لمن قال جنبلاط تحليلك متسرّع
لمن قال جنبلاط تحليلك متسرّع
كتب رئيس حزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”، اليوم السبت، رداً على منشور للمفوض السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس: “سهل التبسيط للتاريخ واستنباط نظريات جديدة على حساب الحقائق التاريخية”.
وأضاف جنبلاط، “ارجو وبكل هدوء وعقلانية مراجعة موضوعية لما ورد في هذا التحليل المتسرع”.
وكان جرمانوس قد كتب: “خريطة لبنان قبل عام 1920 كانت تبلغ مساحة الامارة حوالي 3500 كيلومتر مربع. في عام 1920، وافقت فرنسا على طلب البطريركية المارونية بتوسيع لبنان ليضم طرابلس وعكار وبيروت وصيدا وجنوب لبنان والبقاع. لكن لماذا سعت الكنيسة إلى توسيع لبنان رغم وجود أكثرية إسلامية في المناطق المذكورة؟ لا يوجد جواب واحد لهذا السؤال، بل هناك عدة عوامل دفعت إلى اتخاذ هذا القرار”.
وأضاف، “أولًا، مجاعة جبل لبنان خلال فترة 1914-1918 التي أدت إلى موت ثلث المسيحيين جوعًا وهجرة ثلث آخر، جعلت من الضروري ضم سهلي عكار والبقاع لتأمين الموارد. ثانيًا، لم يكن بإمكان المسيحيين تخيل لبنان من دون بيروت العظيمة. ثالثًا، أكثر من نصف قرن من التقاتل الأهلي مع الدروز جعلهم غير واثقين بكيانية الإمارة والشراكة التاريخية المارونية-الدرزية. هكذا، انتقلت الشراكة التاريخية مع الدروز إلى شراكة مع السنة الذين أمنوا في حينه الغطاء العربي للبنان. والدليل على ذلك اغتيال أحد مؤسسي الجمهورية، رياض الصلح، على يد القوميين السوريين الذين لم يعترفوا بلبنان”.
وتابع جرمانوس، “هذه الشراكة هي سبب حقد كمال جنبلاط على صيغة 1943 معتبراً إياها “خيانة” إستبدلت الدروز بالسنة وانخراطه مع اليسار القومي ضد ما كان يسميه “المارونية السياسية”. هل أخطأت بكركي بضم الأقضية الأربعة إلى الجبل؟ أيضًا، الإجابة عن هذا السؤال صعبة. لو بقي لبنان على حدود الإمارة، هل كان التوافق الدرزي-الماروني سيستمر؟ وهل كانت سوريا ستترك هذا الجبل بسلام وهي تحيط به من كل الجهات؟ أعتقد أن خيار لبنان الكبير كان في حينه خياراً صائباً”.
وأردف، “ماذا عن اليوم؟ أدعو الكنيسة إلى تبني طرح الدولة الاتحادية وتسويقه بصمت في أوروبا وأميركا، وإذا تعذر ذلك فالعلمنة الشاملة مع إنتخاب رئيس مباشرة من الشعب. وخصوصاً أدعو الكنيسة الى عدم التمسك بالنظام المركزي التحاصصي التوافقي الطوائفي المُعطل الذي حول لبنان الى أفشل دولة في الإقليم”.
وختم جرمانوس، “المشكلة لم تكن في لبنان الكبير، بل في سوريا وسيطرة العسكر عليها ومن ثم اليسار. من كان يعلم أن سوريا ستنهار حضاريًا وثقافيًا بهذا الشكل الفظيع؟”.