لبنان في أوراق عبداللهيان
يلقي رحيل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان بثقله على صنّاع السياسات في العالم، وخصوصا الولايات المتحدة التي تخوض حوارا مع إيران، لعبداللهيان فيه دور متقدّم.
وليس أكثر تعبيرا عن ثقل وفاة الرجلين من قطع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إجازته الأسبوعية عائدا الى البيت الأبيض من أجل متابعة تطورات حادثة الطائرة الرئاسية الإيرانية.
وتبيّن أن آخر اجتماع أميركي – إيراني عُقد في عُمان قبل نحو ١٠ أيام، وشارك فيه من جهة واشنطن كبير مستشاري الرئيس لشؤون الشرق الأوسط برت ماكغورك، ونائب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران أبرام بالي، ومن جهة طهران المدير العام لشؤون أوروبا وأميركا في الخارجية عيسي كاملي، والمدير العام لغرب آسيا وشمال إفريقيا مهدي شوشتري، والمدير العام للخليج محمد علي بك.
وحضر الشأن اللبناني في المداولات بين الطرفين من باب الوضع المتأزم جنوبا ودور حزب الله وحضوره في جنوب الليطاني والسلاح النوعي الذي تزوّده به إيران، الى جانب التنبيه الأميركي من مخاطر توسع الحرب والتهديدات الإسرائيلية المتّصلة، وضرورة العودة إلى مندرجات القرار ١٧٠١ باعتباره الناظم للهدوء عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
ولم يتبيّن أن الاجتماع في عُمان تناول الشق السياسي من الملف اللبناني، ولا سيما استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية. لكن بات واضحا أن الطرفين يتقاطعان على أن العودة الى خفض التوتر جنوبا هو الباب الرئيس الذي عبره يمكن تناول الملفات اللبنانية العالقة، ولا سيما مسألة الفراغ الرئاسي.
وبغياب عبداللهيان، ثمّة عدم يقين من مصير الملفات التي كان يتولاها، وخصوصا الحوار مع واشنطن، في انتظار هوية وزير الخارجية الجديد الذي ستفرزه حكما انتخابات الرئاسة التي عُيّن ٢٨ تموز موعدا مبدئيا لإجرائها.
ولئن عُيّن علي باقري كني وزيرا للخارجية بالوكالة، فإن من غير المتوقّع أن تشهد المرحلة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية اختراقات ديبلوماسية إيرانية، وسط ترجيحات في أن تنحصر المنافسة على رأس الديبلوماسية بعد الانتخابات الرئاسية بين كني والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير سعيد إيرواني.