سبحة “التح رّش” كرّت في لبنان.. سلوكيات تفضح “الوح ش المضطرب”
لا ينطوي يوم من دون أن تكشف حالة اغتصاب وتحرّش جديدة بالأطفال، كأن سبحة الفضائح كرّت في لبنان وحملة “أنا أيضاً” وصلت إلى هنا. فبعد أن هزّت عصابة “تيك توكرز” دنيئة تهتك عرض الأطفال ربوع وطن الأرز وحرّكت معها الأجهزة الأمنية والمسؤولين، باتت روايات”البيدوفيليا” تهطل من كلّ حدب وصوب… لعلّها الزوبعة الجديدة في لبنان!
الحكايات التي تصلنا والتي تجرّأ فيها الأطفال- الضحايا على مشاركة معاناتهم والبوح بتجربتهم الأليمة تتشابه بطبيعة تصنيفها.. جرائم تحرّش بالأطفال، جسدية كانت أم إلكترونية. الصدمة تكمن في هوية الجاني.. فما هي أسباب “اشتهاء الأطفال” وكيف يمكن التعرّف الى “البيدوفيل”؟
إضطراب وسلوك منحرف
“البيدوفيليا” أو “الغلمانية” هو اضطراب نفسي يتميّز بالميول الجنسي للأطفال من دون سنّ البلوغ و”اشتهائهم”.يعود تاريخ هذا السلوك المنحرف الى أزمان غابرة في التاريخ البشري ولا يوجد تاريخ محدد لنشأة هذه الممارسات، إذ عثر على رسوم ونقوش عند الاغريق والفراعنة والرومان والفرس و
وتشير الإختصاصية في علم النفس فاطمة شريم لـ”لبنان 24″ الى أن أسباب انحراف الفرد نحو الميول للأطفال عديدة، موضحة أن المتحرّش قد يكون شخصاً يعاني من خلل إدراكي أو يعاني من مرض نفسي. كما قد يكون من ذوي التاريخ الاجرامي وبالتالي فاقد للقيم الأخلاقية والدينية. وقد يكون أيضاً مدمناً على الكحول والمخدرات أو مدمناً على الجنس أي أنه مولع بالأفلام الإباحية، العادة السرية، الدعارة والتحرّش.
هذا وتلفت الى أن هذا الوحش البشري من الممكن أن يكون نفسه “ضحية وحش آخر” وقد تعرّض في طفولته للتحرّش، غير أنه لم يتلق العلاج اللازم فتحوّل لمتحرّش عن كبر.
سلوكيّات فاضحة.. كيف نكشف المتحرّش؟
متخفّياً بشعائر اللطافة والجاذبية، يتقرّب “المضطرب” من الأطفال وغالباً ما يكون من الأقارب أو من زملاء العمل أو حتى من المشاهير.. شخص يتودد الى الصغار، يمنحهم شعوراً بالاطمئنان له ليسيطر عليهم في وقت لاحق ويمنعهم من فضح أمره بأساليبه المتعددة.
“حركات” المتحرّش قد تكون أحد أبرز المعايير لكشفه، فوفقاً لشريم “يتّبع المتحرّش سلوكيات خاصة مع الأطفال كتقديم الهدايا الشخصية، التحديق بالجسد بنظرات غير لائقة، التصفير، النداءات والهمس بإيحاءات جنسيّة”.
تصرّفاته ناجمة بمعظمها عن دوافع ورغبات جنسية، فهو يسعى للمس وتحسس الأطفال، الاقتراب منهم بشكل كبير ليتطوّر الأمر الى التعري وإظهار جزء من جسده أمام ضحيته.
“البيدوفيليا”.. العلاج منه ممكن وضروري
لا يمكن التعامل مع المتحرّش كسائر المرضى أو التعاطف مع من تعرّض منهم في طفولتهم للفعل البغيض فانقلب بعدها لوحوش ينهش الصغاراً انتصاراً لنفسه. المتحرّش مهما اختلفت اسباب “انحراف ميوله”، لا بدّ من اعتباره مجرماً، إنصافاً للبراءة التي انتهكها وشوه معالمها.
مع ذلك وبتعريفها العلمي، البيدوفيليا هي اضطراب جنسي وكأي “مرض نفسي” توجد علاجات معتمدة تهدف للتقليل من ميول من جرى تشخيصهم بالمرض والتحكم بتصرفاتهم.
العلاج يتضمّن متابعة نفسيّة لـ”البيدوفيل” عبر إخضاعه لجلسات العلاج السلوكي المعرفي بهدف تصحيح أفكاره بشأن الاطفال، فهم الضرر الملحق بهم نتيجة أفعاله وتلقينه سلوكيات بديلة ومهارات إجتماعية لأسلوب حياة “سليم”.
أيضاً، يتضمّن العلاج عقاقير دوائية تقلّل الرغبة الجنسية لديهم وبالتالي تقلل دوافع التحرّش لدى الشخص الخاضع للعلاج.
ماذا عن الضحايا؟ مؤشرات “حمراء” تنبّهوا لها!
علامات مهمّة تظهر لدى الأطفال وتكشف تعرّضهم للتحرش، فهؤلاء يعانون بدورهم من اضطراب وقلق نتيجة ما يمرّون به. لذا، لا بدّ من تبدّل مزاج الطفل وتغيّر سلوكياته فيصبح قليل الكلام، منعزلاً عن العائلة مثلاً أو قد يحصل النقيض ويتحوّل الى طفل مفرط في الحركة، غير “منضبط” وعدائي أحياناً.
لا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، فالطفل يتأثّر بسلوكيات المتحرّش به والمتحكّم به، وقد تظهر سلوكيات جنسية غير سليمة لدى الأطفال
أيضاً، ينعكس “اضطراب الطفل الضحية” على سلوكه ومساره التربوي، ففي معظم الحالات يفقد الضحايا القدرة على التركيز في دراستهم حتى أنهم يتخلّفون عن نشاطاتهم المعتادة.
تتصدر جرائم التحرّش المشهد اللبناني وعدد كبير من الضحايا لم يفصح بعد عن معاناته. الدور الأكبر في هذا الملف يقع على عاتق الأهل وسط ما نمرّ به من “انفلات اجتماعي” و”هرطقة الكترونية”.. و”الله يعين الأهل بهالزمن”!
المصدر: خاص “لبنان 24”