود فعل تحسسية مؤذية. الى جانب ذلك، قد ينتج من الوخز غير الصحيح أو حتى حقن كميات كبيرة، تشوهات في الوجه وانتفاخ غير طبيعي، وحتى تثبيت أو تلف للأوعية الدموية.

وفي الإطار، يجمع أطباء الجلد على ان الوجه قد يُدَمّر نتيجة نوع المادة المحقونة، ومكان الحقن وكيفية استجابة الجلد الفردية، وقد عانى بعض الأشخاص مؤخرا من معاطب بشعة بسبب عمليات تجميل فاشلة اجروها في سوريا، وتشمل العيوب الاتية:

1- الانتفاخ الشديد: قد يحدث تورم كبير في المنطقة المحقونة، مما يؤدي إلى تغير كبير في شكل الوجه.

2- التشوه في التماثل: يؤدي حقن “الفيلر” بطريقة غير محكمة إلى عدم توازن في ملامح الهيئة، مما يسبب التواءات واضحة.

3- التكتلات: تتكون من الفيلر في الجلد، حيث تبرز تجمعات غير طبيعية وملمس غير متساوٍ.

4- التليف الندبي: في بعض الحالات النادرة، قد يتسبب حقن الفيلر بشكل خاطئ بتليف الجلد، مما يؤدي إلى تشكل ندبات دائمة.

5- تبدّل اللون: قد تحصل تغيرات في لون الجلد في المنطقة المحقونة اثر تفاعلات غير طبيعية مع المادة المستعملة.

6- الالتهابات: تنشأ نتيجة للحقن غير النظيف أو الفيلر الملوث، ومؤخرا أصيبت احدى السيدات بمرض الايدز، ليتبين لاحقا انها التقطت العدوى عن طريق ابرة فيلر أجرتها قبل وقت قصير من موعد زفافها.

لذلك، فإن الوقاية الفضلى من هذه التأثيرات السلبية هي الحصول على “الفيلر” من مصدر موثوق به، والحقن من قبل طبيب مؤهل وذي خبرة في هذا المجال.

علاج تجميلي بحت

في موازاة ذلك، أوضحت الطبيبة المتخصصة في الأمراض الجلدية والتجميلية غادة قصير لـ “الديار” ان “الهيالورونيك” اسيد او “الفيلر” هو تركيبة تجميلية صافية، والبعض يراها سامة. لكن على العكس من ذلك، لهذه الابرة استخدامات أخرى يجهلها الكثيرون وقد تحل الكثير من المشكلات الجلدية، كالندبات العميقة الموجودة في الجلد وبعض التشوهات في الجسم، ويتولّى الطبيب تعبئة الأماكن المصابة بواسطة هذه المادة، لتعويض التجوير الذي قد يحصل في أي جزء من الجسم او الوجه”. 

اضافت “لا يعرف البعض ان “الفيلر” كمستحضر يمكن ان يكون بلسما خالصا، ينافس اهم المنتجات التي تعالج الحروق. بمعنى آخر، يمكن استعمال هذه المادة على هيئة كريم مباشرة بعد التعرض الى حرق بهدف ترميم المنطقة المحروقة، وايضا علاج سحري لـ “العقر” او ما يسمى بـ “قرح الفراش” لإصلاح التقرحات، ولمعالجة كافة أنواع الجروح، ويعتبر مشابها للمضاد الحيوي لان له فعالية ضد الجراثيم وقدرة التغلب عليها”.

كيف يمكن تلافي حدوث التليّفات الجلدية الناتجة من ابر الكالسيوم؟  تجيب قصير “ان أبحاثاً كثيرة أجريت حول هذه الحقنة التي تعتمد في علاج شد الوجه من جهة، والتليّف الذي يمكن ان يصاب به الشخص بعد الخضوع لهذا الإجراء التجميلي من جانب آخر، والدراسات لا تزال قائمة حول حقيقة الأثر الجانبي الناجم عن وخزها. وتشير الى ان “الندبة الليفية” إذا لم تكن موجودة بنسبة عالية، فان لهذه الحقنة فائدة مهمة لجهة شد الجلد بطريقة آمنة”.

واستكملت “لكن إذا فاق عدد التليفات، الخلايا التي تعمل على تحفيز الكولاجين، ساعتئذ من المحتمل ان يسبب هذا الاختيار ضررا كبيرا، وقد يعاني الافراد الذين يريدون بعد فترة انجاز أي عمل جراحي متصل بتلك المنطقة المحقونة بالكالسيوم، في حين يواجه الطبيب الجراح صعوبة في التعامل مع بعض المرضى”.

وكشفت عن “ان البحث في هذا المجال طويل، ولا يمكن تأكيد نسبة حصول الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد حقن هذه الابرة لكن الخطر يبقى قائما، وان كانت هذه القاعدة لا تطبق على جميع الحالات. واعتقد ان البحث في هذه المسألة لا يزال مستمرا، ويوجد جدل كبير حول هذه القضية، ويظل حسم هذا الموضوع غير ممكن اقلّه حاليا. وانطلاقا من كل ما ذكرته، بتنا نعتمد في الآونة الأخيرة على المحفزات التي تعمل كإبرة الكالسيوم لتخفيف المضاعفات المحتملة”.

مثلث الخطر!

وتطرقت قصير الى “ما يسمى بـ “مثلث الموت” في وجه الإنسان، وهو يمتد من الانف من جهة جسر الانف الجزء الاعلى، ويشمل منطقة الفك العلوي فوق الشفة. واعتبر منطقة حساسة لسبب رئيسي وهو ان الاوردة الموجودة في هذا المكان تختلف عن الأماكن الأخرى، لاتصالها مباشرة بالدماغ وتبدأ من منطقة تجويف العين. كما ان التهاب هذا المحل يؤدي الى التهاب في الدماغ نفسه، وينتج من أي فعل تجميلي غلط الإصابة بالسحايا وطبعا هذا نادر الحدوث”.

وشددت “على عدم جواز حقن “الفيلر” في هذه المنطقة لأنها تحتوي على شبكة من الأوعية الدموية التي تمتص السائل بسرعة، وتمكن البكتيريا من الوصول إلى الدم بسهولة، مما يزيد من احتمالية حدوث التهابات خطرة تهدد حياة الشخص”.

تصرف مضر!

وحذرت “من فعل يمارسه الاهل ويتمثل بإزالة الرؤوس السوداء التي تنتشر في منطقة “مثلث الموت” ، عن طريق الضغط عليها بالأظافر للتخلص منها، من دون استعمال المعقمات لاعتقادهم ان هذه الطريقة مثالية. الا ان هذا الأسلوب قد يؤدي الى تفشي الالتهابات، وبالتالي وصولها الى أماكن أخرى خاصة الدماغ. لذلك ننصح كأطباء جلد بعدم المساس بالحبوب الملتهبة التي تظهر في المنطقة الحساسة وحتى الأماكن الأخرى، كون هذا الفعل يترك ندوبا جلدية، وذلك بعدم فقعها وتركها تختفي بنفسها في حال لم يُستخدم العلاج المناسب لها”.

ولفتت قصير الى “ان هذه المساحة تعتبر خطرة في العمليات الجراحية مثل حقن “الفيلر” الذي يؤدي الى انسداد الاوردة، وبالتالي الإصابة بالعمى. ويفترض العودة دائما الى الطبيب المتخصص المُلم بعلم تشريح الوجه لإتمام أي اجراء تجميلي طبي. وهناك زوايا أخرى إذا حقنت بـ “الفيلر” قد تصاب بمشكلات صحية جسيمة، مثل منطقة وسط الحاجبين أي الجبهة وأيضا خط الابتسامة”.

ندى عبد الرزاق -الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com