ظاهرة مناخيّة نادرة تخرق ربيع لبنان… فما السّبب
فاجأت الأمطار الطّوفانيّة، وما حملته من سيول وفيضانات، اللّبنانيّين، الذين تعوّدوا على “البهدلة” مع كلّ “شتوة”. لكن الغريب في الموضوع، أنّ لبنان لا يشهد خلال هذه الفترة من السّنة هذا النّوع من الأمطار، التي عادةً ما تكون عاديةً ولا تُسبّب أي كارثة أو مُصيبة. فما الذي جرى خلال الأيّام القليلة الماضية؟
يشرح رئيس مصلحة الأرصاد الجوّيّة في مطار بيروت مارك وهيبة أنّنا بِتْنا نشهد أمطاراً غزيرة وفيضانات أكثر فأكثر، وهذا وجه من أوجه تأثير التّغيّر المناخيّ.
ويقول، في حديث لموقع mtv: “ليس مُستَغرباً أن تتساقط الأمطار خلال هذه الفترة من السّنة، لكن الغريب في الأمر أنّها غزيرة، في وقت قليل، وهذا ما شهدناه سابقاً في 22 كانون الأوّل 2023، عند فيضان نهر بيروت، وفيضان الطّريق في جونية، كما تشكّلت السّيول أيضاً خلال شهر شباط”، لافتاً إلى أنّ “الأمطار الغزيرة أصبحت تتساقط في وقت قليل، وليست مُمتدّة على فترة زمنيّة طويلة”.
ويُضيف: “خلال هذه الفترة من السّنة، كانت السّيول تجتاح المناطق الدّاخليّة وليست السّاحليّة، مثل الفاكهة وعرسال والقاع ورأس بعلبك، حيث تكون الأمطار آتية من جهة الشّرق، وهو ما شهدناه على السّاحل، في الأيّام الأخيرة، والذي نادراً ما يحصل”.
ويوضح وهيبة أنّ “المنخفض الجوّي الأخير سيطر على الحوض الشّرقيّ للمتوسّط ووصل إلى شبه الجزيرة العربيّة، وحمل معه كتلاً هوائيّة مع رطوبة مرتفعة من جهة البحر الأحمر، وصولاً إلى السّعوديّة، لترتدّ باتّجاهنا، حتّى وصلت إلى البقاع والسّاحل اللبنانيّ أيضاً”.
ويلفت إلى أنّ “الكتل الهوائيّة خلال هذه الفترة من العام تكون دافئة والهواء شرقيّاً، وبذلك، نكون قد تخطّينا مرحلة الشّتاء والبَرْد في نهاية نيسان وبداية أيّار”.
وفي الختام، يُشدد وهيبة، على أنّ “الأمطار غير مرتبطة بدرجات الحرارة، فقد تكون الحرارة مرتفعة وتتساقط الأمطار، وفي هذه الحالة، إذا شهدنا بالتّوازي عواصف رعديّة، تحمل الأجواء معها كمّيّة رطوبة عالية، وتتساقط أمطارٌ غزيرة، بالإضافة إلى حبّات البَرَد الكبيرة، وتكون الظّروف المناخيّة قاسية نسبيّاً”.
رينه أبي نادر – موقع mtv